التسجيل التعليمـــات التقويم مشاركات اليوم البحث

اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعه وفي كل ساعه وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلى الله على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين .. اللهم انا نشهدكَ بأننا والينا محمدا وعلي وفاطمه والحسن والحسين والائمة المعصومين من ذرية الحسين .. وارواحنا فداء لحجتك المنتظر ..
التميز خلال 24 ساعة
العضو المميز الموضوع المميز المشرف المميز المشرفة المميزه
نانا الخطيب
بقلم :
قريبا قريبا

العودة   منتديات فدك الثقافية > واحة المنتديات الأسلآمية > المنتدى الإسلآمي العام

المنتدى الإسلآمي العام كل مايختص بالدين الإسلامي الحنيف وعلوم وفضائل اهل بيت النبوة "عليهم السلام"

الإهداءات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 12-01-2009, 01:47 PM   #1
دموع الشرقية
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية دموع الشرقية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ღღ في قلــــب مـــولاي ღღ
المشاركات: 2,286
معدل تقييم المستوى: 18
دموع الشرقية is on a distinguished road

المستوى : 38 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 947

النشاط 762 / 42323
المؤشر 90%

افتراضي القسوة والخرق والمراء والخصومة والعداوة

بسم الله الرحمن الرحيم
القسوة والخرق والمراء والخصومة والعداوة

أقول : قد مرّ كثير من أخبار هذا الباب في مطاوي أبواب الكفر ومساويء الاخلاق كما لا يخفى .
1 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن حفص ، عن إسماعيل ابن دبيس ( 2 ) عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا خلق الله العبد في أصل الخلقة كافرا لم يمت حتى يحبب الله إليه الشر فيقرب منه ، فابتلاه بالكبر
-بحار الانوار جلد: 66 من صفحة 396 سطر 19 إلى صفحه 404 سطر 18 والجبرية فقسا قلبه ، وساء خلقه ، وغلظ وجهه ، وظهر فحشه ، وقل حياؤه وكشف الله ستره ، وركب المحارم ، فلم ينزع عنها ، ثم ركب معاصي الله وأبغض طاعته ، ووثب على النسا لا يشبع من الخصومات ، فاسألوا الله العافية واطلبوها منه ( 3 ) .



__________________________________________________
( 1 ) مصباح الشريعة : 56 .
( 2 ) خنيس خ ل .
( 3 ) الكافي ج 2 ص 330 .





[397]


بيان : قيل : قوله " كافرا " حال عن العبد ، فلا يلزم أن يكون كفره مخلوقا لله تعالى .
أقول : كأنه على المجاز ، فانه تعالى لما خلقه عالما بأنه سيكفر فكأنه خلقه كافرا ، أو الخلق بمعنى التقدير ، والمعاصي يتعلق بها التقدير ببعض المعاني كما مر تحقيقه ، وكذا تحبيب الشر إليه مجاز فانه لما سلب عنه التوفيق لسوء أعماله وخلى بينه وبين نفسه وبين الشيطان ، فأحب الشر ، فكأن الله حببه إليه قال سبحانه " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان " ( 1 ) وإن كان الظاهر أن الخطاب لخلص المؤمنين .
" فيقرب منه " اي العبد من الشر أو الشر من العبد وعلى التقديرين كأنه كناية عن ارتكابه ، وقال الجوهري : يقال فيه جبرية وجبروة وجبروت وجبورة مثال فروجه أي كبر ( 2 ) وغلظ الوجه كناية عن العبوس أو الخشونة وقلة الحياء " وكشف الله ستره " كناية عن ظهور عيوبه للناس ، وقيل : المراد كشف ستره الحاجز بينه وبين القبايح ، وهو الحياء ، فيكون تأكيدا لما قبله ، واقول : الاول اظهر كما ورد في الخبر .
" وركب المحارم " اي الصغائر مصرا عليها لقوله " فلم ينزع عنها " أي لم يتركها " ثم ركب معاصي الله " أي الكبائر ، وقيل : المراد بالاول الذنوب مطلقا ، وبالثاني حبها أو استحلالها بقرينة قوله " وأبغض طاعته " لان بغض الطاعة يستلزم حب المعصية ، أو المراد بها ذنوبه بالنسبة إلى الخلق ، والوثوب على الناس كناية عن المجادلات والمعارضات .
2 كا : عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن ابي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لمتان : لمة من الشيطان ، ولمة من الملك


