عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2009, 10:30 PM   #4
دموع الشرقية
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية دموع الشرقية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ღღ في قلــــب مـــولاي ღღ
المشاركات: 2,286
معدل تقييم المستوى: 18
دموع الشرقية is on a distinguished road

المستوى : 38 [♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥♥ Bأ©-Yأھu ♥]
الحياة 0 / 947

النشاط 762 / 42621
المؤشر 90%

افتراضي رد: باب تأثير السحر والعين وحقيقتهما زائدا على ما تقدم في باب عصمة الملائكة

إن لله عبادا لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون .
وقال عليه السلام : لم يتوكل على الله من اكتوى واسترقى ؟ ! واختلفوا في التعليق أيضا ، فمنهم من منع لبعض الاخبار ، ومنهم من جوز .
سئل الباقر عليه السلام عن التعويذ يعلق على الصبيان فرخص فيه .
واختلفوا في النفث أيضا فمنهم من أنكر ، عن عكرمة : لا ينبغي للراقي أن ينفث ولا يمسح ولا يعقد إلى آخر ما قال ( 1 ) .
1 تفسير على بن ابراهيم في هجرة جعفر بن أبيطالب وأصحابه إلى الحبشة وبعثت ( 2 ) قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد إلى النجاشي ليردهم وساق الخبر الطويل إلى أن قال وكانت على رأس النجاشي وصيفة له تذب عنه ، فنظرت إلى عمارة وكان فتى جميلا فأحبته ، فلما رجع عمرو بن العاص إلى منزله قال لعمارة : لو راسلت جارية الملك ! فراسلها ، فأجابته ، فقال عمرو : قل لها تبعث إليك من طيب الملك شيئا .
فقال لها فبعثت إليه ، فأخذ عمرو من ذلك الطيب وأدخله على النجاشي وأخبره بما جرى بين عمارة وبين الوصيفة ، ثم وضع الطيب بين يديه .
فغضب النجاشي وهم بقتل عمارة ، ثم قال : لا يجوز قتله ، فأنهم دخلوا بلادي بأمان ، فدعا السحرة فقال لهم : اعملوا ( به ) شيئا أشد عليه من القتل ، فأخذوه فنفخوا ( 3 ) في إحليله الزئبق فصار مع الوحش يغدو ويروح ، وكان لا يأنس بالناس ، فبعثت قريش بعد ذلك : فكمنوا له في موضع حتى ورد الماء مع الوحش ، فأخدوه فما زال يضطرب في أيديهم و يصيح حتى مات الخبر ( 4 ) .
2 جنة الامان : في رواية أدعية السر القدسية : يا محمد ! ، إن السحر لم

__________________________________________________ ____________
16 ) ( 1 ) مفاتيح الغيب : ج 32 ، ص 190 .
( 2 ) بعث ( خ ) .
( 3 ) ونفخوا ( خ ) .
( 4 ) تفسير القمى : 165 .





[ 17 ]


يزل قديما وليس يضر شيئا إلا بإذني ، فمن أحب أن يكون من أهل عافيتي من السحر فليقل : " اللهم رب موسى الدعاء " فإنه إذا قال ذلك لم يضره سحر ساحر جني ولا إنسي أبدا .
3 ومنه : روي عن النبي صلى الله عليه وآله أن العين حق ، وأنها تدخل الجمل والثور التنور .
وفي كتاب الغرة أن رجلا عيانا ( 1 ) رأى رجلا راكبا ، فقال : ما أحسنه ! فسقطت الدابة وماتت ومات الرجل .
وعن أبي الحسن المخلدي قال : كان لي أكار ( 2 ) ردئ العين ، فأبصر بيدي خاتما فقال : ما أحسنه ! فسقط الفص ، فحملته فقال : ما أحسنه ! فانشق بنصفين .
وعن الاصمعي قال : كان عندنا عيانان ، فمر أحدهما بحوض من حجارة ، فقال : بالله ما رأيت كاليوم مثله .
فانصدع فلقين ، فضبب بحديد ، فمر عليه ثانيا فقال راسلا ( 3 ) : لعلك ما ضررت أهلك ( 4 ) فيك ! فتطاير أربع فلقات .
وسمع الثاني صوت بول من وراء الحائط ، فقال : إنك لشر شخب ! فقيل : هو ابنك ، فقال : وا انقطاع ظهراه ! والله لا يبول بعدها ، فمات من ساعته .
وسمع أيضا صوت شخب بقرة فأعجبه ، فقال : أيتهن هذه ؟ فوري باخرى ، فهلكتا جميعا : المورى بها ، والمورى عنها .
وقصة البعير والاعرابي مشهورة معروفة .
4 وفى زبدة البيان أن يعقوب عليه السلام خاف على بنيه من العين لجمالهم ، فقال : " يا بني لا تدخلوا من باب واحد الآية " .
5 وفيه عن النبي صلى الله عليه وآله : العين تنزل الحالق وهو ذروة الجبل من قوة أخذها وشدة بطشها .



