التميز خلال 24 ساعة | |||
العضو المميز | الموضوع المميز | المشرف المميز | المشرفة المميزه |
قريبا |
بقلم : |
قريبا | قريبا |
|
المنتدى الإسلآمي العام كل مايختص بالدين الإسلامي الحنيف وعلوم وفضائل اهل بيت النبوة "عليهم السلام" |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
#1 | |||||||||
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 48
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0 ![]()
المستوى : 3 [
|
![]() ![]()
وقال فيه:أخبرني عبدالرحمن بن الحسن القاضي...عن عبدالله قال:كنَّا نَتَحَدَّث أنَّ أَقْضَى أهل المدينة عليُّ بن أبي طالب.
-كلُّنا يعلم بأنَّ كبار الصحابة كانوا يسكنون في المدينة المنورة، وبِمَا أنَّ الأقْوَائيَّة في القضاء تَرْجِع إلى العِلْم بكلِّ ما له دَخْلٌ فيه،مِن العلم بجميع الأحكام والحدود والتعزيرات ومَوَارِد الارتداد والكفر(أي:تفاصيل العقيدة)لِتَطْبِيق حُكْم الله فيها، فتكون النتيجةُ أنَّ الإمامَ عليًّا هو الأعلمُ مِن بين كلِّ صحابةِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله،لأنَّ الأعلميَّة فيما مَضَى(العقيدة والأحكام)تعني الأعلمية في كلِّ ما يتعلق بالدِّين الإسلامي،فليس الدِّينُ إلا العقيدة والأحكام. وقال فيه:حدثني علي بن حمشاذ...عن أبي البختري قال: قال عليٌّ رضي الله عنه :بَعَثَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وآله إلى اليمن. قال(الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام): فقلتُ:يا رسول الله..إنِّي رجلٌ شابٌّ وإنه يَرِدُ عَلَيَّ مِن القضاء مَا لا عِلْمَ لِي به؟ قال:فَوَضَعَ يَدَهُ علَى صدري، وقال:[اللهم ثَبِّت لِسَانَه،واهْدِ قلبَه].فمَا شَكَكْتُ في القضاءِ أو في قضاءٍ بَعْدُ. وقال بعده:أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى العدل...عن زيد بن أرقم قال:بَيْنَا أنَا عند رسولِ الله صلى الله عليه وآله إِذْ جاءَه رجلٌ مِن أهل اليمن،فَجَعَلَ يُحَدِّث النبيَّ صلى الله عليه وآله ويُخبِره فقال:يا رسول الله..أَتَى عليًّا رضي الله عنه ثلاثةُ نَفَرٍ يَخْتَصِمُون في وَلَدٍ،وَقَعُوا على امرأةٍ في طُهْرٍ واحدٍ،فقال(عليٌّ) لاثْنَيْنِ(منهم):طِيبَا نَفْسًا بهذا الولد.ثم قال:أنتم شُرَكَاء مُتَشَاكِسُون،إنِّي مُقْرِعٌ بينكم،فمَن قُرِعَ له فلَهُ الولدُ،وعليه ثُلُثَا الدِّيَةِ لِصَاحِبَيْه.فَأَقْرَعَ بينهم فَقرعَ لأَحَدهم،فَدَفَعَ إليه الولدَ.قال(الراوي):فَضَحِك النبيُّ صلى الله عليه وآله حتى بَدَت نَوَاجِذُه أو قال أَضْرَاسُه. وقال بعده:(حدثناه)عليُّ بن حمشاذ...حدثنا الأجلح بهذا،وزَادَ فيه:فقال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم:[مَا أَعْلَم فيها إلا مَا قال عليٌّ].قال الحاكمُ:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه*وقد زاد الحديث تأكيدًا برواية ابن عيينة وقد تابع أبو إسحاق السبيعي الأجلح في روايته. وقال في هذا القسم:حدثنا أبو بكر بن إسحاق...قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[أُوحِيَ إلَيَّ في عليٍّ ثلاث: إنه سيد المسلمين،وإمِامُ المتقين،وقائدُ الغُرِّ المُحَجَّلِين]. وقال بعده:أخبرني علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي بالكوفة...عن علي بن أبي طلحة قال:حَجَجْنا فَمَرَرْنا على الحسنِ بنِ عليٍّ بالمدينة،ومعنا معاوية بن حديج،فقِيلَ للحسنِ:إنَّ هذا معاوية بن حديج السَّابُّ لِعَلِيٍّ.فقال(الإمامُ الحسنُ عليه الصلاة والسلام):عَلَيَّ به.فَأُتِيَ به،فقال:أَنتَ السَّابُّ لِعَلِيٍّ؟! فقال:مَا فَعَلْتُ.فقال(الإمامُ الحسنُ):[واللهِ إِنْ لَقِيتَه -ومَا أَحْسَبُك تَلْقَاه- يوْمَ القيامةِ لَتَجِده قائمًا على حَوْضِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله،يَذُودُ عنه رَايَاتِ المنافقين، بِيَدِه عَصا مِن عوسج0حَدَّثَنِيهِ الصادقُ المَصْدُوقُ صلى الله عليه وآله،وقد خابَ مَن افتَرَى].*هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقال بعده:أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو...(وحدثني)محمد بن صالح بن هاني(قال)حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى والسري بن خزيمة ومحمد بن عمرو بن النضر (قالوا)...عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عليٍّ رضي الله عنه قال: قال لِي رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[يا عليُّ..ألا أُعَلِّمُك كلماتٍ،إِنْ قُلْتَهُنَّ غَفَرَ اللهُ لك،عَلَى أنه مَغْفُورٌ لك:لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين]. وقال بعده:أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي...عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:والذي أَحْلفُ به إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لأَقْرَب الناسِ عَهْدًا برسولِ الله صلى الله عليه وآله،عُدْنَا رسولَ الله صلى الله عليه وآله غَدَاةً وهو يقول:[جَاءَ عَلِيٌّ؟جاءَ عليٌّ؟] مِرَارًا،فقالت فاطمةُ رضي الله عنها:كَأَنَّك بَعَثْتَه في حَاجَةٍ، قالت:فجاءَ بَعْدُ،قالت أمُّ سلمة: فَظَنَنْتُ أنَّ له إليه حَاجَة، فخَرَجْنا مِن البيت،فقَعَدْنا عند الباب،وكنتُ مِن أَدْناهم إلى الباب، فَأَكَبَّ عليه رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجَعَلَ يُسَارّه ويُنَاجِيه،ثم قُبِضَ(مَاتَ)رسولُ الله صلى الله عليه وآله مِن يَوْمِه ذلك،فكَان عليٌّ أَقْرَبَ الناسِ عَهْدًا (بالنبي صلى الله عليه وآله).قال الحاكمُ:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.(ولم يَزِد على هذا التعليق،فلو كان غيْرُ عليٍّ هو الأقرب عهدًا برسول الله حِين وفاته لَنَبَّه على ذلك الحاكمُ، ولا أَقَلَّ مِن أنْ يَذكُر بأنَّ هناك ما يُناقِض هذا المعنى). وقال بعده:حدثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي...عن عقاب بن ثعلبة(قال)حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:أَمَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله عليَّ بن أبي طالب بِقِتَالِ الناكِثِينَ والقاسِطِين والمَارِقِين. وقال بعده:(حدثناه)أبو بكر بن بالويه...عن الإصبع بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال:سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله يقول لِعليِّ بنِ أبي طالب:[تُقَاتِلُ الناكثين والقاسطين والمارقين بالطُّرُقات والنَّهْرَوَانات وبالشعفات]، قال أبو أيوب:قلتُ:يا رسول الله..مع مَن تقاتل هؤلاء الأقوام؟قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[مع علي بن أبي طالب]. وقال بعده:حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي بمكة...عن أبي إدريس الأودي عن عليٍّ رضي الله عنه قال: إنَّ مِمَّا عَهِدَ لِي النبيُّ صلى الله عليه وآله أنَّ الأُمَّةَ سَتَغْدرُ بِي بَعْدَه. قال الحاكمُ:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه(ولم يَزِد على هذا القول). وقال بعده:أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى...عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:قال النبيُّ صلى الله عليه وآله لِعَلِيٍّ:[أَمَا إنك سَتَلْقَى بَعْدِي جَهْدًا] قال(الإمامُ عليٌّ):فِي سَلامَةٍ مِن دِينِي؟قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[ في سلامةٍ مِن دِينِك]. وقال بعده:حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه...عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن أبيه عن عليٍّ رضي الله عنه قال:أَتَانِي عبدُالله بنُ سلام وقد وَضَعْتُ رِجْلِي في الغرز وأنا أُرِيدُ العِرَاقَ فقال:لا تَأْتِ العراقَ،فإنك إِنْ أَتَيْتَه أَصَابَك به ذبَابُ السَّيْفِ! قال عليٌّ:وَأَيْم الله لقد قالَها لِي رسولُ الله صلى الله عليه وآله قبلك(أي:حدوث القتال)قال أبو الأسود:فقلتُ في نَفْسِي:يا للهِ! مَا رَأَيْتُ كاليوم رجلاً مُحَارِبًا يُحَدِّث الناسَ بِمِثْلِ هذا(يقصد شجاعتَه وإيمانَه بِقَضِيَّتِه). وقال بعده:حدثنا أبو بكر بن إسحاق...عن جرى بن كليب العامري قال:لَمَّا سَارَ عليٌّ إلى صِفِّينَ كَرِهْتُ القتالَ، فَأَتَيْتُ المدينةَ،فَدَخَلْتُ على ميمونة بنت الحارث،فقالت: مِمَّن أنتَ؟قلتُ:مِن أهلِ الكوفة0قالت:مِن أَيِّهم؟ قلتُ:مِن بنى عامر0قالت:رحْبًا على رحْبٍ وقُرْبًا على قُرْبٍ تَجِيئُ،مَا جَاءَ بك؟ قال(الراوي):قلتُ:سَارَ عليٌّ إلى صفين،وكرهتُ القتالَ فجِئْنا إلى هاهنا0قالت:أَكُنْتَ بَايَعْتَه؟قال(الراوي): قلتُ:نعم.قالت:فَارْجِع إليه فَكُنْ مَعَه،فواللهِ مَا ضَلَّ ولا ضُلَّ به. وقال بعده:حدثني محمد بن صالح بن هانئ...عن حذيفة رضي الله عنه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [...وإِنْ وَلَّيْتُمُوها عليًّا فَهَادٍ مُهْتَدٍ،يُقِيمُكم على صِرَاطٍ مُسْتَقِيم]. وقال بعده:عن حيان الأسدي(قال):سمعتُ عليًّا يقول:قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[إِنَّ الأُمَّةَ سَتَغدرُ بِكَ بَعْدِي وأَنتَ تَعِيش على مِلَّتِي وتُقْتَل على سُنَّتِي،مَن أَحَبَّك أَحَبَّنِي ومَن أَبْغَضَك أَبْغَضَنِي،وإنَّ هذه سَتُخْضَبُ مِن هذا]يعني لحيته مِن رأسه. وقال الحاكمُ في المستدرك(ج3)ذِكْر مقتل أميرالمؤمنين علي: وأخبرني أبوسعيد النخعي...عن أبي ذر قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله لِعليٍّ:[مَن فارَقَنِي فقد فارَقَ اللهَ،ومَن فارَقَك فقد فارَقَنِي]. *المستدرك(ج3)فضائل علي بن أبي طالب:حدثني أبوبكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي ببخارى...عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول:سمعتُ رسولَ الله-صلى الله عليه وآله-وآخِذٌ بِضبْعِ عليّ بن أبي طالب وهو يقول:[هذا أمِير البَرَرَة،قاتِل الفَجَرَة،مَنصُورٌ مَن نصَرَه،مَخْذُولٌ مَنْ خَذَلَه]ومَدَّ بها صَوْتَه. *المستدرك(ج4 ص440)تحت عنوان(لا تقوم الساعة إلا على شرار مِن خلقه):أخبرني محمد بن علي الصنعاني بمكة حرسها تعالى...عن ابن سيرين قال:ثارَت الفتنةُ وأصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وآله عشرة آلافٍ،لَمْ يَخْفَ فيها منهم إلا أرْبعون رَجُلاً،وَقَفَ مع عليٍّ مائتان وبضْعَةٌ وأربعون رجلاً مِن أهْلِ بَدْرٍ،فيهم أبو أيوب،وسهل بن حنيف،وعمار بن ياسر. *المستدرك(ج3)مناقب علي بن أبي طالب:أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القارى...عن زيد بن أسلم ان أبا سنان الدؤلي حدَّثَه أنَّه عادَ عليًّا رضي الله عنه في شَكْوى له أَشْكَاها، قال(أبوسنان الدؤلي):فقلتُ له:لقد تَخَوَّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه.فقال(الإمامُ علي عليه الصلاة والسلام):لَكِنِّي والله مَا تَخَوَّفتُ على نفسي مِنه،لأني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله الصادقَ المصدوقَ يقول: [إنك سَتُضْرَب ضرْبَة هاهنا وضرْبة هاهنا -وأشار إلى صِدْغَيْه- فيَسِيل دَمُها حتى تَخْتَضِب لِحْيتُك،ويكون صاحبُها أَشْقَاها كمَا كان عاقِرُ النَّاقةِ أَشْقَى ثمُود]. -(صاحبها)أي:الذي يَضْرب الإمامَ عليًّا عليه الصلاة والسلام،وهو صاحب الضربة عبدالرحمن بن ملجم المرادي. مَن هذا عليٌّ؟ وما مقامه عند الله عز وجل؟ حتى يَصِفَ الرسولُ صلى الله عليه وآله قاتِلَه بأنه أشْقَى هذه الأمَّة كمَا كان عاقرُ ناقةِ النبي صالح أشْقى الأوَّلين.يَتَّضِح الأمْرُ بالتَّأَمُّل في هَوِيَّةِ تلك الناقة وما كانت تُمَثِّله لِقَوْمِ ثمود،فقد كانت آيَةَ الله لهم. وقال الحاكمُ بعده:أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي...عن السرى بن يحيى عن ابن شهاب قال: قَدِمْتُ دمشقَ وأَنَا أُرِيد الغزوَ،فأَتَيْتُ عبدَالملك لأُسَلِّمَ عليه،فوَجَدْتُه في قبةٍ على فرش،بِقُرْب القائم،وتحته سماطان،فسلَّمتُ ثم جلستُ، فقال لي:يا ابن شهاب..أَتَعْلَم مَا كان في بيْتِ المَقْدِس صَبَاحَ قُتِلَ عليُّ بن أبي طالب؟! فقلتُ:نعم،فقال:هَلُمَّ،فقمْتُ مِن وراء الناس،حتى أَتيْتُ خلْفَ القبة،فحَوَّلَ إِلَيَّ وجْهَه فأَحْنَا عَلَيَّ فقال:ما كان؟ فقلتُ:لم يُرْفَع حَجَرٌ مِن بيْتِ المقدس إلا وُجِدَ تحْته دَمٌ. -الله أكبر! مَن عليٌّ عند الله تعالى حتى أنه يَخلُقَ دَمًا تحت كلِّ حَجَرٍ مِن أحجارِ بيْتِ المقدس بِمُنَاسَبِةِ شَهادَتِه ورَحِيلِه إلى الملأ الأعلى؟ صلَّى الله عليك ياأميرالمؤمنين. *وقال في هذا القسم:حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ...عن أبي هريرة رضي الله عنه قال...فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[يا فاطمة..أَمَا تَرْضَيْن أنَّ اللهَ عز وجل اطَّلَعَ إلى أهْلِ الأرضِ فاخْتَارَ رَجُلَيْنِ:أَحَدُهُمَا أَبُوكِ والآخَرُ بَعْلُكِ]. |
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#2 | |||||||||
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 48
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0 ![]()
المستوى : 3 [
|
![]() ![]()
*المستدرك(ج3)مناقب علي بن أبي طالب:أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القارى...عن زيد بن أسلم ان أبا سنان الدؤلي حدَّثَه أنَّه عادَ عليًّا رضي الله عنه في شَكْوى له أَشْكَاها، قال(أبوسنان الدؤلي):فقلتُ له:لقد تَخَوَّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه. فقال(الإمامُ علي عليه الصلاة والسلام):لَكِنِّي والله مَا تَخَوَّفتُ على نفسي مِنه،لأني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وآله الصادقَ المصدوقَ يقول: [إنك سَتُضْرَب ضرْبَة هاهنا وضرْبة هاهنا -وأشار إلى صِدْغَيْه- فيَسِيل دَمُها حتى تَخْتَضِب لِحْيتُك،ويكون صاحبُها أَشْقَاها كمَا كان عاقِرُ النَّاقةِ أَشْقَى ثمُود].-(صاحبها)أي:الذي يَضْرب الإمامَ عليًّا عليه الصلاة والسلام،وهو صاحب الضربة عبدالرحمن بن ملجم المرادي.
