قصة أبي الفضل العباس مع الرجل الكردي

[دموع الشرقية]

قصة ابي الفضل العباس (ع) مع رجل كردي

قال الامام الصادق (ع):لقد كان عمنا العباس(ع) نافذ البصيرة, وهو المعروف بالكرامات الباهرات التي لاتحصى ولاتستقصى. واليكم هذه الكرامة:

نقل العلامة الشيخ (حسن دخيل)لمؤلف كتاب العباس فقال له: خلال موسم الحر الشديد تشرفت بزيارة ابي عبد الله الحسين(ع) ومن بعده بزيارة ابي الفضل العباس(ع)فلم يكن بالحرم اي زائر سوى احد الخدم.

قرأت الزيارة وصليت صلاتي الظهر والعصر وجلست اتفكر في عظمة قمر بني هاشم(ع) وبينما كنت كذلك واذ بي ارى امرأة مستورة الوجه تطوف حول الضريح ومعها ابنها, وخلفها رجل طويل القامة عليه هيبة الاكراد العامة, لايقرأ الزيارة كالشيعة, ولا يقرأ الفاتحة كالعامة.
وقد استدبر القبر المطهر, واخذ يتأمل بالسيوف والخناجر والاشياء المعلقة حول الضريح, دون اي احترام لعظمة صاحب الحرم فثارت حفيظتي لتأديب هذا الضال غير المؤدب وذو القلب المظلم, لكني فجأة وجدته يقفز ؤيرتطم بقفص الضريح بشدةوتشنجت يداه, وتغير لون وجهه, واخذ يدور مهرولا حول الضريح.
فأخذت المرأة يد ابنها وتراجعت عن الضريح وتوسلت لنجاتها وابنها, وقالت: يابو الفضل دخيلك انا وولدي.
وكان الخادم يراقب الوضع من باب الحرم ومعه الخادم الاخر واسمه السيد جعفر فأتيا واخذا الرجل الى حرم الامام الحسين(ع) وقالا للمراة وابنها: تعالا معنا الى مشهد الحسين (ع) فذهباسويا الى الحرم الحسيني.

قام الخادم بربط الرجل في قفص ضريح علي الاكبر(ع) واستجاروا به فغفى الرجل وبعد اربع ساعات استيقظ مستوحشا واخذ يصرخ ويقول: اشهد ان لا اله الا الله , واشهد ان محمد عبده ورسوله, وان امير المؤمنين علي ابن ابي طالب خليفة رسول الله بلا فصل وان الخليفة من بعده ولده الحسن(ع) وثم اخوه الحسين(ع) واخذ يعدد الائمة حتى الحجة ابن الحسن المهدي (عجل الله فرجه)
فسألته عما جرى له, فقال تشرفت الان بزيارة رسول الله(صلى الله عليه واله) فقال لي :اعترف بهؤلاء وقر بولايتهم, واخذ يلقنني اسماءهم, ثم قال لي :ان لم تفعل فسيهلكك العباس(ع) وقد شهدت بأمامتهم وولايتهم.
فسألوه عما حصل له في حرم ابي الفضل العباس(ع) فقال:رأيت هناك رجلا طويل القامة قد امسك بي وقال لي: ياكلب قضيت عمرك حتى الان بالضلال فهل ستبقى في ضلالك ولطمني بالضريح بقوة واخذ يضرب قفاي بالعصا وانا اهرول هاربا منه.
ثم سألوا المرأة عن الامر فقالت:نحن من شيعة بغداد وهذا الرجل من اهل السليمانية ومن العامة ويسكن بغداد فزوجني اخي منه وعندما طلبت منه ان يجيزني لزيارة الكاظمين(ع) فأعتبرها خرافات.
وعندما حملت قال لي: انذري اذا كان صبيا فسنقوم بالزيارة وعندما ولد صبيا قال:اذا بلغ نفي بالنذر وعندما بلغ ابني الخامسة عشر وافق على الزيارة مكرها وعند زيارة الكاظمين والعسكريين(ع) توسلت الى الله ان يجعله معتقدا بالامامة بكرامة منه تعالى.
ولم تجب الدعوة ولم يتخلى زوجي عن الاستهزاء واساءة الادب وعندما وصلنا كربلاء بدأنا بزيارة ابي الفضل العباس(ع) فقلت له : ياابا الفضل انت باب الحوائج ان لم تظهر كرامتك وتهدي زوجي فلن ازور اخيك الحسين(ع) ولا ابيك امير المؤمنين(ع) بل سأعود الى بغداد.
وخلال استعراضي لضلال زوجي وسخريته من الائمة الاطهار وتوسلي بأبي الفضل العباس(ع) ظهرت تلك الكرامة الباهرة ونجى زوجي من الضلال وفاز بالسعادة (الكرامات الحسينية نقلا عن كتاب سيرة العباس(ع)