((الإنسان يحمل في قلبه خواطر وأفكار كثيرة وتنقسم إلى:الأول : خواطر وأفكار رحمانية .الثاني: خواطر وأفكار شيطانية.والأفكار التي تخطر على القلب تنقسم إلى قسمين :القسم الأول : ما تحرك الإنسان نحو العمل القسم الثاني : هناك خواطر وأفكار تبقي داخل النفس ولا يترتب عليها عمل في الخارج العلاج الذي يجب إتباعه للتخلص من الخواطر الشيطانية :علماء الأخلاق يقولون أن الإنسان يملك أربع طاقات :النار فيها خصائص ))
إذن طبيعة الإنسان يحمل في قلبه خواطر وأفكار كثيرة وتنقسم إلى قسمين :
· الأول : خواطر وأفكار رحمانية .
· الثاني : خواطر وأفكار شيطانية .
قال الشيخ الكليني في الكافي الشريف بسنده عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال:
قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لمتان : لمة من الشيطان و لمة من الملك ، فلمة الملك : الرقة والفهم ، و لمة الشيطان السهو والقسوة.
يقول المولى المازندراني في شرحه للحديث :
قوله ( قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لمتان لمة من الشيطان و لمة من الملك ) أي للناس لمتان ، واللمة بفتح اللام وشد الميم : الهمة تقع في القلب ، والمراد : أن لكل من الشيطان والملك إلماما بالقلب وقربا منه وإلقاء شيء إليه . ( فلمة الملك الرقة والفهم ) لمة الملك : إلقاء الخير والتصديق بالحق إلى القلب ، وثمرته رقة القلب وصفاؤه وانعطافه إلى الخير وفهم الحقائق والإذعان بالحق لمن وجد ذلك في نفسه فليحمد الله ليزداد له ( و لمة الشيطان السهو والقسوة ) لمة الشيطان إلقاء الشر والتكذيب بالحق إلى القلب وتزيين الباطل له ، وثمرته السهو عن الحق والغفلة عن ذكر الله وقساوة القلب وغلظته بحيث يتأبى عن استماع النصائح وقبول لمة الملك ، ومن وجد في قلبه ذلك فليتعوذ بالله من الشيطان فإن الاستعاذة يدفعه إن شاء الله .[1]
والإنسان يستطيع أن يتخلص من الخواطر الشيطانية ويستبدلها بخواطر إيمانية وهذه المسألة تحتاج إلى مقدمات وتوضيح .
توضيح بعض النكات .
تنقسم الأنفس إلى نفسين :
· النفس المهذبة : وهي التي يسيطر فيها القسم الأول على القسم الثاني .
· النفس الغير مهذبة : وهي التي تسيطر فيها القسم الثاني على القسم الأول .
والأفكار التي تخطر على القلب تنقسم إلى قسمين :
· القسم الأول : ما تحرك الإنسان نحو العمل لان كل عمل مسبوق بأفكار ولا يوجد عمل يصدر من الإنسان دون فكر مسبق فان كان تفكيره صحيح يكون عمله صالح وان كان تفكيره يكون عمله فاسد .
· القسم الثاني : هناك خواطر وأفكار تبقي داخل النفس ولا يترتب عليها عمل في الخارج فقط خواطر وتفكير وليس له قوة بالخارج ولا يبعث نحو العمل ولكن تتجسد في الإنسان .
وهذين القسمين تارة تكون رحمانية وتارة شيطانية ، وإذا كانت رحمانية تكون منشأ للخير وإذا كانت شيطانية تكون منشأ للشر .
فإصلاح النفس وتهذيبها قد تكون بالقلب فقط وليس لها قوة بالخارج وهذه الخواطر مهمة ان تكون رحمانية دون ان تكون لها أفعال بالخارج .
والذي يشعر باللذة الرحمانية في خواطره يشبع من الذات المادية وليس له اهتمام بالماديات وكلما ابتعد عن الماديات استرخص الدنيا وأدت بالنفس إلى الارتفاع إلى درجة العشق الرباني والتوجه بالنفس إليه تعالى .
{وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[2] .
العلاج الذي يجب إتباعه للتخلص من الخواطر الشيطانية :
· ان الخواطر تؤدي إلى العمل فابتعد عن العمل الذي يصدر من الخواطر الشيطانية ومحاولة تجريد النفس من الخواطر الشيطانية وأبدلها بالخواطر الإيمانية.
على سبيل المثال : إذا أتت إليك خاطرة شيطانية كأن الإنسان يتوجه إلى الغيبة بخاطره فبالمراقبة يبدل الخاطرة الشيطانية التي تتمثل بالغيبة إلى ذكر الصلاة على محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيرى ان النفس ترتفع إلى الأعلى وتترك التسافل المرتبط بالخاطرة الشيطانية المتعلقة بالغيبة .
· يصل الإنسان إلى حالة رحمانية بخواطرها دائما يرى انه مقصر كما نرى من أئمة أهل البيت عليهم السلام دائما يقولون أنهم مقصرون لان التفكير بالتقصير هو روح العبودية والخواطر التي تؤدي بصاحبها دائما انه مقصر وهذا الشعور هو من الخواطر الرحمانية .
· هناك غفلات قد تؤدي بالإنسان إلى الخواطر الشيطانية وهي الغفلة عن الله عز وجل على سبيل المثال إنسان يحمل شهادة عالية ويرى ان الرزق الذي يأتي إليه من الشهادة وينسى ذكر الله عز وجل وفضله عليه ومع تعمق هذه الحالة يؤدي ان نسيان الله وسيطرة الخواطر الشيطانية عليه فيجب دائما ذكر المولى الحقيقي في كل ما لديه ثم تكون الأسباب الطبيعية بفضله عز وجل .
أي أن الإنسان تصل به الحالة من الغفلة إلى ان كل ما لديه من الأسباب المادية وليس للحق عز وجل أي مدخلية ونرفع هذه الحالة من الإكثار بالتفكر والذكر له عز وجل.
إذن الطريق الإلهي طريق واحد والطرق الشيطانية متعددة قال عز وجل {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[3] .أي ان الطريق الإلهي واحد صراط واحد مستقيم أما الطرق الشيطانية متعددة فعبر القرآن عنها بالسبل .