مَن هذا عليٌّ؟ وما مقامه عند الله عز وجل؟ حتى يَصِفَ الرسولُ صلى الله عليه وآله قاتِلَه بأنه أشْقَى هذه الأمَّة كمَا كان عاقرُ ناقةِ النبي صالح أشْقى الأوَّلين.يَتَّضِح الأمْرُ بالتَّأَمُّل في هَوِيَّةِ تلك الناقة وما كانت تُمَثِّله لِقَوْمِ ثمود،فقد كانت آيَةَ الله لهم. وقال الحاكمُ بعده: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي...عن السرى بن يحيى عن ابن شهاب قال: قَدِمْتُ دمشقَ وأَنَا أُرِيد الغزوَ،فأَتَيْتُ عبدَالملك لأُسَلِّمَ عليه،فوَجَدْتُه في قبةٍ على فرش،بِقُرْب القائم،وتحته سماطان،فسلَّمتُ ثم جلستُ، فقال لي:يا ابن شهاب..أَتَعْلَم مَا كان في بيْتِ المَقْدِس صَبَاحَ قُتِلَ عليُّ بن أبي طالب؟! فقلتُ:نعم،فقال: هَلُمَّ،فقمْتُ مِن وراء الناس،حتى أَتيْتُ خلْفَ القبة،فحَوَّلَ إِلَيَّ وجْهَه فأَحْنَا عَلَيَّ فقال:ما كان؟فقلتُ:لم يُرْفَع حَجَرٌ مِن بيْتِ المقدس إلا وُجِدَ تحْته دَمٌ. -الله أكبر! مَن عليٌّ عند الله تعالى حتى أنه يَخلُقَ دَمًا تحت كلِّ حَجَرٍ مِن أحجارِ بيْتِ المقدس بِمُنَاسَبِةِ شَهادَتِه ورَحِيلِه إلى الملأ الأعلى؟ صلَّى الله عليك ياأميرالمؤمنين. *وقال في هذا القسم:حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ ...عن أبي هريرة رضي الله عنه قال...فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[يا فاطمة..أَمَا تَرْضَيْن أنَّ اللهَ عز وجل اطَّلَعَ إلى أهْلِ الأرضِ فاخْتَارَ رَجُلَيْنِ:أَحَدُهُمَا أَبُوكِ والآخَرُ بَعْلُكِ]. وقال في هذا الباب:حدثنا علي بن حمشاذ العدل...عن أبي عثمان النهدي أنَّ عليًّا رضي الله عنه قال:بَيْنمَا رسولُ الله صلى الله عليه وآله آخِذٌ بِيَدِي ونحْن في سِكَكِ المدينةِ إِذْ مَرَرْنا بِحَديقةٍ،فقلتُ:يا رسول الله..ما أحسَنها مِن حديقة! قال:[لك في الجَنةِ أَحْسَن مِنها]. وقال بعده:حدثنا دعلج بن أحمد السجزي ببغداد...عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:دَخَلْتُ مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، يَعُودُه وهو مريضٌ،وعنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فَتَحَوَّلا حتى جَلَسَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله،فقال أحدُهما لصاحبه:مَا أَرَاه إِلا هالِك(يعني عليًّا)،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[إنه لن يَمُوت إلا مَقتولاً،ولن يَمُوت حتى يُمْلأَ غَيْظًا]. وقال فيه:أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار...،وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي...عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال:كنت أَنا وعليٌّ رَفِيقيْن في غزوةِ ذي العشيرة، فلمَّا نَزَلها رسولُ الله صلى الله عليه وآله،وأَقامَ بها رَأَيْنا ناسًا مِن بني مدلج يعملون في عيْنٍ لهم في نخلٍ،فقال لي عليٌّ: يا أبا اليقظان..هل لك أنْ تَأْتِي هؤلاء فنَنْظرَ كيف يعملون؟ فجِئْناهم،فنظرْنا إلى عملِهم ساعةً،ثم غَشِيَنا النَّوْمُ، فانْطلقتُ أنا وعليٌّ،فاضْطَجَعْنا في صور مِن النخل في دقعاء مِن التُّرَاب،فنِمْنا،فوالله مَا أَيْقَظَنا إلا رسولُ الله صلى الله عليه وآله...وقد تَتَرَّبْنا مِن تلك الدقعاء،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله(لِعليٍّ):[يا أبا تُرَابٍ]لِمَا يَرَى عليه مِن التراب، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[أَلا أُحَدِّثكما بأَشْقَى الناس رَجُلَيْن؟]قلنا:بلى يا رسول الله،قال: [أُحَيْمر ثمود،الذي عَقَرَ الناقةَ،والذي يَضْربُك يا عليُّ على هذه -يَعْنِي قَرْنه- حتى تَبْتَلَّ هذه مِن الدَّمِ]،يعني لحْيتَه. *المستدرك(ج3)ذِكْر مقتل أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب: حدثنا الأستاذ أبو الوليد الهيثم بن خلف الدوري(قال)حدثنا سوار بن عبد الله العنبري(قال)حدثنا المعتمر قال:قال أبي: حدثنا الحريثُ بن محشي أنَّ عليًّا قُتِلَ صبيحة إحدى وعشرين مِن رمضان، قال(الراوي):فسمعتُ الحسنَ بنَ عليٍّ يقول وهو يخطب، وذكَرَ مناقبَ عليٍّ فقال:[قُتِلَ لَيْلَةَ أُنْزِلَ القرآنُ، وليْلةَ أُسْرِيَ بِعيسى،وليْلةَ قُبِضَ مُوسى]، قال(الراوي): وصلَّى عليه الحسنُ بنُ عليٍّ عليهما السلام(هذا لَفْظُ الحاكم:عليهما السلام). وبعده:أخبرنا أبو بكر محمد بن عون المقرى ببغداد...عن الشعبي قال: لمَّا ضَرَبَ ابنُ ملجم عليًّا تلك الضَّرْبَة أَوْصَى به عليٌّ فقال: قد ضَرَبَنِي فأَحْسِنُوا إليه وأَلِينُوا له فِرَاشَه،فإِنْ أَعِشْ فهضم أو قصاص،وإِنْ أَمُت فعَاجِلُوه،فإني مُخَاصِمُه عند ربِّي عز وجل. وقال بعده:أخبرني أحمد بن بالويه العقصي...عن الزهري أنَّ أسماء الأنصارية قالت:ما رُفِعَ حَجَرٌ بإِيلْيَاء لَيْلَةَ قُتِلَ عليٌّ إلا وَوُجِدَ تحْته دَمٌ عَبِيط. *المستدرك(ج3)فضائل علي بن أبي طالب:حدثنا دعلج بن أحمد السجزي...عن أبي سعيد الخدري عن عمران بن حصين: قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[النَّظَرُ إلى عليٍّ عِبَادَةٌ]. قال الحاكمُ:هذا حديث صحيح الإسناد، وشَوَاهِدُه عن عبد الله بن مسعود صحيحة،حدَّثناه عبد الباقي بن قانع الحافظ...عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم:[النظرُ إلى وَجْهِ عليٍّ عبادةٌ]،قال الحاكمُ:تابَعَهُ عمروُ بنُ مرة عن إبراهيم النخعي. وقال بعده:حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى القاري...عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[النظرُ إلى وجْهِ عليٍّ عبادةٌ]. *الترمذي(طبعة البابي الحلبي)ج(5)كتاب المناقب(ح3737):حدثنا محمد بن بشار...أمّ عطية،قالت: بَعَثَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم جَيْشًا فيهم عليٌّ، قالت:فسمعتُ النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم وهو رافِعٌ يَدَيْه يقول:[اللهم لا تُمِتْنِي حتى تُرِيَنِي عليًّا]. -يقول علماءُ اللُّغة:إنَّ مِن طُرُقِ التَّوْكِيد والحَصْرِ تَقْدِيمُ المَعْمُول على العامِل -نَحْوِيًّا- كَمَا في قوله تعالى:{إياك نعبد وإياك نستعين}،فالتَّرْتِيبُ الطبيعي لها:نعْبُدُك ونستعينُك،ولَمَّا كان المقصودُ بَيَانَ انْحِصَارِ العبادة بالله،وحَصْرِ الاستعانة به تعالى،قُدِّمَ الضَّمِيرُ المُتَّصِلُ -وهو المَعْمُول الذي حَقُّه التَّأْخِيرُ- وجُعِلَ مُنْفَصِلاً،فقال:{إياك نعبد وإياك نستعين}أي: نعبدك أنتَ لا غَيْرك،ونستعين بك أنت لا بغيرك،تَأْكِيدًا على هذا المعنى.وشاهِدُنا في هذا الحديث الشريف[أنتَ تُبَيِّن لأُمَّتِي مَا اخْتَلَفُوا فِيه مِن بَعْدِي]،فَتَقْدِيمُ الضَّمِير المنفصل(أنت)-وهو المعمول الذي حَقُّه التَّأْخيرُ في الواقع-،تَقْدِيمُه على عامِلِه (تُبيِّن)يَدُلُّ على حَصْرِ التَّبْيِين في هذا المُخَاطَب،وهو الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام،إذن سِيَاق الحديث الشريف يدلُّ على انْحِصَارِ سَبَبِ الهِدَايَةِ لِلأُمَّةِ-بعد النبي صلى الله عليه وآله-في أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. كتاب الإمام علي عليه السلام: *البخاري(ج2)كتاب الحج.باب حرم المدينة:عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال:(مَا عندنا شيءٌ إلا كتاب الله وهذه الصحيفة). *البخاري(ج8)كتاب الفرائض(في أوله).بابُ إثم من تبرأ من مواليه:حدثنا قتيبة...قال قال عليٌّ رضي الله عنه:(ما عندنا كتاب نقرؤه -إلا كتاب الله- غير هذه الصحيفة)،ثم ذكَرَ الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام بعضَ الأحكام كأمثلةٍ على ما في هذه الصحيفة. *البخاري(ج1)كتاب العلم.باب كتابة العلم.روى عن أبي جحيفة قال: قلتُ لِعَلِيٍّ:هل عندكم كتاب؟ قال:(لا،إلا كتاب الله أو فَهْمٌ أُعْطِيه رَجُلٌ مسلم أو ما في هذه الصحيفة). قلتُ:وما في هذه الصحيفة؟ قال:(العَقل وفكاك الأسير ولا يقتل مسلم بكافر). *صحيح ابن ماجة(ج2)كتاب الديات.باب لا يقتل مسلم بكافر(ح2658):عن أبي جحيفة قال:قلتُ لِعليِّ بن أبي طالب:هل عندكم شيءٌ مِن العلم ليس عند الناس؟قال: [لا،والله ما عندنا إلا ما عند الناس،إلا أنْ يَرْزق اللهُ رجلاً فَهْمًا في القرآن،أو ما في هذه الصحيفة،فيها الدِّيَاتُ عن رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،وأنْ لا يُقتَل مسْلِمٌ بكافر]. -يُشِير الإمامُ عليٌّ عليه السلام إلى أنَّ أحكامَ الإسلام موجودةٌ في الصحيفة كما نقول نحن الشيعة الإمامية، ويُصَرِّح بأنها عن رسولِ الله صلى الله عليه وآله. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم والعن أعداءهم. |
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#3 | |||||||||
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 48
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0 ![]()
المستوى : 3 [
|
