دلائل ثبوت البداء في التكوين

[الطريبيلي]

دلائل ثبوت البداء في التكوين

قال الشيخ أبو عبد الله المفيد(رحمه الله): (اقول في البداء ما يقوله المسلمون بأجمعهم في النسخ وامثاله من الإفقار بعد الإغناء، والإمراض بعد الإعفاء، والإماتة بعد الإحياء، وما يذهب اليه أهل العدل خاصّة من الزيادة في الآجال والأرزاق والنقصان منها بالأعمال.
فأمّا اطلاق لفظ البداء، فإنّما صرت اليه بالسمع الوارد عن الوسائط بين العباد وبين الله عزوجلّ.
ولو لم يرد به سمع اعلم صحته ما استجزت اطلاقه، كما أنه لو لم يرد عليّ سمع بأنّ الله تعالى يغضب ويرضى ويحب ويعجب، لما اطلقت ذلك عليه سبحانه، ولكنه لما جاء السمع به صرت اليه، على المعاني التي لا تأباها العقول).
قال: (ولس بيني وبين كافة المسلمين في هذا الباب خلاف، وإنما خالف من خالفهم في اللفظ دون ما سواه). قال: (وهذا مذهب الامامية بأسرها، وكل من فارقها في المذهب ينكره على ما وصفت من الاسم دون المعنى)(5).
ثم إنه(رحمه الله) بيّن معنى البداء وفسره تفسيراً يتوافق مع ضوابط الأصول، في شرحه على رسالة اعتقادات الصدوق(رحمه الله) واستوفى الكلام فيه(6) مستنداً إلى دلائل الكتاب والسنة الشريفة، نستخلصه فيما يلي:
قال تعالى: (لكل اجل كتاب * يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده امّ الكتاب)(7).

--------------------------------------------------------------------------------
(1) الطلاق: 3.
(2) طه: 124.
(3) الانعام: 125.
(4) التوحيد: 340، ح10، والبحار 5: 48، ح79.
(5) اوائل المقالات: 53 ـ 54.
(6) راجع: تصحيح الاعتقاد: 24 ـ 26.
(7) الرعد: 38 ـ 39.

البداء في كفّة الميزان شبهة ورد

الشيخ محمد هادي معرفة

[خالد الاسدي]

[الطريبيلي]

اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بارك الله فيك اخي خالد الاسدي على مرورك الكريم وحياك الله