عقيدتنا (4)
عقيدتنا (4)
الأفكار الحياتية
فرع من المعارف البشرية أو طائفة معينة من الأفكار مهمتها ضبط سلوك الإنسان وتوجيهه وجهة معينة في الحياة لأنها تعين الغاية الكبرى التي يعيش لأجلها الإنسان وترسم الطريق الموصلة إليها بما تبين من قيم ومقاييس لمعرفة ما يباح الإقدام عليه وما ينبغي الإحجام عنه
ففي الإنسان قابلية للتأثر بالبيئة الاجتماعية والمنبهات الفيزيقية الحسية – أي الأشياء والحوادث الطبيعية – كما فيه طاقة حيوية تدفعه لإشباع غرائزه وحاجاته المتعددة غير إن قابليات الإنسان ودوافعه الفطرية ليست خيرة ولا شريرة بالطبع أنها ملتزمة جانب الحياد كما يقولون ولذا فان المفاهيم الحياتية –إذا ارتبطت بالدوافع والاستعدادات الفطرية – تجعلها خيرة إذا كانت خاطئة ولنضرب مثلا على ذلك بالسيارة فحركة السيارة في اتجاه خاص تحتاج إلى قوة دافعة اوتحتاج إلى توجيه إلى ذلك الاتجاه ثانيا فالحركة في السيارة تولدها أجهزة ومواد خاصة إما التوجيه فله آله أخرى نسميها عجلة القيادة أو السكان (بلهجة العراقية) فالماكنة والوقود لايوجهان السيارة بل يسببان حركتها ويدفعان بها فقط والمقود لايحرك السيارة ولا يدفعها وانما يوجهها إلى هذه الجهة أو تلك ولذا فلا بد للسيارة من ماكنة ووقود لإنتاج الحركة ولابد لها من مقود لتوجيه تلك الحركة حيث نريد وكذلك الحال في الإنسان ففي الإنسان دوافع للحركة فيبقى إن تكون له موجهات توجه تلك الحركة في طريق خاص ونحو غايات ومقاصد طيبة وبحثنا يتعلق بهذه الموجهات إن صح التعبير أي بالأفكار الحياتية
إن أفكار الإنسان كثيرة وتشمل مختلف أوجه الحياة وميادينها فمثلا توجد أفكار في الطب وأفكار في الهندسة وأفكار في السياسة وفي باقي المجالات ومنها ما يختص بالسلوك الإنسان وتوجيه نشاطاته وأفعاله وجهة معينه في الحياة وذلك بتعين الهدف الأعلى الذي يوصله إلى ذلك الهدف وهذا ما سوف نشرحه إنشاء الله بهذه السلسة
|