![]() ![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.. *الحاكم في مستدركه(ج3)ذِكْر فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال:بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم سَرِيَّةً،واستَعمَلَ عليهم عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه،فَمَضَى عليٌّ في السَّرِيَّة، فَأَصَابَ جَارِيَةً،فَأَنْكَرُوا ذلك عليه،فَتَعَاقَدَ أَرْبعةٌ مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،إذا لَقِينا النبيَّ صلى الله عليه(وآله)وسلم أَخْبَرناه بمَا صَنَعَ عليٌّ.قال عمران: وكان المسلمون إذا قدموا مِن سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فنظروا إليه وسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فَلَمَّا قَدِمَت السريةُ سلموا على رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،فقامَ أحدُ الأربعةِ فقال: يارسول الله..ألَمْ تَرَ أنَّ عليًّا صَنَعَ كذا وكذا؟!فَأَعْرَضَ عنه،ثم قام الثاني فقال مثل ذلك،فأعرض عنه،ثم قام الثالث فقال مثل ذلك،فأعرض عنه،ثم قام الرابع فقال:يارسول الله..ألم تر أن عليًّا صنع كذا وكذا؟! فَأَقْبَلَ عليه رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم والغَضَبُ في وجهه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[مَا تُرِيدُون مِن عَلِيٍّ؟! إنَّ عَلِيًّا مِنِّي وأنا منه،وهو وَلِيُّ كلِّ مؤمن]. وروى مثله الترمذي(ج5)مناقب علي بن أبي طالب (ح3796)ولكنه أوْرَد كلامَ النبي صلى الله عليه وآله هكذا: [ما تريدون مِن عليٍّ؟! ما تريدون من علي؟! رما تريدون من علي؟! إنَّ عليًّا منِّي وأنا منه،وهو وَلِيُّ كلِّ مؤمنٍ مِن بعدي]. -نرى أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله جَعَلَ الإمَامَ عليًّا مِنْ نَفْسِه وجَعَلَ نفسَه الشريفةَ مِن الإمامِ عليٍّ،وعَقَّبَ هذا المعنى بولايَةِ الإمامِ عليٍّ على كلِّ مؤمنٍ،ممَّا يُشِير إلى أنَّ هذه الولاية التي يَحْمِلها الإمامُ عليٌّ على المؤمنين هي مِنْ سِنْخِ ونَوْعِ الولاية التي يَحْمِلها الرسولُ على كلِّ مؤمنٍ. وتُسَاعِد على هذا المعنى آيةُ المُبَاهَلَة التي جَعَلَت الإمامَ عليًّا نَفْسَ النبيِّ صلى الله عليهما وآلهما:قال تعالى:{فقل تعالوا نَدْعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسَنا وأنفسَكم ثم نبتهل فنجعل لعنةَ الله على الكاذبين}،وقد مَرَّ في حديث معاوية مع سعد بن أبي وقاص مَا يَدُلُّ على ذلك حيث قال سعدٌ إنَّه بعد نزولِ هذه الآية الشريفة دَعَا النبيُّ صلى الله عليه وآله الحسنَ والحسينَ{أبناءنا}وفاطمة الزهراء{نساءنا} وعليًّا{أنفسَنا}(لِيُبَاهِلَ بهم نصارى نجران). وهناك الكثير مِن روايات بَعْضِيَّتِهما مِن بعضٍ أو بعضيَّتِه صلى الله عليه وآله مِن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام على لِسَانِ الصادق الأمين صلى الله عليه وآله،منها: *البخاري.كتاب الصلح(ج3)باب(كيف يكتب:هذا ما صالح فلان ابن فلان،ولم ينسبه إلى قبيلة،أو نسبه):...وقال لِعَلِيٍّ:[أَنْتَ مِنِّي وأَنا مِنْك]. *المستدرك(ج3)تحت عنوان:(فضائل أبي عبدالله بن علي الشهيد رضي الله عنهما):عن يعلى العامري أنه خَرَجَ مع رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم...(إلى أنْ قال):فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[حسينٌ مِنِّي وأنَا مِنْ حسينٍ، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حسينًا،حسينٌ سِبْطٌ مِن الأسْبَاط]. *فائدة في معنى(السبط): ذَكَرَ العالمُ المحدِّث والفقيه المفسر فخرُ الدين الطريحي النجفي في كتابه(مجمع البحرين ومطلع النيرين)في ج2ص326 في باب حرف السين عندما تعرَّضَ لكلمة(سبط)،قال: (...والأسباطُ أولادُ الولد،جَمعُ سِبْطٍ،مثل حمل وأحمال. والأسباط في بني يعقوب(النبي)كالقبائل في ولد إسماعيل،وهم اثناعشر ولدًا ليعقوب،وإنما سُمُّوا هؤلاء بالأسباط وهؤلاء بالقبائل لِيُفصَل بين ولد إسماعيل وولد إسحاق.وقد بُعث منهم عدة رُسُل كيوسف وداود وسليمان وموسى وعيسى. وعن ابن الأعرابي:الأسباطُ خاصَّةُ الأولاد. وفي الحديث:(الحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وآله)،أي:طائفتان وقطعتان. وفي الخبر:(الحسين سبطٌ من الأسباط)،أي:أُمَّة مِن الأمَم في الخير. ويُحتمل أن يُرادَ بالسبط القبيلةُ، أي يَتَشَعَّبُ منهما نَسْلُه) يعني يتشعب من الحسنين نسلُ النبي صلى الله عليه وآله. انتهى كلامُه زِيدَ مقامه. نعود إلى صُلب الموضوع: *البخاري(ج4)باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه:قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم لِعَلِيٍّ:[أَنْتَ مني وأنا مِنك]. *الترمذي(ج5)مناقب علي بن أبي طالب(ح3797):عن النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قال:[مَنْ كُنْتُ مَوْلاه فَعَلِيٌّ مولاه]. وروى(ح3803):عن حبشي بن جنادة قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:[عليٌّ منِّي وأنا منه،ولا يُؤَدِّي عنِّي إلا أنا أو عَلِيٌّ]. وروى(ح3962):عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم قال لِعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين:[أنا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتُم،و سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتُم]. *سنن ابن ماجة(ج 1)فضل علي بن أبي طالب: (ح116)علي بن محمد...عن البراء بن عازب،قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم في حجَّته التي حَجَّ، فَنَزَلَ في بعض الطريق،فأمَرَ الصلاة جامعة،فأخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ، فقال:[ألَسْتُ أَوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم؟]قالوا: بلى.قال:[ألستُ أولى بكلِّ مؤمنٍ مِن نفسه؟] قالوا:بلى.قال:[فهذا وَلِيُّ مَن أنا مولاه،اللهم وَالِ مَن وَالاه،اللهم عَادِ مَن عَادَاه]. وروى ابن ماجة في نفس الباب(ح121)علي بن محمد...عن ابن سابط، وهو عبد الرحمن،عن سعد بن أبي وقاص، قال:قَدِمَ معاويةُ في بعض حجَّاته،فدخل عليه سعدٌ، فذكروا عليًّا،فنَالَ مِنه،فغضب سعدٌ،وقال:تقول هذا لِرَجلٍ سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول(فيه): [مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه]؟وسمعتُه يقول:[أنتَ مني بمنزلة هارون مِن موسى إلا أنه لا نَبِيَّ بعدي]،وسمعتُه يقول:[لأعطين الرَّايةَ اليوم رجلاً يحب الله ورسولَه]. *المستدرك(ج3)فضائل علي بن أبي طالب:(فحدثنا)أبو بكر بن أبي دارم الحافظ...عن الأسود بن يزيد النخعي قال: لمَّا بُويِعَ عليٌّ بن أبي طالب رضي الله عنه على منبر رسولِ الله صلى الله عليه وآله قال خزيمةُ بنُ ثابت وهو واقِفٌ بين يَدَي المِنْبَر(شعر): إذا نحن بايَعْنا عـليًّا فحَسْبُنـا* أبو حَـسَنٍ مِمَّا نَخَافُ مِن الفِتَـنْ وَجَدْناه أَوْلَى الناسِ بالنَّاس إنه * أَطَـبُّ قريشًا بالكتـاب وبالسُّنَنْ وإنَّ قريـشًا مَا تَشُقّ غبـَارَه * إذا مَا جَرَى يومًا على الضّمُر البُدُنْ وفِيه الذي فِيهم مِن الخَيْر كلِّه * ومَا فِيهم كلّ الذي فِيه مِن حَـسَنْ -الأبياتُ واضحةُ الدّلالةِ على اعتراف هذا الصحابي (الكبير خزيمة بن ثابت المُلَقَّب بذي الشَّهادتَيْن)بأنَّ الإمامَ عليًّا أَوْلَى الناس مِن أنفسهم،وأعْرَف الناس بالقرآن الكريم والسُّنَّة الشريفة،وهو وَاجِدٌ لِجميعِ مَحَاسِن قريش كلِّها،وهم بِمَجموعهم غير واجدِين لِكلِّ مَا فِيه مِن الحَسَن والكمالات. *المستدرك(ج3)فضائل أمير المؤمنين علي:روى عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال:غَزَوْتُ مع عليٍّ إلى اليمن فرأيتُ مِنه جَفْوَةً فقَدِمتُ على رسول الله صلى الله عليه وآله فذكرْتُ عليًّا فتَنَقَّصْتُه فرأيتُ وَجْهَ رسول الله صلى الله عليه وآله يَتَغَيَّر فقال:[يا بريدة..أَلَستُ أوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم؟]قلتُ:بلى يا رسول الله.فقال:[مَنْ كنتُ مَولاه فعليٌّ مولاه]. *المستدرك(ج3)فضائل أمير المؤمنين علي:أخبرنا أبو بكر...عمرو بن ميمون:إني لَجَالِسٌ عند ابن عباس رضي الله عنهما إذْ أَتَاه تِسعةُ رَهْط فقالوا:يا ابن عباس..إمَّا أنْ تقوم معنا وإما أنْ تخلو بنا مِن بين هؤلاء،قال(الراوي):فقال ابنُ عباس:بل أنا أقوم معكم.قال(الراوي):وهو يومئذ صحيحٌ قبل أنْ يعمى.قال(الراوي):فابْتَدَؤوا فتَحَدَّثوا فلا ندري ما قالوا.قال(الراوي):فجاءَ(ابنُ عباس)يَنفض ثوبَه ويقول:أفٍّ وتفٍّ،وَقعُوا في رَجُلٍ له بضع عشرة فضائل ليست لأحدٍ غيره،وقعوا في رجلٍ قال له النبيُّ صلى الله عليه وآله: [لأبعثنَّ رجلاً لا يخزيه اللهُ أبدًا،يحب الله ورسوله ويحبه اللهُ ورسوله]فاسْتشرَف لها مُسْتشرِفٌ،فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[أين علي؟] فقالوا:إنه في الرحى يطحن.قال: [وما كان أحدُهم ليطحن؟!]قال(ابن عباس): فجاءَ وهو أرمد لا يكاد أنْ يبصر،قال:فنفث في عينيه ثم هَزَّ الرايةَ ثلاثًا فأعطاها إياه فجاءَ عليٌّ بصفية بنت حيى،قال ابن عباس: ثم بَعَثَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله فلانًا بسورة التوبة فبَعَث عليًّا خلفه فأخذها منه وقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[لا يذهب بها إلا رَجلٌ هو مني وأنا منه]،فقال ابن عباس:وقال النبيُّ صلى الله عليه وآله لبنى عمه:[أيُّكم يُوَاليني في الدنيا والآخرة؟]قال(ابن عباس):وعليٌّ جالس معهم، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله-وأقبَلَ على رَجُلٍ رجلٍ منهم-:[أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟]فأَبَوْا، فقال لِعليٍّ:[أنتَ وَلِيِّي في الدنيا والآخرة]،قال ابن عباس: وكان عليٌّ أوَّلَ مَن آمَنَ مِن الناس بعد خديجة رضي الله عنها، قال(ابن عباس):وأخَذَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله ثوبَه فوَضعَه على عليٍّ وفاطمة وحسن وحسين وقال:{إنما يريد اللهُ ليذهب عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهركم تطهيرًا}،قال ابن عباس:وشرَى عليٌّ نفسَه فلبسَ ثوبَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم نامَ مكانَه،قال ابن عباس: وكان المشركون يرمون رسولَ الله صلى الله عليه وآله... قال:وجعل علي رضي الله عنه يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله صلى الله عليه وآله...فقال ابن عباس:وخرج رسولُ الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك وخرج بالناس معه،قال(ابن عباس):فقال له عليٌّ:أَخرُج معك؟قال(ابن عباس):فقال النبيُّ صلى الله عليه وآله:[لا]،فبَكَى عليٌّ، فقال له(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟إنه لا ينبغي أنْ أذهب إلا وأنتَ خليفتي]،قال ابن عباس:وقال له رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[أنتَ وليُّ كلِّ مؤمنٍ بعدي ومؤمنةٍ]،قال ابن عباس:وسَدَّ رسولُ الله صلى الله عليه وآله أبوابَ المسجد غير باب عليٍّ،فكان يَدْخل المسجدَ جُنُبًا،وهو طريقه ليس له طريق غيره، قال ابن عباس: وقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[مَن كنتُ مولاه فإنَّ مـولاه عليٌّ]... (وقد حدثنا)السيد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمد الزيدي رضي الله عنه(قال)حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن ميرويه القزويني القطان قال سمعت أبا حاتم الرازي يقول كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية أحمد بن حنبل رضي الله عنه.