قصة ذي الكفل الذي زعم قومه أنه أيوب عليه السلام

[الم الرحيل]

قصة ذي الكفل الذي زعم قومه أنه أيوب عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبي الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم
السلام الأمام علي علي بن أبي طالب عليه السلام
السلام على سيدة نساء العالمين فاطمة بنت محمد عليهم السلام
السلام على الأمام المجتبى الحسن بن علي عليهم السلام
السلام على شهيد كربلاء الحسين بن علي عليهما السلام
السلام على التسعة المعصومين من ذرية الحسين عليهم السلام
السلام على حجة الله في أرضه قائم أهل البيت الأمام أبن الأمام المهدي صاحب العصر والزمان روحي لمقدمه الفداء


قصة ذي الكفل
قال الله تعالى بعد قصة أيوب عليه السلام في سورة الأنبياء{ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ(86) }
وقال تعالى أيضا بعد قصة أيوب في سورة ص { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنْ الأَخْيَارِ(48) }
فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقروناً مع هؤلاء السادة الأنبياء أنه نبي , عليه من ربه الصلاة والسلام . وهذا هو المشهور .
وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبياً , وإنما كان رجلا صالحاً وحكماً مقسطاً عادلاً . وتوقف أبن جرير في ذلك والله أعلم .
وروى أبن جرير وأبو نجيح عن مجاهد : أنه لم يكن نبياً وإنما كان رجلاً صالحاً .
وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيهم أمرهم , ويقضي بينهم بالعدل ففعل , فسمي ذا الكفل .
وروى أبن جرير وأبن أبي حاتم من طريق داود بن أبي هند , عن مجاهد أنه قال : لما كبر اليسع قال : لو أني أستخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي , حتى أنظر كيف يعمل ؟ فجمع الناس فقال : من يتقبل مني بثلاث أستخلفه : يصوم النهار , ويقوم الليل , ولايغضب .
قال : فقام رجل تزدريه العين , فقال أنا , فقال : أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولاتغضب ؟ قال : نعم , قال :فرده ذلك اليوم , وقال مثلها في اليوم والآخر , فسكت الناس , وقام ذلك الرجل , فقال : أنا , فاستخلفه.
قال : فجعل إبليس يقول للشياطين : عليكم بفلان , فـأعياهم الله ذلك . فقال : دعوني وإياه , فأتاه في صورة شيخ كبير فقير , وأتاه حين أخذه مضجعه للقائلة , وكان لاينام الليل والنهار إلا تلك النومه , فدق الباب فقال : من هذا ؟ قال : شيخ كبير مظلوم , قال فقام ففتح الباب فجعل يقص عليه , فقال : إن بيني وبين قومي خصومة , وإنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا , وجعل يطول عليه حتى حضر الرواج وذهبت القائله فقال : إذا رحت فأنني آخذ لك بحقك .
فانطلق وراح فكان في مجلسه , فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره , فقام القائله وراح فكان في مجلسه فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره , فقام يتبعه . فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه , فلما رجع إلى القائله فأخذ مضجعه أتاه فدق الباب , فقال : من هذا ؟ فقال : الشيخ الكبير المظلوم , ففتح له فقال : ألم أقل لك إن قعدت فأتني ؟ قال : إنهم أخبث قوم , إذا عرفوا أنك قاعد قالوا : نحن نعطيك حقك , وإذا قمت جحدوني . قال فانطلق فإذا رحت فأتني .
قال : ففاته القائلة , فراح فجعله ينتظر فلا يراه , وشق عليه النعاس , فقال لبعض أهله : لا تدعن أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام فإني قد شق علي النوم .
فلما كان تلك الساعه جاء , فقال له الرجل : وراءك وراءك فقال : قد أتيته أمس وذكرت له أمري , فقال : لاوالله , لقد أمرنا أن لاندع أحد يقربه . فلما أعياه نظر فرأ كوة في البيت فتسور منها , فإذا هو في البيت , وإذا هو يدق الباب من داخل , قال : فاستيقظ الرجل , فقال : يافلان ألم آمرك ؟ فقال : أما من قبلي والله تؤت , فانظر من أين أتيت؟
قال : فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه , وإذا الرجل معه في البيت فعرفه .
فقال : أعدو الله ؟ قال : نعم , أعتييتني في كل شئ ففعلت كل ما ترى لأغضبك.
فسماه الله ذا الكفل , لأنه تكفل بأمر فوفى به !
وقد روى أبن أبي حاتم أيضاً عن أبن عباس قريبا من هذا السياق وهكذا روي عن عبدالله بن الحارث ومحمد بن قيس وابن حجيرة الأكبر , وغيرهم من السلف ونحوه
وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي , حدثنا أبو الجماهر , أنبأنا سعيد بن بشير حدثنا قتادة , عن كنانة بن الأخنس , قال : سمعت الأشعري يعني أبا موسى الأشعري رضي الله عنه وهو على هذا المنبر يقول : ماكان ذو الكفل تبياً ولكن كان رجل صالح يصلي كل يوم مائة صلاة , فتكفل له ذو الكفل من بعده فكان يصلي يوم مائة صلاة , فسمي ذا الكفل .
ورواه ابن جرير من طريق عبدالرازق , عن معمر , عن قتادة , قال ,قال أبو موسى الأشعري فذكره منقطعا.