__________________________________________________
( 1 ) الحجرات : 7 .
( 2 ) الصحاح ص 608 .





[398]


فلمة الملك الرقة والفهم ، ولمة الشيطان السهو والقسوة ( 1 ) .
بيان : قال الجزري : في حديث ابن مسعود لابن آدم لمتان لمة من الملك ولمة من الشيطان : اللمة الهمة والخطرة تقع في القلب اراد إلمام الملك أو الشيطان به والقرب منه ، فما كان من خطرات الخير فهو من الملك ، وما كان من خطرات الشر فهو من الشيطان انتهى .
" فلمة الملك الرقة والفهم " اي هما ثمرتها أو علامتها ، والحمل على المجاز لان لمة الملك إلقاء الخير ، والتصديق بالحق في القلب ، وثمرتها رقة القلب وصفاؤها وميله إلى الخير ، وكذا لمة الشيطان إلقاء الوساوس والشكوك والميل إلى الشهوات في القلب ، وثمرتها السهو عن الحق والغفلة عن ذكر الله وقساوة القلب .
3 كا : عن العدة عن أحمد بن محمد ، عن عمرو بن عثمان ، عن علي بن عيسى رفعه قال : فيما ناجى الله عزوجل به موسى صلوات الله عليه : يا موسى لا تطول في الدنيا أملك ، فيقسو قلبك ، والقاسي القلب مني بعيد ( 2 ) .
بيان : " لا تطول في الدنيا أملك " تطويل الامل هو أن ينسى الموت ، ويجعله بعيدا ويظن طول عمره أو يأمل أموالا كثيرة لا تحصل إلا في عمر طويل ، وذلك يوجب قساوة القلب ، وصلابته وشدته ، اي عدم خشوعه وتأثره من المخاوف وعدم قبوله للمواعظ كما أن تذكر الموت يوجب رقة القلب ووجله عند ذكر الله ، والموت والآخرة ، قال الجوهري : قسا قلبه قسوة وقساوة وقساء وهو غلظ القلب وشدته وأقساه الذنب ويقال : الذنب مقساة القلب .
4 كا : عن العدة ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابيه ، عمن حدثه عن محمد بن عبدالرحمن بن ابي ليلى ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : من قسم له الخرق يحجب عنه الايمان ( 3 ) .



__________________________________________________
( 1 ) الكافي ج 2 ص 330 .
( 2 ) الكافي ج 2 ص 329 .
( 3 ) الكافي ج 2 ص 321 .





[399]


بيان : الظاهر أن الخرق عدم الرفق في القول والفعل ، في القاموس الخرق بالضم وبالتحريك ضد الرفق وأن لا يحسن الرجل العمل ، والتصرف في الامور والحمق ، وفي النهاية : فيه الرفق يمن والخرق شؤم ، الخرق بالضم الجهل والحمق انتهى وإنما كان الخرق مجانبا للايمان لانه يؤذي المؤمنين ، والمؤمن من أمن المسلمون من يده ولسانه ، ولانه لا يتهيأ له طلب العلم الذي به كمال الايمان وهو مجانب لكثير من صفات المؤمنين كما مر ، ثم إنه إنما يكون مذموما إذا أمكن الرفق ، ولم ينته إلى حد المداهنة في الدين ، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : وارفق ما كان الرفق ارفق ، واعتزم بالشدة حين لا يغني عنك اي الرفق إلا الشدة ( 1 ) .
5 كا : عن علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إياكم والمراء والخصومة فانهما يمرضان القلوب على الاخوان ، وينبت عليهما النفاق .
وبإسناده قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : ثلاث من لقي الله عزوجل بهن دخل الجنة من اي باب شاء : من حسن خلقه ، وخشي الله في المغيب والمحضر ، وترك المراء وإن كان محقا ( 2 ) .
وبإسناده قال : من نصب الله غرضا للخصومات ، أوشك أن يكثر الانتقال ( 3 ) .
بيان : المراء بالكسر مصدر باب المفاعلة ، وقيل : هو الجدال والاعتراض على كلام الغير ، من غير غرض ديني ، وفي مفردات الراغب : الامتراء والممارات المحاجة فيما فيه مرية ، وهي التردد في الامر ، وفي النهاية فيه لا تماروا في القرآن فان المراء فيه كفر ، المراء الجدال والتماري والمماراة المجادلة على مذهب الشك والريبة ، ويقا للمناظرة مماراة لان كل واحد منهما يستخرج ما عند صاحبه


__________________________________________________
( 1 ) نهج البلاغة الرقم 41 من الرسائل .
( 2 ) الكافي ج 2 ص 300 .
( 3 ) الكافي ج 2 ص 301 .





