02-28-2013, 01:52 PM
|
#3
|
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 121
معدل تقييم المستوى: 13

المستوى : 10 [ ]
الحياة
0 / 225
النشاط
40 / 8476
المؤشر
3%
|
تفسير بعض من آيات سورة آل عمران ( 3 )
35 – (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ ) واسمها حنّة بنت فاقوذا جدّة عيسى وزوجها عمران بن ماثان (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي ) الذي حبلت به بأن أجعله (مُحَرَّرًا ) أي معتوقاً خالصاً لطاعتك لا أستعمله في منافعي (فَتَقَبَّلْ مِنِّي ) نذري (إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ ) لِما أقوله (الْعَلِيمُ ) بِما أنوي .
36 – (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا ) أي وضعت حملها رأتها أنثى (قَالَتْ ) حنّة (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى ) فكيف أجعلها تقوم في الكنيست مع الرجال (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ ) وهذا إخبار منه تعالى بأنّه أعلم بوضعها لأنّه هو الذي خلقها وصوّرها (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ) في المقارنة (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) لئلاّ يغويها .
37 – (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ ) أي فتقبّل نذرها وهيّأ لها الأسباب كما ينبغي وإن كانت أنثى (وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا ) أي جعل نشأها نشئاً حسناً لا مرض يرميها ولا علّة تبليها ، فلمّا كبرت وصار عمرها إثني عشر عاماً أتت بِها أمّها إلى أحبار سدنة بيت المقدس فقالت : "دونكم هذه النذيرة " فتنافسوا فيها فقال زكريّا : "أنا أحقّ بِها لأنّ خالتها عندي " فقالوا : "لا حتّى نقترع " ، فانطلقوا إلى نهر الأردن وهم تسعة وعشرون رجلاً فألقَوا أقلامهم في الماء على أنّ من ثبت قلمه في مكانه ولم يسرِ مع الماء فهو أولى بِها ، فثبت قلم زكريّا فأخذها وبنى لَها غرفة في الكنيست بسلّم لا يصعد إليها غيره وبنى لَها محراباً تتعبّد فيه ، وكان يأتيها بطعامها وشرابِها ويتولّى شؤونَها (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ) أي صار كفيلاً بطعامِها وشرابِها وجميع لوازمِها (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً ) من الفواكه : إنّ بعض الأحبار والكهنة الذين في الكنيست كانوا يرمون لَها من الفواكه فتأخذها (قَالَ ) زكريّا (يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا ) يعني من أين لك هذه الفواكه (قَالَتْ ) مريم (هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ ) يحنّن قلوب ذوي النفوس الطاهرة فيأتون لي بِهذه الفواكه (إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) أي بغير تقتير .
إعلم أنّ النصارى لا يعرفون قصّة ولادة مريم ولا إسم أبيها مع أنّها أمّ نبيّهم وقد جاء بِها القرآن مفصّلاً وهذه من معجزات القرآن .
38 – (هُنَالِكَ ) أي عند ذلك الذي رآه زكريّا من أمر مريم (دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ) أي صالحة (إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء ) أي تجيب لِمن تلتفت إليه وتسمع دعاءه .
كانت امرأة زكريّا من نسل هارون وكانت كبيرة السن واسمها اليصابات وكانت عاقراً فاشتاق زكريّا إلى الولد فدعا ربّه ، فبينما كان زكريّا في الهيكل يبخّر البخور ويصلّي ظهر له جبرائيل واقفاً عن يمينه فلمّا رآه زكريّا خاف منه فقال : لا تخف يا زكريّا لأنّ طلبتك قد سُمِعت وامرأتك ستلد لك ابناً وتسمّيه يوحنّا ، هذا في اللغة العبرية , ومعناه في العربية يحيى .
39 – (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ ) نداءً خفيّاً وجبرائيل كلّمه علناً (وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ) الذي في بيت المقدس (أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ ) أي أنّ الله يبشّرك بولد ستلده لك زوجتك يكون اسمه يحيى فهو يصدّق المسيح الذي هو كلمة من الله .
كان المسيح في السماء يكنّى كلمة الله وكان في الملائكة من قسم جبرائيل أي من نوع الروح فكما كان جبرائيل يسمّى الروح كذلك المسيح أيضاً روح ولذلك قال الله تعالى في سورة النساء {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} أي نزلت تلك الروح إلى الأرض من عنده يعني من السماء فدخلت جسم الجنين الذي تكوّن في رحم مريم فكان المسيح ، ولَمّا مات رجعت تلك الروح من السماء ولذلك قال المسيح : "وما صعد أحد إلى السماء إلاّ الذي نزل من السماء" – إنجيل يوحنّا 3: 13 ، وقوله (وَسَيِّدًا ) وسيكون سيّداً على قومه (وَحَصُورًا ) أي يحصر نفسه عن الشهوات (وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ) الذين لا يخطئون .
منقول من كتاب تفسير المتشابه
للراحل المرحوم محمد علي حسن الحلي
|
|
|