حديث الإمام الرضا مع سليمان المروزي متكلم خراسان

[الطريبيلي]

حديث الإمام الرضا مع سليمان المروزي متكلم خراسان

روى الصدوق بإسناد يرتضيه عن أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الانصاري الكجي(2) قال: (حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي(3) يقول: قدم سليمان المروزي متكلم خراسان(4) على المأمون فأكرمه ووصله، ثم قال له: إن ابن عمي علي بن موسى الرضا ـ عليهما السلام ـ قدم عليّ من الحجاز، وهو يحب الكلام وأصحابه) ثم سأله أن يناظر الإمام لعله يقطعه عن حجته، فأجابه إلى ذلك.
فوجّه المأمون إلى الإمام وأخبره بقدوم رجل من أهل مرو، وأنه واحد خراسان من اصحاب الكلام، قال (فإن خفّ عليك أن تتجشّم المصير الينا فعلت).
فنهض الامام ـ عليه السلام ـ للوضوء وقال لاصحابه: ((تقدّموني))، وفيهم عمران الصابي(5) والحسن بن محمد النوفلي رواي الحديث. قال: (فصرنا إلى الباب، فأخذ ياسر وخالد بيدي فأدخلاني على المأمون، فلما سلّمت قال: أين أخي أبو الحسن أبقاه الله تعالى؟ قلت: خلّفته يلبس ثيابه، وأمرنا أن نتقدم. ثم قلت: يا أمير المؤمنين، إن عمران مولاك معي وهو على الباب. قال: ومن عمران؟ قلت: الصابي الذي اسلم على يدك. قال: فليدخل. فدخل فرحّب به المأمون،ثم قال له: يا عمران، لم تمت حتى صرت من بني هاشم. قال: الحمد لله الذي شرّفني بكم، يا امير المؤمنين. فقال له المأمون: يا عمران، هذا سليمان المروزي متكلّم خراسان. قال عمران: يا امير المؤمنين، إنه يزعم واحد خراسان في النظر وينكر البداء. قال: فِلمَ لا تناظروه(6)؟

--------------------------------------------------------------------------------
(1) راجع: رسالته في البداء: 96 ـ 98.
(2) صاحب كتاب الرجال المعروف. كانت داره مرتعاً للشيعة ولروّاد العلم. قال النجاشي: (كان ثقة عيناً، وطريق الصدوق إليه صحيح) و (كجّ) هو (كشّ): قرية على ثلاث فراسخ من جرجان على رأس جبل.
(3) هو الحسن بن محمد الهاشمي النوفلي. له روايات كثيرة في باب المناظرات والنصوص على الأئمة اوردها الصدوق في التوحيد، والكليني في باب النكت والنتف وفي الروضة. روى عنه احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي.
(4) ولعلّه هو سليمان بن حفص (وقد صحف في بعض الكتب إلى سليمان بن جعفر). عده الشيخ من اصحاب الرضا ـ عليه السلام ـ واعتمده الصدوق والكليني. وبقي حتى أدرك الهادي عليه السلام.
(5) لم نعثر له على ترجمة. ويبدو انه كان من الموالي ومن العلماء الذين اسلموا وكانوا اصحاب نظر واختيار.
(6) هكذا ورد الفعل مجرداً من النون، وصوابه (تناظرونه).

البداء في كفّة الميزان شبهة ورد

الشيخ محمد هادي معرفة

[خالد الاسدي]

[الطريبيلي]

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله فيك اخي خالد الاسدي على مرورك الكريم وحياك الله