[400]


ويمتريه كما يمتري الحالب اللبن من الضرع ، قال أبوعبيد : ليس وجه الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل ، ولكنه على الاختلاف في اللفظ ، وهو أن يقرأ الرجل على حرف فيقول الآخر ليس هو هكذا ، ولكنه على خلافه ، وكلاهما منزل مقروء بهما ، فاذا جحد كل واحد منهما قراءة صاحبه لم يؤمن أن يكون يخرجه ذلك إلى الكفر ، لانه نفى حرفا أنزله الله على نبيه .
وقيل : إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذكر القدر ونحوه من المعاني ، على مذهب أهل الكلام ، وأحصاب الاهواء والآراء ، دون ما تضمنت من الاحكام ، وأبواب الحلال والحرام ، لان ذلك قد جرى بين الصحابة ومن بعدهم من العلماء ، وذلك فيما يكون الغرض والباعث عليه ظهور الحق ليتبع دون الغلبة والتعجيز ، والله أعلم .
وقال : فيه ما أوتي الجدل قوم إلا ضلوا ، الجدل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة ، والمراد به في الحديث الجدل على الباطل وطلب المغالبة به فأما المجادلة لاظهار الحق فان ذلك محمود لقوله تعالى : " وجادلهم بالتي هي أحسن " 1 ) .
وقال الراغب : الخصم مصدر خصمته اي نازعته خصما يقال خصمته وخاصمته مخاصمة وخصاما ، وأصل المخاصمة أن يتعلق كل واحد بخصم الآخر اي جانبه وأن يجذب كل واحد خصم الجوالق من جانب ( 2 ) .
وأقول : هذه الالفاظ الثلاثة متقاربة المعنى ، وقد ورد النهي عن الجميع في الآيات والاخبار ، وأكثر ما يستعمل المراء والجدال في المسائل العلمية والمخاصمة في الامور الدنيوية ، وقد يخص المراء بما إذا كان الغرض إظهار الفضل والكمال ، والجدال بما إذا كان الغرض تعجيز الخصم وذلته .
وقيل : الجدل في المسائل العلمية والمراء أعم ، وقيل : لا يكون المراء إلا


__________________________________________________
( 1 ) النحل : 125 .
( 2 ) مفردات غريب القرآن ص 149 .





[401]


اعتراضا بخلاف الجدال ، فانه يكون ابتداء واعتراضا ، والجدل أخص من الخصومة يقال : جدل الرجل من باب علم فهو جدل إذا اشتدت خصومته ، وجادل مجادلة وجدالا إذا خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ، ووضوح الصواب ، والخصومة لا تعتبر فيهاالشدة ولا الشغل .
وقال الغزالي : يندرج في المراء كل ما يخالف قول صاحبه ، مثل أن يقول هذا حلو فيقول هذا مر أويقول من كذا إلى كذا فرسخ فيقول ليس بفرسخ أو يقول شيئا فيقول أنت أحمق ، أو أنت كاذب ، ويندرج في الخصومة كل ما يوجب تاذي خاطر الآخر ، وترداد القول بينهما ، وإذا اجتمعا يمكن تخصيص المراء بالامور الدينية والخصومة بغيرها ، أو بالعكس .
" فانهما يمرضان القلوب على الاخوان " أي يغيرانها بالعداوة والغيظ وإنما عبر عنها بالمرض لانها توجب شغل القلب وتوزع البال وكثرة التفكر وهي من اشد المحن والامراض ، وايضا توجب شغل القلب عن ذكر الله ، وعن حضور القلب في الصلاة وعن التفكر في المعارف الالهية ، وخلوها عن الصفات الحسنة وتلوثها بالصفات الذميمة ، وهي من اشد الامراض النفسانية والادواء الروحانية كما قال تعالى : " في قلوبهم مرض " ( 1 ) .
" وينبت عليهما النفاق " أي التفاوت بين ظاهر كل واحد منهما وباطنه بالنسبة إلى صاحبه ، وهذا نفاق أو النفاق مع الرب تعالى أيضا إذا كان في المسائل الدينية ، فانهما يوجبان حدوث الشكوك والشبهات في النفس ، والتصلب في الباطل للغلبة على الخصم ، بل في الامور الدنيوية ايضا بالاصرار على مخالفة الله تعالى وكل ذلك من دواعي النفاق .
فان قيل : هذا ينافي ما ورد في الاخبار والآيات من الامر بهداية الخلق والذب عن الحق ، ودفع الشبهات عن الدين ، وقطع حجج المبطلين ، وقد قال تعالى


__________________________________________________
( 1 ) البقرة : 9 .





[402]


" وجادلهم بالتي هي أحسن " ( 1 ) وقال : " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " ( 2 ) .
قلت : هذه الاخبار محمولة على ما إذا كان الغرض محض إظهار الفضل ، أو الغلبة على الخصم ، أو التعصب وترويج الباطل ، أو على ما إذا كان مع عدم القدرة على الغلبة ، وإظهار الحق وكشفه ، فيصير سببا لمزيد رسوخ الخصم في الباطل ، أو على ما إذا أراد إبطال الباطل بباطل ، آخر ، أومع إمكان الهداية باللين واللطف يتعدى إلى الغلظة والخشونة المثيرتين للفتن ، أو يترك التقية في زمنها ، وأما مع عدم التقية والقدرة على تبيين الحق فالسعي في إظهار الحق وإحيائه وإماتة الباطل بأوضح الدلايل وبالتي هي أحسن مع تصحيح النية في ذلك من غير رئاء ولا مراء من أعظم الطاعات ، لكن للنفس والشيطان في ذلك طرق خفية ينبغي التحرز عنها والسعي في الاخلاص فيه أهم من ساير العبادات .
ويدل على ما ذكرنا ما ذكره الامام أبومحمد العسكري عليه السلام في تفسيره قال : ذكر عند الصادق عليه السلام : الجدال في الدين وأن رسول الله صلى الله عليه وآله والائمة المعصومين عليهم السلام قد نهوا عنه ، فقال الصادق عليه السلام : لم ينه عنه مطلقا لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن أما تسمعون الله يقول : " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " وقوله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين والجدال بغير التي هي أحسن محرم حرمه الله تعالى على شيعتنا ، وكيف يحرم الله الجدال جملة وهو يقول : " وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أونصارى " قال الله تعالى : " تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " ( 3 ) .
فجعل علم الصدق والايمان بالبرهان ، وهل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال بالتي


__________________________________________________
( 1 ) النحل : 125 .
( 2 ) العنكبوت : 46 .
( 3 ) البقرة : 111 .





[403]


هي أحسن .
قيل : يا ابن رسول الله فما الجدال بالتي هي أحسن ، والتي ليست بأحسن ؟ قال : أما الجدال بغير التي هي أحسن أن تجادل مبطلا فيورد عليك باطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله تعالى ولكن تجحد قوله ، أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه حجة ، لانك لا تدري كيف المخلص منه ، فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم ، وعلى المبطلين ، أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلته وضعف ما في يده حجة له على باطله ، وأما الضعفاء منكم فتعمى ( 1 ) قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل .
وأما الجدال بالتي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه أن يجادل به من جحد البعث بعد الموت وإحياءه له ، فقال الله حاكيا عنه : " وضرب لنامثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم " ( 2 ) فقال الله في الرد عليهم : " قل " يا محمد " يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم * الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا أنتم منه توقدون " فأراد الله من نبيه أن يجادل المبطل الذي قال : كيف يجوز أن يبعث هذه العظام وهي رميم ، فقال الله تعالى : " قل يحييها الذي أنشأها أول مرة " أفيعجز من ابتدى به لا من شئ أن يعيده بعد أن يبلى بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته ، ثم قال : " الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا " اي إذا كمن النار الحارة في الشجر الاخضر الرطب ويستخرجها فعرفكم أنه على إعادة ما بلى أقدر ، ثم قال : " أو ليس الذي خلق السموات والارض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم " اي إذا كان خلق السماوات والارض أعظم وأبعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي ، فكيف جوزتم من الله خلق هذا الاعجب عندكم ، والاصعب لديكم ، ولم تجوزوا منه ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي ؟ قال الصادق عليه السلام : فهذا الجدال بالتي هي


__________________________________________________
( 1 ) فتغم خ ل .
( 2 ) يس : 78 .





[404]


أحسن ، لان فيها قطع عذر الكافرين ، وإزالة شبههم .
وأما الجدال بغير التي هي أحسن بأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين باطل من تجادله ، وإنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لانك مثله : جحد هو حقا وجحدت أنت حقا آخر .
قال : فقام إليه رجل فقال : يا ابن رسول الله أفجادل رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال الصادق عليه السلام : مهما ظننت برسول الله صلى الله عليه وآله : مهما ظننت برسول الله صلى الله عليه وآله من شئ فلا تظن به مخالفة الله أو ليس الله تعالى قال : " وجادلهم بالتي هي أحسن " وقال : " قل يحييها الذي أنشأها أول مرة " لمن ضرب الله مثلا ، أفتظن أن رسول الله صلى الله عليه وآله خالف ما أمره الله به ، فلم يجادل بما أمره الله ، ولم يخبر عن الله بما أمره أن يخبر به ( 1 ) .
وروى أبوعمرو الكشي باسناده عن عبدالاعلى قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن الناس يعيبون علي بالكلام وأنا أكلم الناس ، فقال : أمامثلك من يقع ثم يطير فنعم ، وأما من يقع ثم لا يطير ، فلا ( 2 ) .
وروى أيضا باسناده عن الطيار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : بلغني أنك كرهت مناظرة الناس ، فقال : أما مثلك فلا يكره من إذا طار يحسن أن يقع ، وإن وقع يحسن أن يطير ، فمن كان هكذا لا نكرهه ( 3 ) .
وباسناده أيضا عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : ما فعل ابن الطيار ؟ قال : قلت : مات ، قال : رحمه الله ، ولقاه نضرة وسرورا ، فقد كان شديد الخصومة عنا أهل البيت ( 4 ) .

-بحار الانوار جلد: 66 من صفحة 404 سطر 19 إلى صفحه 412 سطر 16 وباسناده ايضا عن أبي جعفر الاحول عن ابي عبدالله عليه السلام قال : ما فعل ابن الطيار ؟ فقلت : توفي ، فقال : رحمه الله .
ادخل الله عليه الرحمة والنضرة ، فانه كان يخاصم عنا أهل البيت ( 5 ) .



__________________________________________________
( 1 ) تفسير الامام العسكرى ص 242 و 243 .
( 2 ) رجال الكشى ص 271 .
( 53 ) رجال الكشى ص 298 .





[405]


وباسناده ايضا عن نصر بن الصباح قال : كان أبوعبدالله عليه السلام يقول لعبد الرحمن بن الحجاج : يا عبدالرحمن كلم أهل المدينة فاني أحب أن يرى في رجال الشيعة مثلك ( 1 ) .
وباسناده ايضا عن محمد بن حكيم قال : ذكر لابي الحسن عليه السلام اصحاب الكلام فقال : أماابن حكيم فدعوه ( 2 ) .
فهذه الاخبار كلها مع كون أكثرها من الصحاح تدل على تجويز الجدال والخصومة في الدين على بعض الوجوه ، ولبعض العلماء ، وتؤيد بعض الوجوه التي ذكرناها في الجمع .
" من لقي الله بهن " ( 3 ) اي كن معه إلى الموت أو في الحشر " دخل الجنة من اي باب شاء " كأنه مبالغة في إباحة الجنة له ، وعدم منعه منها بوجه " في المغيب والمحضر " اي يظهر فيه آثار خشية الله بترك المعاصي في حال حضور الناس وغيبتهم وقيل : أي عدم ذكر الناس بالشر في الحضور والغيبة ، والاول اظهر .
" وإن كان محقا " قد مر أنه لا ينافي وجوب إظهار الحق في الدين ، ولا ينافي ايضا جواز المخاصمة لاخذ الحق الدنيوي ، لكن بدون التعصب وطلب الغلبة وترك المداراة ، بل يكتفي بأقل ما ينفع في المقامين ، بدون إضرار وإهانة وإلقاء باطل ، كما عرفت .
دموع الشرقية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع المواضيع والمشاركات المطروحه في منتديات فدكـ الثقافية تعبر عن رأي أصحابها ولاتعبر عن رأي الإدارة

تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني

الساعة الآن: 01:57 AM.


Design By

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2010
جميع الحقوق محفوظة لـ: شبكة فدك الثقافية