__________________________________________________ ____________
17 ) ( 1 ) العيان بتشديد الياء : الشديد الاصابة بالعين .
( 2 ) الاكار : الحراث ، والجمع " الاكرة " قال الجوهرى : كأنه جمع " آكر " في التقدير .
( 3 ) في بعض النسخ : فقال : رأسك .
( 4 ) في بعضها : بأهلك .





[ 18 ]


6 ومنه : ذكر عبدالكريم بن محمد بن المظفر السمعاني في كتابه أن جبرئيل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وآله فرآه مغتما ، فساله عن غمه ، فقال له : إن الحسنين عليهما السلام أصابتهما عين .
فقال له : يامحمد ، العين حق فعوذهما بهذه العوذة ، وذكرها .
7 الدعائم : عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجلس الحسن على فخذه اليمنى ، والحسين على فخذه اليسرى ، ثم يقول : اعيذكما بكلمات الله التامة ، من شر كل شيطان ( و ) هامة ، ومن شر ( كل ) عين لامة " ثم يقول : هكذا كان إبراهيم أبي عليه السلام يعوذ ابنيه إسماعيل وإسحاق عليهما السلام .
8 وعن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه نهى عن الرقى بغير كتاب الله عزوجل وما يعرف من ذكره .
وقال : إن هذه الرقى مما أخذه سليمان بن داود عليهما السلام على الجن والهوام .
9 وعنه عليه السلام أنه قال : لا رقى إلا في ثلاث : في حمة ، أو عين ، أو دم لا يرقأ ( 1 ) .
والحمة السم .
10 وعنه عليه السلام أنه قال : لا عدوى ولا طيرة ولا هام ، والعين حق ، والفأل حق ، فإذا نظر أحدكم إلى إنسان أو دابة أو إلى شئ حسن فأعجبه فليقل " آمنت بالله وصلى الله على محمد وآله " فإنه لا يضره عينه .
11 وعنه صلى الله عليه وآله نهى عن التمائم والتول .
فالتمائم ما يعلق من الكتب والخرز وغير ذلك ، والتول ما تتحبب به النساء إلى أزواجهن كالكهانة وأشباهها ، ونهى عن السحر .
توضيح : في النهاية : فيه أنه كان يتفأل ولا يتطير .
الفأل مهموز فيما يسر ويسوء ، والطيرة لا يكون إلا فيما يسوء .
وربما استعملت فيما يسر ، وقد أولع الناس بترك الهمزة تخفيفا .
وإنما أحب الفأل الناس إذا أملوا فائدة الله ورجوا عائدته عند كل سبب ضعيف أو قوي فهم على خير ، ولو غلطوا في جهة الرجاء فإن الرجاء


__________________________________________________ ____________
18 ) ( 1 ) اى لا ينقطع .





[ 19 ]


لهم خير ، وإذا قطعوا أملهم أو رجاءهم من الله كان ذلك من الشر .
وأما الطيرة فإن فيها سوء الظن بالله وتوقع البلاء .
ومعنى التفأل مثل أن يكون رجل مريض فيتفأل بما يسمع من كلام ، فيسمع آخر يقول " يا سالم " أو يكون طالب ضالة فيسمع آخر يقول " يا واجد " فيقع في ظنه أنه يبرأ من مرضه ، أو يجد ضالته .
وقال : في حديث عبدالله " التمائم والرقى من الشرك " التمائم جمع تميمة ، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم ، فأبطله اللاسلام .
وإنما جعلها شركا لانهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم ، فطلبوا دفع الاذى من غير الله الذي هو دافعه .
وقال : في حديت عبدالله " التولة من الشرك " التولة بكسر التاء وفتح الواو ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره ، جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى .
وفي القاموس : التولة كهمزة : السحر أو شبهه ، وخرز تتحبب معها المرأة إلى زوجها كالتولة كعنبة فيهما .
12 الشهاب : عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لا رقية إلا من حمة أو عين .
الضوء : " عين " مصدر عانه إذا أصابه بعينه إذا نظر إليه نظر معجب حاسد مستعظم .
والحمة السم ، وأصلها حمو وحمى ، والهاء عوض فيها عن الساقط ، وبهذا الكلام يشير إلى ما كانت نساء العرب يدعينه من تأخيذ الرجال عن الازواج ، وكانت لهن رقى تضحك الثكلان ، فقال صلى الله عليه وآله " لا رقية " أي لا تصح تأثير الرقية إلا في العين التي تعين الشئ ، إي تصيبه .
وإصل ذلك إنها تستحسنه فيغيره الله تعالى عند ( 1 ) ذلك ، لما للناظر إليه فيه من اللطف ، أو لغيره من المعتبرين ، إذا رآه غب اللطافة والطراوة والاعجاب بخلاف ما رآه ، فيستدل بذلك على أنه لا بقاء لما في الدنيا ، وأن نعيمها زائل .
وأما ما يذكر من أن العاين ينظر إلى الشئ فيتصل به شعاع هو المؤثر فيه ، فلا تلتفت إليه ، لانا نعلم قطعا أن الشعاع اللطيف لا يعمل في الحديد والحجر وغير


