الروح واعضاء الحس تزداد فعالية أثناء الصوم..كيف؟
تتحسن جميع القوى العقلية والفكرية اثناء الصوم , وتزداد القدرة على المحاكمة ايضا و تقوى الذاكرة وتتحسن كذلك , كما أن الانتباه والترابط يتحرضان , كما لو أن القوى الروحية كالعاطفة والمحبة والحدس وقوة البديهة تتحسن تحسنا ملحوظا بفعل الصوم .
هناك مثل روماني قديم يقول ( إن المعدة الملآنة لاتحب أن تفكر ) وهكذا فإن جميع الاذكياء يتناولون طعاما خفيفا صباحا وظهرا ويتركون الوجبة الدسمة للمساء حين ينتهون من عملهم وتفكيرهم , ذلك أن الوجبة الدسمة والكبيرة تجعل الذهن غليظا والتفكير بطيئا
في بدء الصوم لايحصل زيادة في النشاط الفكري ولا في المقدرات الذكائية , والسبب في ذلك , ان معظم المرضى الذين يتبعون الصوم كطريقة علاجية يكونون معتادين على تناول المنبهات كالشاي والقهوة والدخان وغيرها , وحين يبدأ المريض بالصوم , فإن تركه المفاجئ لهذه المنبهات يؤثر قليلا على قدراته وتفكيره , وهذا يحصل في المراحل والايام الاولى من الصوم , اما فيما بعد , فأننا نلاحظ زيادة ونشاطا في جميع القدرات العقلية والفكرية ..ولكن لماذا يزيد الصوم في طاقات الذكاء ؟للأجابة على هذا السؤال نقول : اولا : يعتقد ان الصوم يتيح للجسم ان يتخلص من سمومه المتراكمة في داخله , الامر الذي يوفر للدماغ الفرصة للتغذي بدم نقي وصاف وخال من هذه السموم . ثانيا : أن الراحة التي تحصل اثناء الصوم لجميع الوظائف الحيوية تعطي للدماغ قوة اكبر للتفكير .
1- الطاقات الروحية : ان الطاقات الروحية تزداد وتسمو اثناء فترة الصوم , لقد اعتمدت الكثير من الديانات على الصوم من اجل الحصول على صفاء النفس وتنوير الفؤاد والقلب .من الملاحظ أنه اثناء الصوم تخف الرغبة الجنسية , كما ان التصورات والتخيلات الجنسية تغيب , الامر الذي يوفر للصائم راحة فكرية لايستهان بها .كما ان الصوم يزيد في القدرة على السيطرة الذاتية على جميع الشهوات والرغبات , ولعل هذا ما يفسر لنا , ان الكثير من العباد والرهبان , قد لجؤوا الى هذه الطريقة , حتى يكبحوا جماح انفسهم , ويسيطروا على نزواتهم .
2-الخلل العقلي : ان جميع حالات الخلل العقلي يمكن السيطرة عليها بوساطة الصوم , فلقد تم تحسن جميع الحالات تحسنا كبيرا .فالتشاؤم قد اختفى تماما اثناء الصوم , كذلك هناك حالات كثثيرة من الشلل في البلعوم والساقين والذراعين , قد تحسنت تماما بفضل الصوم , والملاحظ ان بقاء واستمرارية الفوائد التي تم الحصول عليها بالصوم في جميع هذه الحالات , يرتبط ارتباطا وثيقا بطريقة الافطار و ونوعية الغذاء في فترة ما بعد الصوم .لقد لجأ القدماء الى الصوم والصلاة لعلاج حالات الصرع , كما اشار بعض الاطباء الى ممارسة نوع من الحمية الغذائية , لتحسين حالات ونوبات الصرع , فنصح بعضهم بتناول وجبتين غذائيتين فقط في اليوم واحيانا وجبة واحدة , وفي الحالات الشديدة من الصرع فقد نصح بعض العلماء بالامتناع تماما عن تناول الغذاء , ومن هنا يبدو لنا ان للصوم تأثير كبيرا وفائدة جليلة في علاج حالات الصرع .
اعضاء الحس والشعور :
أن الاحساس والشعور عند الانسان قد طرأ عليه ضعف كبير بسبب الحياة الخاطئة التي نعيشها في الوقت الحاضر , فلقد اثبت الصوم فائدة ملموسة في كثير من الحالات , ادت الى تحسين اعضاء الحس والشعور , فقوة الابصار تزداد خلال الصوم ازديادا ملحوظا , وقد ذكرت حالات من ضعف البصر الشديد قد تحسنت تحسنا كبيرا خلال الصوم , ومما لاشك فيه انه خلال الصوم تصبح العين اكثر جلاء وبريقا .غير انه في حالات الصوم الطويل جدا , يلاحظ أن حس الرؤية يضعف وقد تصير رؤيته مزدوجة .ان الضعف الذي يصيب اعضاء الحس لدى الانسان يمكن ان يعزى الى النقص في الحيوية , والى تراكم كثير من الفضلات داخل الانسجة , وإن الصوم بتخليصه الجسم من هذه السموم والفضلات يعمل على تحسين الطاقة العصبية لهذه الاعضاء التي اضطربت وظيفتها .