(لأن هذا الحديث مَرْوِيٌّ عن ابن حنبل). (أخبرنا)أحمد بن جعفر القطيعي(قال)حدثنا عبدُالله بن أحمد بن حنبل(قال)حدثني أبي...عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: شَكَىَ عليَّ بنَ أبي طالب الناسُ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله،فَقَامَ فينا خطيبًا فسمعتُه يقول:[أيها الناس..لا تَشْكُوا عليًّا فواللهِ إنه لأَخْشَنُ في ذاتِ اللهِ،وفي سبيلِ الله]. -قال الإمامُ عليُّ بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام:(ما أبْقَى لِي الحَقُّ مِن صديق).إنَّ أغلب الناس يريدون ما يشتهون لا ما يُحِبّه اللهُ ورسولُه،فلا عَجَبَ إذا لم يَمِيلُوا إلى الإمامِ عليٍّ لأنه لا يوافِق أطماعَهم. *المستدرك(ج3)فضائل أمير المؤمنين علي: حدثنا أبو بكر...عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله قال:[أيّكم يَتوَلانِي في الدنيا والآخرة؟]فقال لكلِّ رَجلٍ منهم أيتولاني في الدنيا والآخرة،فقال(كلُّ رجلٍ):لا.حتى مَرَّ على أكثرهم،فقال عليٌّ:أنا أتوَلاك في الدنيا والآخرة.فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله لِعليٍّ):[أنتَ وَلِيِّي في الدنيا والآخرة]. -لو كانت الولاية هنا بمعنى الحُبّ والنُّصْرَة أو غير ذلك لَقَبِلَها هؤلاء أو بعضُهم على الأقل،ولكن لَمَّا كانوا يَعْلمون بأنَّ الولاية أكبر مِن هذا المعنى،وأنها مسؤولية جسيمة وخلافة عظيمة نَرَى أنهم أَبَوْا ولم يقبلوا بها،وقَبِلَها الإمامُ عليٌّ عليه الصلاة والسلام،ونالَها بتوفيق الله تبارك وتعالى. |
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#4 | |||||||||
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 48
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0 ![]()
المستوى : 3 [
|
![]() ![]()
*المستدرك(ج2تفسير سورة النحل):حدثنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمَرْوٍ...سفيان بن عيينة عن عبد الله بن طاؤس عن أبيه قال:كان حجرُ بن قيس المدرى مِن المُختَصِّين بخدمةِ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال له عليٌّ يومًا:[يا حجر إنك تقام بعدي فتُؤمَر بلَعْنِي فالعنِّي(حتى لا يُقتَل)ولا تَبْرَأ مِنِّي]،قال طاؤس: فرأيتُ حجر المدرى وقد أقامَه أحمدُ بن إبراهيم خليفة بني أمية في الجامع ووَكَّلَ به لِيَلْعَنَ عليًّا أو يُقتَل،فقال حجر:أمَا إنَّ الأميرَ أحمدَ بن إبراهيم أمَرَني أنْ أَلْعَن عليًّا فالْعَنُوه لَعَنَه اللهُ0فقال طاؤس:فلقد أعْمَى اللهُ قلوبَهم حتى لم يَقِف أحدٌ منهم على مَا قال.
*المستدرك(ج2فضيلة أهل العلم. ص148 وما بعدها): أخبرني عبدالله بن محمد الصيدلاني...عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:قال عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: إنَّ في كتاب الله لآية مَا عَمِل بها أحدٌ ولا يَعمَل بها أحدٌ بعدي: آية النجوى{يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدِّمُوا بين يدي نجواكم صدقة...}قال:كان عندي دينار فبِعْتُه بعشرة دراهم فناجَيْتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله، فكنتُ كُلَّما ناجيتُ النبيَّ صلى الله عليه وآله قدَّمتُ بين يَدَيْ نجْواي درهمًا،ثم نُسِخَت(هذه الآية)فلم يَعمَل بها أحدٌ فنزلت{أأشفقتم أنْ تُقدِّمُوا بين يدي نجواكم صدقات...}الآية. -هذا عليٌّ،الذي لا يُضِيع لَحْظَةً حتى يستفيد فيها مِن رسول الله صلى الله عليه وآله،وإذا سأله أعطاه الرسولُ صلى الله عليه وآله،وإذا سَكَتَ(عليٌّ)ابْتَدَأَه صلى الله عليه وآله، كما يروي الترمذي(ج5)مناقب علي بن أبي طالب (ح3806)،والحاكمُ في مستدركه(ج3)فضائل أميرالمؤمنين علي. *صحيح مسلم(ج7)باب من فضائل علي:عبيد الله بن معاذ(قال)حدثنا أبي...عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:أَمَرَ معاوية بن أبي سفيان سعدًا،فقال(معاوية): مَا مَنعَك أنْ تَسُبَّ أبا التراب؟فقال(سعدٌ):أمَا مَا ذكرْتُ ثلاثًا قالهن له رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فلَنْ أَسُبَّه،لأنْ تكون لي واحدة منهنّ أَحَبُّ إليَّ مِن حمر النعم: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يقول له-(وقد)خَلَّفَه في بعض مغازيه، فقال له عَلِيٌّ يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان-فقال له رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم:[أمَا ترضى أن تكون منِّي بمنزلة هارون مِن موسى إلا أنه لا نُبُوَّةَ بعدي]،وسمعتُه يقول يوم خيبر:[لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ رجلاً يحبّ اللهَ ورسولَه ويحبُّه اللهُ ورسولُه]قال فتَطَاوَلْنا لها، فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[ادْعُوا لِي عليًّا] فأُتِيَ به أَرْمَدَ فَبَصَقَ في عَيْنِه ودَفعَ الرايةَ إليه ففتَحَ اللهُ عليه،ولَمَّا نَزَلَت هذه الآيةُ{فقل تعالوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم...}دَعَا رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم عَلِيًّا وفاطمة وحَسَنًا وحسينًا فقال:[اللهم هؤلاء أَهْلِي]. *المستدرك(ج3)مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله:أخبرني جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ببغداد...عن عامر بن سعد عن أبيه قال:لَمَّا نَزَلَت هذه الآيةُ{نَدْعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسَنا و أنفسَكم}دَعَا رسولُ الله صلى الله عليه وآله عليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا رضي الله عنهم فقال:[اللهم هؤلاء أهلي]. -مثل هذين الحديثَين كثيرٌ مِن الأحاديث التي تُحَدِّد وتُبَيِّن المُصْطَلَحَ الدِّينِي الخاصّ هذا،ألا وهو مَفْهُوم(أهْل البيت) ومفهوم(عِتْرَة النبي صلى الله عليه وآله)في الروايات العقائدية والتاريخية.. *المستدرك(ج3 مِن فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه)بِأكْثر مِن طَرِيقٍ –إسْنَادٍ– عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال:لَـمَّا رَجَعَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)مِن حجة الوداع ونَزَل غديرَ خمّ،أمَرَ بِدَوْحَاتٍ فَقُمِمْنَ،فقال:[كَأنِّي قد دُعِيتُ فَأَجَبْتُ،إني تاركٌ فيكم الثَّقَلَيْن،أحدهما أكبر مِن الآخر:كتاب الله تعالى وعِتْرَتِي،فانظروا كيف تخلفوني فيهما،فإنهما لَنْ يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَي الحوضَ]ثم قال(النبي صلى الله عليه وآله):[إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ مولاي وأنا مولى كلِّ مؤمن]،ثم أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رضي الله عنه فقال:[مَنْ كنتُ مولاه فهذا وَلِيُّه،اللهم والِ مَن والاه وعَادِ مَن عاداه]. قال الحاكمُ بعد هذا:(وَذَكَرَ الحديثَ بِطُولِه.هذا حديثٌ صحيحٌ على شَرْطِ الشَّيْخَيْن ولم يُخرجاه بِطُولِه). وقال تحته أيضًا بعد ذِكْره للحديث السابق:(شَاهِدُه حديثُ سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضًا صحيحٌ على شرطهما، حَدَّثَناه أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي (قالا) أنْبَأ محمدُ بن أيوب(قال)حَدَّثنا الأزرقُ بن علي حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سَمِعَ زيدَ بن أرقم رضي الله عنه يقول:نَزَلَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم بين قلة والمدينة عند شجراتٍ خَمْس،دَوْحَات عِظَام،فَكَنَسَ الناسُ ما تحت الشجرات،ثم رَاحَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم فَصَلى ثم قام خطيبًا،فحمد الله وأثنى عليه، وذكَّر ووعَظَ فقال ما شاء الله أنْ يقول ثم قال:[أيها الناس إني تاركٌ فيكم أمْرَيْن،لَنْ تَضِلُّوا إن اتَّبَعْتُمُوهما،وهما:كتاب الله وأهل بيتي عترتي]ثم قال: [أتَعْلمون أني أولى بالمؤمنين مِن أنفسهم]ثلاث مَرَّات؟ قالوا:نعم.فقال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم: [مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاه]. ورَوَى -تحته أيضًا- عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال:غَزَوْتُ مع عَلِيٍّ إلى اليمن،فَرَأيْتُ منه جَفوَة،فَقَدِمْتُ على رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،فَذَكَرْتُ عَلِيًّا فَتَنَقَّصْتُه،فَرَأيتُ وَجْهَ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يَتَغَيَّر،فقال:[يابريدة:أَلَسْتُ أَوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم؟)قلْتُ: بلى يارسول الله0فقال:[مَنْ كُنْتُ مولاه فَعَلِيٌّ مولاه].قال الحاكمُ بعد هذا مباشرة:(وذَكَرَ الحديث.هذا حديث صحيح على شَرْطِ مسلمٍ ولم يخرجاه). -(المَوْلَى)هنا بمعنى الأَوْلَى بالتَّصَرُّف،ومِنْ ضِمْن مَا يَدُلُّ على ذلك قولُ النبي صلى الله عليه وآله:(أَوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم).ولا يمكن أنْ نَعْتَبِر(مَوْلَى كلِّ مؤمن)بمعنى ناصر كلِّ مؤمنٍ ومُعِينه وغير ذلك مِن أمثال هذه المعاني -كما فَسَّرَه بعضُ مَنْ أَرَادَ صَرْفَ الولاية عن الإمام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه-، فالمعنى المُتَعَيِّن هو ما ذكرنا،والشَّاهِدُ والقَرِينَةُ هو تَعْبِيرُ النبي صلى الله عليه وآله بأنه أوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم، أي أَوْلَى منهم في التصرف في أنفسهم، فلَه الولايَةُ المُطْلَقَة عليهم،وكذلك الإمام عليّ،لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله رَتَّبَ إصْدَارَه أوْلَوِيَّةَ الإمام عليّ على كلِّ مؤمنٍ بإقْرَارَ أصحابه بأنه أولى بهم مِن أنفسهم، فلأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله حكيمٌ بَلِيغٌ فَمِن المُنَاسِب أنْ تكون النتيجة(مَن كان النبيُّ مولاه فَعَلِيٌّ مولاه،ومعنى المَوْلَوِيَّة للإمام عليّ)أنْ تكون هذه النتيجة على طِبْقِ المُقَدّمات التي قَدَّمَها النبي صلى الله عليه وآله،وهي(أوْلَوِيَّة النبي بالمؤمنين مِن أنفسهم).وتَعَدِّي الأولوية في كلام الرسول-صلى الله عليه وآله- بالباء (بالمؤمنين)يَدُلَّ على أنَّ معنى(المَوْلى) و (الوَلِي) هو (الأولى) لأنه هو الذي يَتَعَدَّى بالباء، وليس لَفْظ الناصر والمُعِين وغيرها.إذن مولوية الإمام علي بن أبي طالب على المؤمنين مِنْ سِنْخِ ونَوْعِ مولوية النبي صلى الله عليه وآله على المؤمنين. هذا مضافًا إلى الكثير مِن الشَّوَاهِد والقَرَائن الحَالِيَّة والمَقَالِيَّة على أنَّ معنى(المَوْلَى)هو الأولَى بالتصرُّف،وبعبارة أخرى: الأولَى بِمَسْكِ زِمَام الرئاسة الدِّينية والدُّنْيَوِيَّة منكم، بل أكثر مِن ذلك، فَلَه ولاية عليكم مثل ولايتي عليكم،والنبي صلى الله عليه وآله{ما ينطق عن الهوى*إن هو إلا وحي يوحى*عَلَّمَه شديدُ القوى}.. ومِن هذه القرائن المَقَالِيَّة الدَّالَّة على أنَّ النبي صلى الله عليه وآله يُرِيد مِن كلامه هذا تَنْصِيب الإمام علِيّ بن أبي طالب خليفةً وأمِيرًا بعده مباشرة على المسلمين: تَحَدُّثُه قبل قَوْلِه[مَنْ كُنْتُ مولاه فعليٌّ مولاه] تَحَدُّثُه عن أنه كأنه دُعِيَ فأجَابَ،وإيصَاؤه بأنه مُخَلِّفٌ بعده الثقلين كتاب الله وعترته عليهم الصلاة والسلام،مِن الكلام الذي يَتَنَاسَب مع مَن يريد أنْ يُوصِي بوصاياه،فالحديث عن الوصية لِـمَن بعده بالإمارة مِن أوْلَوِيَّات العاقِل العَادِي فَضْلاً عن نبي الأمة الذي كُلُّه عَقْلٌ وحكمةٌ ودِرَايَةٌ،فكيف يَعْلَم بأنه يمُوت قريبًا ولا يُوصِي ويُخَلِّف بعده،مع عِلْمِه بِشِدَّةِ الخطورة التي يعيشها الإسلامُ في وقت وفاته صلى الله عليه وآله، فالكَذَّابُون والمُتَنَبِّئون(مُدَّعُو النُّبُوَّة)قد كَثُرُوا،وكسرى وقيصر يَتَرَبَّصُون بالإسلام والمسلمين شَرًّا،واليهود الذين استعدوا لِمساعدة أيِّ حركة ضد الإسلام،والمنافقين الذين يُخْشَى على الإسلام منهم أكثر مِن غيرهم ،وهوعالِمٌ بهم، وأدَلُّ دليلٍ على ذلك أحاديثه الكثيرة عن الفِتَن العظيمة، وقد ذكَرَ البخاري وغيرُه روايات مستفيضة عن ذلك، وسأكتفي بهذه الرواية: قال البخاري في صحيحه(ج8)مِن كتاب الفِتَن:عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:أَشْرَفَ النبيُّ صلى الله عليه(وآله)وسلم على اطم مِن آطام المدينة فقال:[هل تَرَوْن مَا أَرَى؟]قالوا:لا.قال:[فإني لأرَى الفتنَ تَقَعُ خِلالَ بيوتكم كَوَقْعِ القَطْر]. بالله عليكم أيها المؤمنون..هل يَتْرُك النبيُّ صلى الله عليه وآله الاسْتِخْلافَ و هو الذي يقول هذه الكلمات؟! الفتنة تَنْزِل في بيوت المسلمين كَالمَطَر،ويَتْركهم يَتَنَاحَرُون؟! كلا..كلا..لا يفعلها رسولُ الله صلى الله عليه وآله،بل الأمْرُ إلى الله تبارك وتعالى وهو العالِمُ،وهو مَن عَلَّم رسولَه بذلك فكيف يُهْمِـلهم بلا رَاعٍ؟! وهو الذي{كَتَبَ على نفسه الرَّحْمَة}ولا يَأمُر رسولَه بِنَصْبِ أميرٍ لهم حتى لا تَقَع هذه الفِتَنُ؟! فالصحيحُ أنَّ الله الرحيمَ أمَرَ نبيَّه الكريمَ صلى الله عليه وآله بِنَصْـب الإمام علي بن أبي طالب خليفةً بعده،وقد نَصَّبَ النبيُّ عليًّا أمِيرًا بعده، صلى الله عليهما وآلهما،وأمَّا مَا يَحْدُث بعده مِن تَطْبِيقٍ أو عَدَمِه فهذا راجِعٌ إلى المُكَلَّفِين،فالمُهم أنه أَقَامَ الحُجَّةَ عليهم. ومِن القرائن الحَالِيَّة التي تدل على أنَّ معنى (المولى)هو الخليفة والأولى بالتصرف: ما يَنْقُلُه الكَثِيرُ مِن الصحابة والتابعين والمؤرِّخين في كيفية خطبة الغدير،فالجُمُوعُ الغفيرة التي تَعَدَّت المائة ألف حاجٍّ،وكان بعضهم قد سَلَكَ طَرِيقَ بَلَدِه مُبْتَعِدًا عن طريق المدينة المنورة،أهل العراق والشام وأهل مصر وأهل هجر،وغيرهم،وقد أمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وآله بأنْ يُنَادَى على هؤلاء فَنُودِيَ عليهم ورجعوا وتجمَّعُوا في مَا يُسَمَّى بـ(غدير خم) بين مكة المكرمة والمدينة المنورة،وكان الحَرُّ شديدًا حتى أنَّ بعضهم كان يَضع بَعضَ ردَائه تحته وبعضَه الآخر على رأسه،ونُصِبَ للنبي صلى الله عليه وآله مِنْبَرٌ تحت تلك الشجرات التي أَمَرَ بأن يُقَمَّ ويُكْنَس ما تحتها مِن أوساخ، وخَطَبَ تلك الخطبة العصماء وقال ما قال،وقد ذكرنا بعضَه قبل قليل،ومع كلِّ ذلك يأتي بعضُهم ليقول بأنَّ النبي صلى الله عليه وآله أرَادَ أنْ يُبَيِّن فَضْلَ الإمام عليٍّ لِخِدْمَتِه ودفاعه عن الإسلام! ألا يكفي النبيَّ صلى الله عليه وآله أن يفعل ذلك في غير هذه الظروف الشديدة؟! ثم إنَّ كُلَّ المسلمين يعرفون مَن هو علي فلا حاجة إلى التعريف زيادة فليس ذلك مِن الحكمة إلا أن يكون القَصْدُ هو تَنْصِيبه لمقام الخلافة،وقد تَمَّ ولله الحمد رب العالمين. |
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#5 | |||||||||
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 48
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0 ![]()
المستوى : 3 [
|
![]() ![]()
-واقعة الغدير مِن كتـاب(الغدير)لِلشيخ الأميني(ج1)- رواها عن أكثر مِن مَصْدَرٍ مِن مصادر العامَّة-:أَجْمَعَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله الخروجَ إلى الحَجِّ في سنة عشرٍ مِن مُهَاجرِه،وأَذَّنَ في الناس بذلك،فقَدِمَ المدينةَ خَلْقٌ كثيرٌ يَأْتَمُـون بهِ في حجَّتهِ تلك التي يُقال عليها حجَّة الوداع،وحجة الإسلام،وحجة البلاغ،وحجة الكمال،وحجة التمام،ولم يَحجَّ غيرَها مُنذ هَاجَرَ إلى أن توَفّاه اللهُ،فخَرَج صلى الله عليه وآله مِن المدينةِ مُغتسِلاً مُتَدَهِّنًا مُتَرَجِّلاً مُتَجَرِّدًا في ثوْبَيْن صحَارِيَّيْن..إِزَارٍ ورِدَاءٍ،وذلــك يوْم السبت، لِخَمْسِ ليَالٍ أو سِتٍّ بَقِينَ مِن ذي القعدة،وأخْرَجَ معه نساءَه كلَّهـن في الهَوَادِج،وسَارَ معه أهلُ بيْتهِ،وعامَّةُ المهاجرين والأنصار،ومَن شاء اللهُ مِن قبائل العرب وأفناء الناس. وعند خُرُوجهِ صلى الله عليه وآله أَصَابَ الناسَ بالمدينةِ جُدَرِيٌّ(بِضَمّ الجيم وفتح الدال وبفتحِهما)أو حصْبَةٌ مَنَعَت كثيرًا مِن الناسِ مِن الحج معه صلى الله عليه وآله، ومع ذلك كان معه جُمُوعٌ لا يَعْلمُها إلا الله تعالى،وقد يُقال:خرَجَ معه تسعون ألفًا،ويُقال:مـائة ألفٍ وأربعة عشر ألفًا وقِيل:مائة ألفٍ وعشرون ألفًا،وقِيل:مائة ألفٍ وأربعة وعشرون ألفًا،ويقال أكثر مِن ذلك،وهذه عِدَّة مَن خَرَجَ معه، وأمَّا الذين حَجُّوا معه فأكْثر مِن ذلك كـالمُقِيمِين بمَكَّة، والذين أَتَوْا مِن اليَمَن مع عَلِيٍّ(أمير المؤمنين)وأبي موسى.
أَصْبَح صلى الله عليه وآله يوْم الأحد بِـ(يَلَمْلَم)، ثم أراح فتعشى بِـ(شرف السيالة) وصَلَّى هناك المغربَ والعشاءَ،ثم صَلَّى الصبْحَ بِـ(عرق الظبيـة)، ثم نَزَلَ (الروحاء) ثم سَارَ مِن (الروحاء) فصَلَّى العصرَ بِـ(المنصرف)، وصَلَّى المغـربَ والعشاءَ بِـ(المتعشى) وتَعَشّى به، وصلَّى الصبْحَ بِـ (الأثابة)، وأصبَحَ يوم الثلاثاء بِـ(العرج) واحْتَجَمَ بِـ(لحى جمل) -وهو عقبة الجحفة- ونَزَلَ (السقياء) يوم الأربعاء،وأَصْبَحَ بِـ(الأبـواء)، وصلَّى هناك ثم رَاحَ مِن (الأبواء)، ونَزَلَ يوْم الجمعة (الجحفة)، ومِنها إلى (قديد) وسَبتَ فيه، وكان يوْم الأحد بِـ(عسفان)، ثم سَارَ فلما كان بِـ(الغميم) اعْتَرَضَ المُشَاةُ فَصَفُّوا صُفوفًا،فشَكَوْا إليه المَشْيَ،فقال: [اسْتَعِينُوا باليسلان]-وهو مَشْيٌ سَريعٌ دُونَ العَدْوِ-ففَعَلُوا فوَجَدُوا لذلك رَاحَةً،وكان يوْم الاثنين بِـ (مر الظهران)، فلم يَبْرَح حتى أَمْسَى،وغَرُبَــت له الشمسُ بِـ(سرف) فلم يُصَلِّ المغربَ حتى دَخَلَ (مَكّةَ )، ولمَّا انْتَهَى إلى (الثنيتين) بَاتَ بينهما،فدَخلَ (مكة) نهَارَ الثلاثاء.فلمَّا قضَى مَناسِكَه وانْصَرَفَ رَاجِعًا إلى (المدينة) ومعَه مَن كان مِن الجُمُوع المذكُورَاتِ و وَصَلَ إلى (غَدِيرِ خُمٍّ) مِن الجحفة التي تَتَشَعَّبُ فيها طُرُق المَدَنِيِّين والمِصْريِّين والعِرَاقيّين، و ذلك يوْم الخميس الثامِن عشر مِن ذي الحجة، نَزَلَ إِلَيْـهِ جبرئيلُ الأمينُ عن الله بقوله:{يا أيها الرسول بَلِّغ مَا أُنْزِل إليك مِن ربِّك...الآية}وأَمَرَهُ أَنْ يُقِيمَ عَلِيًّا عَلَمًا لِلناسِ، ويُبَلِّغهم مَا نَزَلَ فِيه مِن الولاية وفَرْضِ الطاعَةِ على كلِّ أَحَدٍ، وكان أَوَائِـلُ القوْم قريبًا مِن (الجحفة) فأَمَــرَ رسولُ الله أن يُرَدَّ مَن تَقَدَّم منهم ويُحْبَس مَن تَأَخَّرَ عنهـم في ذلك المكان، ونَهَى عن سمرات خمْسٍ مُتَقَارِبَاتٍ، دَوْحَاتٍ عِظَامٍ: أَنْ لا يَنْزلَ تحْتهنَّ أَحَدٌ،حتى إذا أَخَذَ القوْمُ مَنازلَهم، فَقُمَّ مَا تحْتهنَّ حتى إذا نُودِي بالصلاةِ صلاةِ الظهرِ عَمَدَ إِلَيْهِنَّ فصَلَّى بالناس تحْتهُنَّ،وكان يوْمًا هَاجِرًا،يَضَعُ الرَّجُلُ بعْضَ رِدَائه على رأْسهِ وبعْضَه تحْت قَدَمَيْهِ مِن شِدَّة الرَّمْضَاء، وظُلِّلَ لِرسول الله بِثَوْبٍ على شَجَرَةٍ سمرة مِن الشمس، فلمَّا انْصَرَف صلى الله عليه وآله مِن صلاته قَامَ خَطِيبًا وَسطَ القوْم، على أَقْتَاب الإبل، وَأَسْمَعَ الجميعَ، رافِعًا عَقِيرَتَه فقال: [الحمد لله ونستعينه ونؤمن به،ونتوكل عليه، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،الذي لا هاديَ لِمَن أَضلَّ،ولا مُضِلَّ لِمَن هدى،وأشهد أن لا إله إلا الله،وأن محمدًا عبده ورسوله،أما بعد.. أيُّها الناس..قد نَبَّأَنِي اللطيفُ الخبيرُ أنه لَمْ يُعَمَّر نبيُّ إلا مِثْل نصْفِ عُمْرِ الذي قبله،وإني أُوشَك أَنْ أُدْعَى فأجبت،وإني مسؤولٌ وأنتم مسؤولون،فمَاذا أنتم قائلون؟]قالوا:نَشْهَد أنك قد بَلَّغتَ ونصَحْتَ وجهدت فجزاك اللهُ خيرًا،قال: [أَلَسْتم تشهدون أن لا إله إلا الله،و أن محمدًا عبده ورسوله، وأن جنتَه حقٌّ ونارَه حقٌّ وأنَّ الموت حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟] قالوا:بلى نشهد بذلك،قال:[اللهم اشْهَد]،ثم قال:[أيها الناس..أَلا تَسْمَعُون؟]قالوا:نعم0قال:[فإِنِّي فَرطٌ على الحوض، وأنتم وَارِدُون عَلَيَّ الحوضَ،وإنَّ عَرْضه ما بين صنعاء وبصرى، فِيه أقْدَاحٌ عَدَدَ النجوم،مِن فضة، فانْظُرُوا كيف تخلفوني في الثقلَيْن]، فنادَى مُنادٍ:ومَا الثقلان يا رسول الله؟ قال: [الثقلُ الأكبر كتابُ الله،طَرَفٌ بِيَدِ الله عز وجل وطَرَفٌ بِأَيْدِيكم، فتَمَسَّكُوا به لا تضلوا،والآخَرُ الأصغر عِتْرَتِي، وإنَّ اللطيف الخبير نَبَّأَنِي أنهما لَنْ يَتَفَرَّقا حتى يَرِدَا عَلَيَّ الحوضَ، فسألتُ ذلك لهما رَبِّي،فلا تَقْدَمُوهُمَا فتَهْلَكُوا، ولا تَقْصُرُوا عنهما فتَهْلَكُوا]،ثم أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فرَفَعَها حتى رُؤِيَ بَياضُ آبَاطِهما،وعَرَفَه القوْمُ أَجْمَعُون، فقال: [أيها الناس..مَنْ أَوْلَى الناس بالمؤمنين مِن أنفسهم؟] قالوا:اللهُ ورسولُه أَعْلَم،قال:[إنَّ اللهَ مَوْلاي،وأنا مَوْلَى المؤمنين،وأَنَا أَوْلَى بهم مِن أَنفسِهم فمَن كنتُ مَوْلاه فعَلِيٌّ موْلاه]،يَقُولُها ثلاث مرّات،وفي لَفْظِ أحْمد إمام الحنابلة:أرْبع مرات،ثم قال:[اللهم وَالِ مَن وَالاه،وعَادِ مَن عَادَاه،وأَحِبَّ مَن أَحَبَّه،وأَبْغِض مَن أَبْغَضَه وانْصُرْ مَن نصَرَه،واخْذُلْ مَن خَذَلَه،وأَدِر الحَقَّ معه حيْث دَارَ،ألا فَلْيُبَلِّغ الشاهِدُ الغايبَ]،ثم لمْ يَتَفَرَّقُوا حتَّى نَزَلَ أمينُ وحْيِ اللهِ بقوله:{اليوْم أكملـتُ لكم دِينَكم وأَتْمَمْتُ عليكم نعمتي...الآية}.فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله: [اللهُ أكْبَر على إِكمال الدِّين،وإتمام النعمة،ورِضَى الرَّبِّ بِرِسَالتِي، والولايةِ لِعَلِيٍّ مِن بعدي]، ثم طَفِقَ القوْمُ يُهَنِّئُون أميرَ المؤمنين صلوات الله عليه، ومِمَّــن هَنَّأَهُ في مُقَدَّم الصحابة: الشَّيْخان أبو بكر وعمر،كلٌّ يقول: بَخٍ بَخٍ لك يـا بن أبي طالب: أَصْبَحْتَ وأَمْسَيْتَ مَوْلاي ومَوْلى كلِّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، وقال ابنُ عباس:وَجَبَت واللهِ في أَعْنَاقِ القوْم، فقال حسَّان:ائْذَنْ لِي يا رسول الله أَنْ أَقُولَ في عليٍّ أبياتًا تَسْمَعْهُنَّ، فقال:[قُلْ على بَرَكَةِ الله]،فقامَ حسانُ فقال:يا مَعْشَرَ مَشْيَــــخَةِ قريش..أُتْبِعُها قوْلي بِشهادةٍ مِن رسول الله في الولايةِ مَاضِيَةٍ ثم قال: يُنَادِ بهم يوْمَ الغديرِ نبيُّهم*بِخُمٍّ،فأَسْمِع بالرسول مُنادِيا... . العناية بحديث الغدير: كان للمولى سبحانه مَزِيدُ عِنَايَةٍ بِإِشْهَارِ هذا الحديث، لِتَتَدَاوَلَه الأَلْسُنُ وتَلُوكُه أَشْدَاقُ الرُّوَاة،حتى يكون حُجَّة قائِمَةً لِحَامِيَةِ دِينهِ الإمامِ المُقْتَدَى صلوات الله عليه، ولِذلك أَنْجَزَ الأَمْرَ بالتَّبْلِيغ في حِينِ مُزْدَحَمِ الجماهير عند مُنْصَرَفِ نبيِّهِ صلى الله عليه وآله مِن الحج الأكبر،فنَهَضَ بالدعْوَةِ وكَرَادِيسُ الناس وزُرَافاتُهـم مِن مُختلَفِ الديَار مُحْتَفَّةٌ بهِ، فرَدَّ المُتقدِّمَ، وجَعْجَعَ بالمُتأخِّر، وأَسْمَعَ الجميعَ وأَمَرَ بتَبْلِيغِ الشاهِدِ الغايبَ،لِيَكُونُوا كلُّهم رُوَاةَ هذا الحديث،و هم يَرْبُون على مائةِ ألْفٍ ولم يَكْتَفِ سبحانه بذلك كلِّه حتى أَنْزَلَ في أَمْرهِ الآياتِ الكريمةَ تَتَلامَعُ مَرَّ الجَدِيدَيْن بُكْرَةً وعشيًّا، لِيكُون المسلمـون على ذِكْرٍ مِن هذه القضِيَّة في كلِّ حِينٍ، ولِيَعْرِفوا رُشْدَهم،والمَرْجِعَ الذي يَجِب عليهم أنْ يَأْخُذُوا عنه مَعَالِمَ دِينِهم.ولم يَزَلْ مِثْلُ هذه العِنَايَةِ لِنبيِّنا الأعظم صلى الله عليه وآله حيْث اسْتَنْفَرَ أُمَمَ الناس لِلْحَج في سَنَتهِ تلْك،فالْتَحَقُوا به ثبًّا ثبًّا،وكراديسَ كراديسَ،وهو صلى الله عليه وآله يَعْلَم أنه سوْف يُبَلِّغهم في مُنْتهَى سَفَرِه نَبَأً عظيمًا،يُقامُ به صَرْحُ الدِّين ويُشَادُ عَلالِيه،وتَسُود بهِ أُمَّتُه الأُمَمَ، ويَدُبُّ مُلْكُها بيْن المشرق والمغرب،لو عَقلَت صالِحَها، وأَبْصَرَت طريقَ رُشْدِها،ولِهذه الغايَةِ بِعَيْنِها لم يَبْرَح أَئِمَّةُ الدِّين سلام الله عليهم يَهْتُفُون بهذه الواقعة، ويَحْتَجُّون بها لإِمَامَةِ سَلَفِهم الطَّاهِر،كمَا لم يَفْتَأ أميرُ المؤمنين صلوات الله عليه بِنَفسِه يَحْتَجّ بِهَا طِيلَةَ حياته الكريمة ويَسْتَنْشِد السامِعِين لَها -مِن الصحابة الحضُورِ في حجَّة الوداع- في المُنْتَدَيَاتِ ومُجْتَمَعَاتِ لَفَائِفِ الناس،كلُّ ذلك لِتَبْقَى غَضَّةً طَرِيَّة،بِالرّغمِ مِن تَعَاوُر الحِقَبِ والأعْوَامِ،ولِذلك أَمَرُوا شِيعَتَهم بالتَّعَيُّدِ في يوْم الغدير والاجتماعِ وتَبَادُلِ التَّهَانِـي والبَشَائِر، إِعَادَةً لِجِدَّةِ هاتِيكَ الواقعة...وأمَّا كُتُبُ الإمامية في الحديث والتفسير والتاريخ وعِلْمِ الكَلامِ فضَعْ يَدَك على أَيٍّ منها تَجِدْه مُفْعَمًا بِإِثْبَاتِ قِصَّةِ الغدير والاحْتِجَاج بِمُؤَدَّاها،فمِن مَسانِيدَ عَنْعَنَتْها الرُّواةُ إلى مُنْبَثَق أَنْوَار النبُوّة، و(مِن)مَرَاسِيلَ أَرْسَلَها المُؤَلِّفُون إِرْسَالَ المُسَلَّم، حَذَفُوا أَسَانِيدَها لِتَسَالُم فِرَقِ المسلمين عليْها(الخ). |
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#6 | |||||||||
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 48
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0 ![]()
المستوى : 3 [
|
![]() ![]()
وقال العلامةُ الأميني(قده)قبْل ذلك مباشرة:أهمية الغدير في التاريخ:
لا يَسْتَرِيب أَيُّ ذِي مسكة فِي أنَّ شَرَفَ الشَّيْءِ بِشَرَفِ غَايَتهِ، فعَلَيهِ إِنَّ أَوَّلَ مَــا تُكْسِبُه الغاياتُ أهميةً كبرى مَن مواضيع التاريخ هو مَا أُسِّسَ عليه دِينٌ،أو جَرَت به نِحْلَةٌ، واعْتَلَت عليه دَعَايمُ مَذهَبٍ،فدَانَت بهِ أُمَمٌ،وقامَت به دُوَلٌ، وجَرَى بهِ ذِكْرٌ مع الأَبَد،ولِذلك تَجِد أَئِمَّةَ التاريخ يَتَهالَكُون في ضَبْطِ مَبادِئ الأدْيان وتعاليمها وتَقْيِيدِ مَا يَتْبَعُها مِن دِعَايَاتٍ، وحروبٍ،وحكوماتٍ،وولاياتٍ التي عليها نَسَلَت الحِقَبُ والأعْوَامُ،و مَضَت القرونُ الخالية{سُنَّةَ الله في الذين خَلَوْا ولَنْ تَجِد لِسُنةِ الله تبديلاً}وإذا أَهْمَلَ المُؤَرِّخُ شيئًا مِن ذلك فقد أَوْجَدَ في صحيفته فراغًا لا تَسُدُّه أَيَّةُ مُهِمَّة،وجَاءَ فيها بأَمْرٍ خَدَاجٍ،بُتِرَ أَوَّلُه،ولا يُعْلَم مَبْدَؤه،وعسـى أن يُوجِب ذلك جهلاً للقارئ في مَصِير الأمْر ومُنتهاه.إنَّ واقعة(غدير خم)هي مِن أَهَمِّ تلك القضايا،لِمَا ابْتَنَى عليها وعلى كثيرٍ مِن الحجَج الدامِغَة،مَذْهَبُ المُقْتَصِّين أَثَرَ آلِ الرسول صلوات الله عليه وعليهم،وهم مَعْدُودون بالملايين وفيهم العلم والسؤدد، والحكماء، والعلماء،والأماثل،ونوابغ في علوم الأوايل والأواخر،والملوك،والساسة،والأمراء، والقادة، والأدب الجم،والفضل الكثار،وكتب قيمة في كلِّ فنٍّ، فإنْ يَكُن المُؤَرِّخُ منهم فمِن وَاجِبهِ أنْ يُفِيض على أُمَّتهِ نَبَأَ بدْءِ دعْوَتهِ، وإنْ يكن مِن غيرهم فلا يَعْدُوه أنْ يَذكُرَها بَسِيطةً عندما يَسْرِد تاريخَ أُمَّةٍ كبيرة كهذه،أو يَشْفَعُها بِمَا يَرْتَئِيه حوْل القضيةِ مِن غَمِيزة فِي الدّلالَةِ،إِنْ كان مَزِيجَ نفْسِه النزُولُ على حُكْم العاطفة، ومَا هنالك مِن نَعَرَاتِ طائِفتِه، على حِينِ أَنه لا يَتَسَنَّى له غَمْزٌ في سَنَدِها،فإنَّ مَا نَاءَ بهِ نبيُّ الاسلام يوْم الغدير مِن الدعوة إلى مَفَادِ حَدِيثهِ لم يَخْتَلِف فِيه اثنان،وإن اخْتَلَفُوا في مُؤَدَّاه لأَغْرَاض وشَوَائِب غير خَافِيَة على النَّابهِ البَصِيرِ،فذَكَرَها مِن أَئِمَّةِ المُــؤَرِّخِين البلاذري المتوفى سنة(279) في (أنساب الأشراف) وابن قتيبة المتوفى(276) في (المعارف) و (الإمامة والسياسة) والطبري المتوفى(310) في كتابٍ مُفْرَدٍ وابن زولاق الليثي المصري المتوفى(287) في تأليفه والخطيـب البغدادي المتوفى(463) في تاريخه وابن عبد البر المتوفى(463) في (الاستيعاب) والشهرستاني المتوفى(548) في (الملل والنحل) وابن عساكر المتوفى(571) في تاريخه وياقوت الحموي في (معجم الأدباء) ج18ص84 مِن الطبعة الأخيرة،وابنُ الأثير المتوفى(630) في (أسد الغابة) وابنُ أبي الحديد المتوفى(656) في (شرح نهج البلاغة) وابن خلكان المتوفى(681) في تاريخه واليافعي المتوفى(768) في (مرآة الجنان) وابنُ الشيخ البلوي في (ألف باء) وابنُ كثير الشامي المتوفى(774) في (البداية والنهاية) وابنُ خلدون المتوفى(808) في (مقدمة تاريخه) وشمسُ الدين الذهبي في (تذكرة الحفاظ) والنويري المتوفى حدود(833) في (نهاية الإرب في فنون الأدب) وابنُ حجر العسقلاني المتوفى(852) في (الإصابة) و (تهذيب التهذيب) وابنُ الصباغ المالكي المتوفى(855) في (الفصول المهمة) والمقريزي المتوفى(845) في (الخطط) وجلالُ الدين السيوطي المتوفى(910) في غيرِ واحدٍ مِن كتبهِ والقرماني الدمشقي المتوفى(1019) في (أخبار الدول) ونورُ الدين الحلبي المتوفى(1044) في (السيرة الحلبية) وغيرُهم. وهذا الشأنُ في علْم التاريخ لا يَقِلّ عنه الشأْنُ في فنِّ الحديث، فإنَّ المُحَدِّثَ إلى أيِّ شَطْرٍ وَلَّى وَجْهَه مِن فضَاءِ فنِّهِ الوَاسِع، يَجِد عنده صِحَاحًا ومسانيدَ تُثْبِت هذه المَأْثَرَةَ لِوَلِيِّ أَمْرِ الدِّينِ عليه السلام،ولم يَزَل الخَلَفُ يَتَلَقَّاه مِن سَلَفِهِ حتى يَنْتَهِي الدَّوْرُ إلى جِيلِ الصحابةِ الوُعَاةِ لِلْخَبَر،ويَجِد لها مع تَعَاقُبِ الطبَقَاتِ بَلَجًا ونُورًا يُذْهِب بالأَبْصار،فإنْ أَغْفَلَ المُحدِّثُ عمَّا هذا شَأْنُه فقد بَخَسَ لِلأُمَّةِ حقًّا،وحَرَمَها عن الكثير الطيِّب مِمَّا أَسْدَى إليها نبيُّها نبيُّ الرحمة مِن بِرِّهِ الواسع، وهِدَايَتهِ لها إلى الطريقةِ المُثْلَى،فذكَرَها مِن أئمَّة الحديث إمامُ الشافعية أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المتوفى سنة(204)كمَا في (نهاية ابن الأثير) وإمامُ الحنابلة أحمدُ بن حنبل المتوفى(241) في (مُسْنَدِه) و (مَنَاقِبِهِ) وابنُ ماجة المتوفـى(273) في (سُنَنهِ) والترمذيُّ المتوفى(276) في (صحيحه) والنسائيُّ المتوفى(303) في (الخَصَايص) وأبو يعلى الموصلي المتوفى(307) في (مسنده) والبغويُّ المتوفى(317) في (السنن) والدولابي المتوفى(320) في (الكنى والأسماء) والطحاويُّ المتوفى(321) في (مشكل الآثار) والحاكمُ المتوفى(405) في (المستدرك) وابنُ المغازلي الشافعي المتوفى(483) في (المناقب) وابنُ مـندة الأصبهاني المتوفى(512) بِعِدَّةِ طُرُقٍ في (تأليفه) والخطيب الخوارزمي المتوفـى(568) في (المناقب) و (مقتل الإمام السبط عليه السلام) والكنجيُّ المتوفى(658) في (كفاية الطالب) ومحبُّ الدين الطبري المتوفى(694) في (الرياض النضرة) و(ذخاير العقبى) والحمويني المتوفى(722) في (فرايد السمطين) والهيثميُّ المتوفى(807) في (مجمع الزوايد) والذهبيُّ المتوفى(748) في (التلخيص) والجزريُّ المتوفى(830) في (أسنى المطالب) وأبو العباس القسطلاني المتوفى(923) في (المواهب اللدنية) والمتقي الهندي المتوفى(975) في (كنز العمال) والهروي القاري المتوفى(1014) في (المرقاة في شرح المشكاة) وتاجُ الدين المناوي المتوفى(1031) في (كنوز الحقايق في حديث خير الخلايق) و (فيض القدير) والشيخاني القادري في (الصراط السوي في مناقب آل النبي) وباكثير المكي المتوفى(1047) في (وسيلة الآمال في مناقب الآل) وأبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى(1122) في (شرح المواهب) وابنُ حمزة الدمشقي الحنفي في (كتاب البيان والتعريف) وغيرُهم. كمَا أنَّ المُفَسِّر نُصْبَ عَيْنَيْهِ آيٌ مِن القرآن الكريم نازِلَةٌ في هذه المسألة يَرَى مِن واجبهِ الإِفاضَةَ بِمَا جاءَ في نُزُولِها وتفسِيرها،ولا يَرْضَى لِنَفسِه أنْ يَكُون عمَلُه مَبْتُورًا،وسَعْيُه مُخْدَجًا،فذَكَرَها مِن أئمَّةِ التفسيرِ الطبريُّ المتوفى(310) في (تفسيره) والثعلبيُّ المتوفى(427/437) في (تفسيره) والواحديُّ المتوفى(468) في (أسباب النزول) والقرطبيُّ المتوفى(567) في (تفسيره) وأبو السعود في (تفسيره) والفخرُ الرازي المتوفى(606) في (تفسيره الكبير) وابنُ كثير الشامي المتوفى(774) في (تفسيره) والنيشابوري المتوفى في القرن الثامن في(تفسيره) وجلالُ الدين السيوطي في (تفسيره) والخطيبُ الشربيني في(تفسيره) والآلوسي البغدادي المتوفى (1270)في(تفسيره)وغيرُهم. والمُتَكَلِّمُ حين يُقِيم البراهينَ في كلِّ مسألةٍ مِن مسائل علْم الكلام،إذا انْتَهَى بهِ السَّيْرُ إلى مسألة (الإِمَامَة) فلا مُنْتَدَحَ(مَفَرّ) له مِن التَّعرض لِحديثِ الغدير حُجَّةً على المُدَّعَى أو نَقْلاً لِحُجَّةِ الخَصْمِ،وإنْ أَرْدَفَه بالمناقشةِ في الحِسَابِ عند الدِّلالَةِ كالقاضي أبي بكر الباقلاني البصري المتوفى سنة(403) في (التمهيد) والقاضـي عبدالرحمن الإيجي الشافعي المتوفى(756) في (المواقف) والسيد الشريـف الجرجاني المتوفى(816) في (شرح المواقف) والبيضاوي المتوفى(685) في (طوالع الأنوار) وشمس الدين الأصفهاني في (مطالع الأنظار) والتفتازاني المتوفى(792) في (شرح المقاصد) والقوشجي المولى علاء الدين المتوفى(879) في (شرح التجريد)، وهذا لَفْظُهم: إنَّ النبي صلى الله عليه وآله قد جَمَعَ الناسَ يوْمَ (غدير خم) مَوْضِعٍ بيْن مَكّةَ والمدينة بِالْجُحْفَة،وذلك بعْد رُجُوعهِ مِن حجة الوداع،وكان يومًا صائفًا حتى أنَّ الرجلَ لَيَضَع رداءَه تحْت قدَمَيْه مِن شدة الحر،وجَمَع الرجالَ،وصَعَد عليها وقال مخاطبًا:[مَعَاشِرَ المسلمين..أَلَسْتُ أوْلى بكم مِن أنفسكم؟] قالوا:اللهم بلى،قال:[مَن كنتُ موْلاه فعليٌّ موْلاه،اللهم والِ مَن وَالاه،وعَاد مَن عَاداه،وانْصُرْ مَن نَصَرَه،واخْذُل مَن خَذَله]. ومِن المُتَكَلِّمِين القاضي النجم محمد الشافعي المتوفى(876) في (بديع المعاني) وجلال الدين السيوطي في (أربعينه) ومفتي الشام حامد بن علي العمادي في (الصلاة الفاخرة بالأحاديث المتواترة) والآلوسي البغدادي المتوفى(1324) في (نثر اللئالي)،وغيرهم. واللُّغَوِيُّ لا يَجِد مُنْتَدَحًا مِن الإِيعَاز(الإشارة)إلى حديث الغدير عند إِفَاضَةِ القوْلِ في معنى(المولى) أو (الخم) أو (الغدير) أو (الولي)،كابن دريد محمد بن الحسن المتوفى(321) في (جمهرته)ج1ص71 وابن الأثير في (النهاية) والحموي في (معجم البلدان) في (خم) والزبيدي الحنفي في (تاج العروس) والنبهاني في (المجموعة النبهانية).انتهى كلام العلامة الأميني(قده). *قال ابنُ حجر القسطلاني في(فتح الباري شرح صحيح البخاري)ج7ص61:وأمَّا حديثُ[مَن كنتُ موْلاه فعليٌّ موْلاه]فقد أَخْرَجَه الترمذيُّ والنسائيُّ وهو كثيرُ الطُّرُق جدًّا،وقد اسْتَوْعَبَها ابنُ عقدة في كتابٍ مُفْرَدٍ،وكثيرٌ مِن أَسانِيدِها صِحَاحٌ وحِسَانٌ،وقد رَوَيْنا عن الإمام أحمد(بن حنبل)قال:مَا بَلَغَنا عن أَحَدٍ مِن الصحابةِ مَا بَلَغَنا عن عليِّ بن أبي طالب. اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم وأهلك أعداءهم. |
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
#7 | |||||||||
![]() ![]() تاريخ التسجيل: Nov 2009
العمر: 48
المشاركات: 26
معدل تقييم المستوى: 0 ![]()
المستوى : 3 [
|
![]() ![]() *صحيح مسلم(ج7)باب فضائل علي:...عن سعيد بن مرزوق عن يزيد ابن حيان قال: انْطَلَقْتُ أنَا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم،فلمَّا جَلَسْنا إليه قال له حصين: لقد لَقِيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا،رَأَيْتَ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،وسمعتَ حديثَه،وغَزَوْتَ معه، وصلَّيْتَ خلْفَه،لقد لَقِيتَ يا زيدُ خيرًا كثيرًا،حَدِّثنا يا زيدُ مَا سمعتَ مِن رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،قال(زيدٌ):يَا ابْنَ أَخِي..واللهِ لقد كَبِرَت سِنِّي،وقَدِمَ عَهْدِي،ونَسِيتُ بعضَ الذي كنتُ أَعِي مِن رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم،فمَا حَدَّثْتُكم فاقْبَلُوا ومَا لا فلا تُكَلِّفُونِيه،ثم قال(زيدٌ): قامَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم يَوْمًا فِينَا خطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بيْن مكَّة والمدينة،فَحَمِدَ اللهَ وأَثْنَى عليه،وَوَعَظَ وذَكَّرَ ثم قال:[أَمَّا بَعْد..أَلا أَيُّها الناس..فإِنَّمَا أنَا بَشَرٌ يُوشَك أنْ يَأْتِي رسولُ ربِّي فأُجِيبُ وأنَا تارِكٌ فِيكُم ثَقَلَيْنِ:أَوَّلُهما كِتَاب اللهِ،فِيهِ الهُدَى والنُّورُ فَخُذُوا بكتابِ اللهِ واسْتَمْسِكُوا به]،فَحَثَّ على كتابِ اللهِ،ورَغَّبَ فيه،ثم قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):(الثاني)وأَهْل بَيْتِي،أُذَكِّرُكُم اللهَ في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي]...(و)حدثنا محمدُ بن بكار بن الريان(قال)حدثنا حسان(يعنى ابن إبراهيم)عن سعيد(وهو ابن مسروق)عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال:دَخَلْنا عليه فقلنا له:لقد رَأَيْتَ خيرًا،لقد صاحبتَ رسولَ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،وصليتَ خلفه،وساقَ الحديثَ بِنَحْوِ حديثِ أبي حيان غير أنه قال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[ألا وإنِّي تارِكٌ فيكم ثَقَلَيْنِ: أحدُهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومَن تَرَكَه كان على ضَلالَة](فحثَّ على كتاب الله...ثم قال:وأهل بيتي...)،وفيه(في هذا الحديث): فقلنا:مَن أهْلُ بَيْتِه؟ نِسَاؤُه؟ قال(زيدٌ):لا،وَأَيْم اللهِ إنَّ المَرْأَةَ تَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ العَصْرَ مِن الدَّهْرِ ثم يُطَلِّقُها فَتَرْجِع إلى أَبِيها وقَوْمِها،أَهْلُ بَيْتِهِ أَصْلُه وعصبته الذين حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَه. أقول:وقد ثَبَت لدينا الإمامية أنَّ أوَّلَ الذين حُرِّمَت عليهم الصدقةُ أهلُ الكِسَاء الخمسة صلوات الله عليهم أجمعين،وقد روى البخاري ذلك:(ج2)باب الزكاة.باب أخذ صدقة التمر عند صرام النخل وهل يترك الصبي فيمس تمر الصدقة:...عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:كان رسول الله صلى الله عليه (وآله)وسلم يُؤْتَى بالتمر عند صرام النخل،فَيَجِيء هذا بِتَمره وهذا مِن تمره،حتى تصير عنده كومًا مِن تمر،فَجَعَلَ الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بذلك التمر،فَأَخَذَ أحدُهما تمرةً فَجَعَلَه في فِيه،فَنَظَرَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَأَخْرَجَها مِن فِيه،فقال:[أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ آلَ محمدٍ لا يَأْكُلون الصَّدَقة]. فَبِغَضِّ النَّظَر عن مِصْدَاقِيَّة اللَّعب بالتمر في هذه الرواية إلا أنها أَثْبَتَت أنَّ الإمامَيْن الحسن والحسين مِمَّن حُرِمُوا الصدقةَ،فَيَكُونَان-كَمَا في رواية مسلمٍ السابقة على لِسَانِ زيد بن أرقم-مِن أهل البيت الذين لا تَضِلُّ الأُمَّةُ بِالتَّمَسُّك بهم مع القرآن الكريم،دُونَ نِسَاءِ النبي صلى الله عليه وآله. *المستدرك(ج3)مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله:رَوَى عن زيدِ بن أرقم رضي الله عنه قال:قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله :[إنِّي تاركٌ فِيكم الثّقلًيْن:كِتَابَ الله وأهْلَ بَيْتِي وإنهما لَنْ يَفْتَرِقا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ]. *المستدرك(ج3)فضائل أميرالمؤمنين علي:حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي ببغداد...،وحدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه وأبو بكر أحمد بن جعفر البزار {قالا}حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل(قال)حدثني أبي (قال)حدثنا يحيى بن حماد،وحدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى(قال)حدثنا صالح بن محمد الحافظ البغدادي...عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لَمَّا رَجعَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله مِنْ حجَّةِ الوَدَاع، ونَزَلَ غَدِيرَ خُمٍّ أَمَرَ بِدَوْحَاتٍ فَقُمِمْنَ،فقال:[كَأَنِّي قد دُعِيتُ فَأَجَبْتُ،إنِّي قد تَرَكْتُ فِيكم الثّقلَيْن،أحدهما أكْبَر مِن الآخر:كتابَ الله تعالى وعِتْرَتِي،فانْظُرُوا كَيْفَ تخلفوني فيهما، فإنَّهما لَنْ يَتَفَرَّقا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ]،ثم قال:[إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ مَوْلايَ وأنَا مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ]،ثم أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ رضي الله عنه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله):[مَنْ كنتُ مَوْلاهُ فَهَذَا وَلِيُّه،اللهم وَالِ مَنْ وَالاهُ،وعَادِ مَنْ عَادَاه]،قال الحاكمُ: شاهِدُه حديثُ سلمة بن كهيل عن أبي الطفيل أيضًا صحيح على شرطهما،حَدَّثَناهُ أبو بكر بن إسحاق ودعلج بن أحمد السجزي {قالا} أَنْبَأَ محمد بن أيوب(قال)حدثنا الأزرق بن علي (قال) حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني (قال) حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سَمِعَ زيدَ بنَ أرقم رضي الله عنه يقول: نَزَلَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله بيْن مكة والمدينة عند شَجَرَاتٍ خمْسٍ،دَوْحَات عِظَام،فَكَنَسَ الناسُ مَا تحْت الشجرات، ثم رَاحَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله عَشِيَّةً فصَلَّى، ثم قامَ خطِيبًا،فحَمِدَ اللهَ،وأثنَى عليه،وذَكَّرَ ووَعَظَ، فقال ما شاءَ اللهُ أنْ يقول،ثم قال:[أيها الناس..إنِّي تاركٌ فيكم أَمْرَيْنِ،لَنْ تَضِلُّوا إِنِ اتَّبَعْتُمُوهما،وهما: كتاب الله وأهل بيتي عترتي]،ثم قال:[أَتَعْلَمُون أنِّي أَوْلَى بالمؤمنين مِن أنفسهم] ثلاث مرات،قالوا:نعم،فقال رسولُ الله صلى الله عليه وآله:[مَنْ كُنْتُ مَوْلاه فعَلِيٌّ مَوْلاهُ]. *البخاري(ج4)كتاب بدء الخلق.باب المناقب:عبدالملك عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما:{إلا المَوَدَّةَ في القُرْبَى}قال:فقال سعيدُ بن جبير(في هذه الآية):قُرْبَى محمدٍ صلى الله عليه(وآله)وسلم... . *البخاري(ج5)كتاب المغازي.باب غزوة خيبر:حدثنا يحيى بن بكير...عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنَّ فاطمةَ عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم أرْسَلَت إلى أبي بكر تَسْأَله ميراثها مِن رسولِ الله صلى الله عليه (وآله)وسلم مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عليه بالمدينة وفدك ومَا بَقِيَ مِن خُمس خيبر،فقال أبوبكر:إنَّ رسول الله صلى الله عليه (وآله)وسلم قال:لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آلُ محمدٍ في هذا المَال،وإني والله لا أغيِّر شيئًا مِن صدقة رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم،فأَبَى أبوبكر أنْ يَدْفَعَ إلى فاطمةَ منها شيئًا،فَوَجَدَت(غَضِبَت وَتَأَذَّت)على أبي بكر في ذلك فَهَجَرَته فَلَم تُكَلِّمه حتى تُوُفِّيَت،وعاشت بعد النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم ستة أشهر،فلمَّا توفيت دَفَنَها زوجُها عليٌّ ليلاً،ولم يُؤْذَن بها أبو بكر وصلى عليها.وكان لِعَلِيٍّ وَجْهٌ حَيَاةَ فاطمة،فَلَمَّا تُوُفِّيَت اسْتَنْكَرَ على وُجُوه الناس،فَالْتَمَسَ مُصَالَحَةَ أبي بكر ومبايعته،ولم يكن يبايع تلك الأشهر،فَأَرْسَلَ إلى أبي بكر أَن ائْتِنَا ولا يَأْتِنا أحَدٌ معك كَرَاهِيَةً لِمَحْضَرِ عُمَر.فقال عُمَرُ:لا والله،لا تَدْخُل عليهم وَحْدَك.فقال أبوبكر:ومَا عَسَيتهم أنْ يَفْعَلوا بِي؟والله لآتِيَنَّهم.فَدَخَلَ عليه أبوبكر فَتشهَّدَ عليٌّ فقال:...ولكنك اسْتَبْدَدْتَ علينا بالأمْر،وكُنَّا نَرَى لِقَرَابَتِنا مِن رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم نَصِيبًا...الخ. *ورَوَى مسلمٌ نفسَ الرواية السابقة(ج5)كتاب الجهاد والسير.باب قول النبي(لا نورث...). *البخاري(ج4)في أَوَّلِه ص42:باب فَرْض الخُمْس:...أخبرني عروةُ بن الزبير أنَّ عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أَخْبَرَتْه أنَّ فاطمة عليها السلام ابنة رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم سَأَلَت أبابكر الصديق بعْد وفاةِ رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم أَنْ يُقسم لها مِيرَاثَها مَا تَرَكَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم مِمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْه،فقال لها أبوبكر:إنَّ رسول الله صلى الله عليه(وآله) وسلم قال:لا نورث ما تركنا صدقة،فَغَضِبَت فاطمةُ بنتُ رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم فَهَجَرَت أبابكر فَلَم تَزَل مُهَاجِرَته حتى تُوُفِّيَت. ورَوَى البخاري مثلَه(ج8)كتاب الفرائض.باب قول النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم لا نورث... . -لاحظوا قول السيدة عائشة عن الإمام عليٍّ عليه السلام:(فالْتَمَسَ مُصَالحَةَ أبي بكر)،وما كان ذاك إلا بعد شهادة الصديقة الزهراء عليها السلام،حِفْظًا لِبَيْضَةِ الإسلامِ مِن الانثلام،وبعد أنْ يَئِس مِن أنْ يَرُدَّ القومُ إليه حَقَّه الإلهي وهو مَنْصِب الخلافة الظاهرية،وإلا فإمامَتُه الشرعية لا تتوقف على قبولها مِن الناس لأنها نَصٌّ وتنصيبٌ مِن رَبِّ العالمين جل وعلا،وما رسولُ الله صلى الله عليه وآله إلا مُبَلِّغٌ لذلك{إنْ لم تَفْعَل فمَا بلَّغْتَ رسالتَه واللهُ يَعْصِمك مِن الناس}وقد أَدَّى وبَلَّغَ صلى الله عليه وآله. ولاحظوا تعليلَ الإمامِ عليٍّ عليه السلام لأحَقِّيَّتِه بالأمر(الخلافة)بِلَفظِ القَرَابَةِ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وآله،وهو لا يقصد أنَّ لِعنوانِ القرابة مَدْخَلِيَّةٌ في الإمامة،لأنَّ الإمامةَ لا تُورَث كَالمَال،وإنما يُشِير بذلك إلى قوله تعالى:{قُل لا أسْألكم عليه أجْرً إلا الَمَوَدَّةَ في القربى}وقوله سبحانه:{مَا سَأَلْتُكم مِن أجرٍ فهو لكم}وقوله عز وجل:{مَا أسألكم عليه مِن أجرٍ إلا مَنْ شَاءَ أنْ يَتَّخِذَ إلى رَبِّه سَبِيلاً}فجَعَلَ اللهُ تبارك وتعالى أَجْرَ النبيِّ على تَأْدِيَتِه الرسالةَ لِلأمَّة مَوَدَّةَ قُرْبَاه صلى الله عليه وآله،هؤلاء القربى الذين هم أهل البيت عليهم الصلاة والسلام،وقد ذكرنا ما يكفي لإثبات ذلك. ولا يكفي حُبُّهم،لأنَّ الحُبَّ ليس طريقًا –بِمُفْرَدِه– إلى الله تعالى،بينما يقول اللهُ:إنَّ هذا الأجْرَ..هذه المودَّة لِمَن أرَادَ السبيلَ إليه،وذلك لا يتم إلا بسُلُوكِ طريقٍ معيَّنة،ومَا هي إلا طريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين. *البخاري(ج8)كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة.باب كراهية الخلاف): حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس قال:لمَّا حُضِر النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قال -وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب- قال: [هَلُمَّ أَكْتُب لكم كتاباً لن تضلُّوا بَعْدَه].قال عُمَرُ:[إنَّ النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم غَلَبَه الوَجَعُ،وعندكم القرآن،فحَسْبُنـا كتاب الله].واختلف أهل البيت(أَي:المُتَوَاجِدُون في البيت آنذاك)واخْتَصَمُوا فمِنْهُم مَنْ يَقُول:قَرِّبُوا يَكْتُب لكم رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم كِتاباً لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَه،ومنهم مَن يقول ما قال عُمَرُ.فلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ والاخْتِلافَ عند النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم قال:[قُومُوا عَنِّي].قال عبيدُ الله:فكان ابْنُ عباس يقول:إنَّ الرَّزِيَّة..كلّ الرزية مَا حَالَ بَيْن رسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم وبَيْن أَنْ يَكْتُبَ لهم ذلك الكتابَ}. *البخاري(ج5)باب مرض النبي صلى الله عليه(وآله)وسلم ووفاته،وقول الله تعالى:{إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند الله تختصمون}قبل كتاب تفسير القرآن مباشرة:حدثنا قتيبة...عن سعيد بن جبير قال:قال ابنُ عباس:يوم الخميس وما يوم الخميس،اشْتَدَّ برسول الله صلى الله عليه(وآله)وسلم وَجَعُه فقال:[ائْتُونِي أَكْتُبُ لكم كتابًا لن تضلوا بعده أبدًا]،فتَنَازَعوا - ولا ينبغي عند نَبِيٍّ تَنَازُعٌ – فقالوا: مَا شَأْنُه؟ أَهَجَرَ؟ اسْتَفْهِمُوه! فذَهَبُوا يَرُدُّون عليه فقال(النبيُّ صلى الله عليه وآله): [دَعُونِي فالذي أنا فيه خيرٌ ممَّا تدعوني إليه]...وحدثنا علي بن عبد الله...عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:لَمَّا حُضِرَ رسولُ الله صلى الله عليه(وآله) وسلم،وفي البيت رجال فقال النبيُّ صلى الله عليه(وآله) وسلم:[هَلُمُّوا أَكْتُبُ لكم كتابًا لا تضلوا بعده]،فقال بعضُهم:إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قد غَلَبَه الوَجَعُ وعِنْدَكم القرآنُ،حَسْبُنا كتاب الله! فاخْتَلَفَ أهلُ البيت،واخْتَصَمُوا،فمِنهم مَن يقول قَرِّبُوا يَكْتُب لكم كتابًا لا تضلوا بعده،ومنهم مَن يقول غيرَ ذلك،فلمَّا أكثروا اللَّغوَ والاختلافَ قال رسولُ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم:[قُومُوا]! *قال عبيد الله فكان يقول ابنُ عباس:إنَّ الرَّزِيَّة كلّ الرزية مَا حَالَ بين رسولِ الله صلى الله عليه(وآله)وسلم وبين أن يَكْتُب لهم ذلك الكتابَ لاختلافهم ولغطهم.(هذه ثلاث روايات يُفَسِّر بَعْضُها بَعْضًا). |
|||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دعاء التوبة للامام السجاد عليه السلام!!!!! | ابو بسام قصار | منتدى الدعاء اليومي | 16 | 03-28-2011 08:00 PM |
تقرير مصور عن تظاهرة اهالي البصرة اليوم السبت 19 / 6 / 2010 للمطالبة بتحسين خدمات الك | أبو زهراء | منتدى الأخبار والمقالات السياسية | 3 | 06-20-2010 12:59 AM |
نعي وفاة الامام السجاد ع ] لـ الخطيب سعيد المعاتيق | الم الرحيل | منتدى المكتبة الاسلامية للصوتيات والمرئيات | 6 | 01-24-2010 02:01 AM |
اروع ماقيل في حق الامام السجاد(ع) | الم الرحيل | منتدى الشعر الفصيح | 5 | 01-18-2010 02:32 PM |
تطوير واستضافة: شبكة جنة الحسين (عليه السلام) للإنتاج الفني
الساعة الآن: 09:11 PM.