__________________________________________________ ____________
19 ) عن ( خ ) .





[ 10 ]


ذلك ، بل ذلك كله من فعل الله تعالى على سبيل اللطف والاعلام بأن نعيم الدنيا إلى انقراض .
والرقيه ( 1 ) التي فيها اسم الله تعالى أو اسم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم أو آية من كتاب الله تعالى يشفيه ، وكذلك من السموم التي يستضر بها الانسان من لسع الهوام .
وهذا غير مدفوع ، وما سوى ذلك فمخاريق يجلبون بها أموال الناس .
وليس قوله صلى الله عليه وآله " لا رقيقة " إلى آخره قطعا لان تكون رقية الحق ناجعة في غير ذلك من الادواء ، بل المعنى إن الرقية لها تأثير قوي فيهما كما في قوله " لا سيف إلا ذو الفقار " وروي أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ! قال : أما إنك لو قلت حين أمسيت " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " لم تضرك .
وعن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعلمنا من الاوجاع كلها أن نقول " بسم الله الاكبر ، أعوذ بالله العظيم ، من شر عرق نعار ( 2 ) ومن شر حر النار " وفائدة الحديث أن الرقية في غير العين والحمة لا تنجع ، وراوي الحديث جابر رضي الله عنه .
13 الشهاب : قال صلى الله عليه وآله : إن العين لتدخل الرجل القبر ، والجمل ( 3 ) القدر .
الضوء : قد تقدم الكلام فيه ، وأن المؤثر فيما يعينه العاين قدرة الله عز وجل الذي يفعل ما يشاء ، ويغير المستحسن من الاشياء عن حاله ، اعتبارا للناظر ، وإعلاما أن الدنيا لا يدوم نعيمها ، ولا يبقى ما فيها على وتيرة واحدة .
والعين ماذا تكاد تفعل بنظرها ليت شعري ؟ ! ولو كان للعين نفسها أثر لكان يصح أن ينظر العاين إلى بعض أعدائه الذين يريد إهلاكهم وقلعهم ، فيهلكهم بالنظر ، وهذا باطل والعين كالجماد إذا انفردت عن الجملة فماذا تصنع ؟ ! وللفلاسفة في هذا كلام لا اريد أن أطواه .
وفائدة الحديث إعلام أن الله تعالى قد يغير بعض ما يستحسنه الانسان أظهارا


__________________________________________________ ____________
20 ) ( 1 ) فالرقبة ( خ ) .
( 2 ) النعار .
العرق الذى يفور منه الدم .
( 3 ) في بعض النسخ " وتدخل الجمل " .





[ 11 ]


لقدرته ، واعتبارا للمعتبر من خليقته ، وراوي الحديث جابر .
14 الاحتجاج : سأل الزنديق أبا عبدالله عليه السلام فيما سأله فقال : إخبرني عن السحر ما أصله ؟ وكيف يقدر الساحر على ما يوصف من عجائبه وما يفعل ؟ قال إن السحر على وجوه شتى : وجه منها بمنزلة الطب ، كما أن الاطباء وضعوا لكل داء دواء فكذلك علم السحر احتالوا لكل صحة آفة ، ولكل عافية عاهة ، ولكل معنى حلية .
ونوع ( 1 ) منه آخر خطفة وسرعة ومخاريق وخفة .
ونوع ( 2 ) منه ما يأخذ أولياء الشياطين عنهم .
قال : فمن أين علم الشياطين السحر ؟ قال : من حيث عرف الاطباء الطب وبعضه تجربة ، وبعضه علاج .
قال : فما تقول في الملكين : هاروت وماروت ، وما يقول الناس بأنما يعلمان ( الناس ) السحر ؟ قال : إنهما موضع ابتلاء وموقف فتنة ، تسبيحهما اليوم لو فعل الانسان كذا وكذا لكان كذا ، ولو يعالج بكذا وكذا لصار كذا ، أصناف سحر ( 3 ) ، .
فيتعلمون منهما ما يخرج عنهما ، فيقولان لهم : أنما نحن فتنة فلا تأخذوا عنا ما يضركم ولا ينفعكم .
قال : أفيقدر الساحر أن يجعل الانسان بسحره في صورة الكلب أو الحمار أو غير ذلك ؟ قال : هو أعجز من ذلك ، وأضعف من أن يغير خلق الله ! إن من أبطل ما ركبه الله وصوره غيره فهو شريك لله ( 4 ) ( في خلقه ) تعالى عن ذلك علوا كبيرا ! لو قدر الساحر على ما وصفت لدفع عن نفسه الهرم والآفة والامراض ، ولنفى البياض عن رأسه والفقر عن ساحته .
وإن من أكبر السحر النميمة ! يفرق بها بين المتحابين ، ويجلب العداوة على المتصافيين ، ويسفك بها الدماء ويهدم بها الدور ، ويكشف بها الستور .
والنمام أشر من وطئ على الارض بقدم ! فأقرب أقاويل السحر من الصواب أنه بمنزلة الطب .
دموع الشرقية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس