الحسين اممي انساني لاينحصر بدين ومذهب وقومية واهدافه انسانية لذا اشترك معه ١٧ مسيحيا وجمع من المسلمين من غير الشيعة ومعهم جمع من الاكراد والفرس والاتراك والروم
واستمرت الثورات من بعده بقاعدة متنوعة من النصارى ومن مختلف المذاهب والقوميات كالعرب والاكراد والفرس والاتراك والروم
, لأنهم يرون انه قائد وثائر ومصلح عالمي لايحده دين ولامذهب ولاقومية ولا
وطن
وللامانة العلمية طرح علي السيد ستار فاضل هادي العذاري فكرتين من افكار سيناريو فلم قربان الرسالات
الاولى :ان ١٧ مسيحيا قاتلوا مع الحسين وقد وقفوا امامه في الصلاة يحمونه من سهام انصار الدكتاتورية
الثانية: ان الحسين لم يحمل السلاح في جميع مراحل المعركة الا بعد ان بقي وحيدا ولم يستجب له انصار الدكتاتورية حينما دعاهم الى التخلي عن منهجهم ؛ فحينها قال لاخته زينب (( ناوليني لامة حربي ))
===
نهضة الحسين بمصطلحات حديثة
لاانطلق من منطلقات اسلامية او شيعية في تحليل النهضة بل من منطلق اممي ينبعث من تقييمها على اساس دستوري ينسجم مع مايطلق عليه في المصطلح الشائع الديمقراطية
فالدستور المعمول به انذاك اضيفت اليه بعض المواد ومنها
١- ان يكون الحاكم اورئيس الدولة منتخبا من ممثلي الشعب الموجودين في العاصمة
٢- يحق للحاكم ان يعين غيره من بعده بشروط ومنها ان يكون مؤهلا ويتصف بصفات الحاكمية وتتوقف شرعيته على موافقة ممثلي الشعب
وعلى ضوء هذه المواد الدستورية اصبح الحسن بن علي حاكما ورئيسا للحكومة انذاك فقد اختاره ممثلو الشعب الموجودين في العاصمة
وبعد الانتخاب تمرد زعيم المعارضة معاوية بن ابي سفيان على حكومته خلافا للدستور الذي ينص على تبعية جميع الاقاليم للحكومة المركزية المنتخبة ولايجوز التمرد عليها
لم تسمح الظروف للحاكم المنتخب باعادة زعيم المعارضة للتقيد بالدستور وكان امامه خياران
الاول قيام حكومتين في ان واحد وتفكيك الحكومة
الثاني التنازل للمعارضة بشروط واهمها
-- ان تكون رئاسة الحكومة للحسن من بعد موت معاوية او للحسين لانه الافضل والاكفا للرئاسة
-- لايحق لمعاوية ان يعين حاكا ورئيسا من بعده
وهناك شروط اخرى واهمها التقيد بالدستور وعدم التعرض لانصار الحكومة السابقة الذين اصبحوا معارضة سلمية او سياسية واعلان الحريات التي نص عليها الدستور
ولكن معاوية لم يلتزم بالشروط القانونية ولم يلتزم ببنود الدستور فقتل زعماء المعارضة لانهم رفضوا سب الحاكم الاسبق علي بن ابي طالب وعارضوا استمرار سبه وقطع رواتب المعارضين وصادر اموالهم وهدم دورهم وقبل كل ذلك قتل الحسن مسموما
وبعدها عين ابنه يزيدا حاكما خلافا لشروط الحسن وخلافا للدستور الذي ينص على نزاهة الحاكم وعلى موافقة ممثلي الشعب النزيهين والاكفاء والواعين
فقد عينه مستثمرا قوة المال والقرار واكراه اغلب ممثلي الشعب وتهديدهم بقبوله وحول الحكومة الى ملك وراثي دون اي مؤهلات دستورية
===
حكومة يزيد غير دستورية
طبقا للدستور فان حكومة يزيد غير دستورية للاسباب التالية
- انعدام مؤهلات الحاكمية فيه ومنها الوعي والنزاهة والكفاءة
-لم يكن منتخبا من ممثلي الشعب
-اختياره من قبل ابيه خلاف لشروط الحاكم السابق الذي تنازل للمعارضة مؤقتا
ولاشرعية له وان افتى بعض الفقهاء بجواز حاكمية غير النزيه فانها فتوى نابعة من الاستسلام للامر الواقع في حينها ولايصح تعميم النظرية في كل العصور
=======
حرية المواطن وعدم اكراهه على البيعة
ينص الدستور على حرية المواطن في اختيار وبيعة الحاكم النزيه الواعي الكفوء ولا يحق للحاكم اكراه المواطنين على البيعة وان كان هو منتخبا من ممثلي الشعب ؛ فكيف ان كان غير منتخب وغير نزيه
فالنزيه المنتخب تكون حكومته شرعية ويجب طاعتها في حدود الدستور ولكن البيعة امر اختياري
وقد خالف الحاكم الدكتاتوري يزيد الدستور وخير زعيم المعارضة الحسين بين البيعة والقتل وقد رفض الحسين هذا التخيير المخالف للدستور فلم يبق امامه الا خيار التحدي لاعادة الحاكم والشعب الى الالتزام بالدستور
====
دماء من اجل الدستور
ان الدستور هو صمام امان للحاكم وللشعب وهو المقياس والميزان الذي نرجع اليه لتقييم وتقويم الاشخاص والاعمال والقرارات لان الالتزام ببنوده يحقق العدالة والأمن والسعادة
والالتزام به واجب والدفاع عنه واجب وان كلف المدافع حياته ومن هنا ضحى الحسين بدمه وعياله من اجل تطبيق الدستور وصيانته من التلاعب والتحريف والتزوير
ضحى الحسين من اجل ان لايكون سكوته سببا في التلاعب بالدستور والاعراض عنخ لانه الخطوة الاولى لانهاء الدستور والتلاعب بحقوق المواطنين
وقد حدث ما كان الحسين يحذر منه فبعد سنتين قتل الحاكم عشرة الاف من اصحاب الوعي والنزاهة والكفاءة واباح المدينة ثلاثة ايام اعتدي فيها على الارواح والاموال والاعراض حتى حملت الف فتاة من غير زوج واكره الناس على تاييد الحاكم على انهم عبيد
ومما يؤسف له انه لازال البعض يرى شرعية حكومة يزيد وهذا لامبرر له فيزيد ليس صحابيا حتى نعذر من يقول بعدالة جميع الصحابة ولاهو منتخب من الشعب ولا هو متصف بصفات الحاكم المنصوصة بالدستور ووما يزيدنا اسفا ان هؤلاء يكفرون الناس بسبب زيارتهم للقبور وفي الوقت نفسه يدافعون عن حاكم خالف كل بنود الدستور واستباح دماء الناس ومنهم الحسين بن علي
=====
الرحمة بالمخالفين
جرت العادة في أغلب الثورات أن الثوار في حالة الـهياج الثوري يغفلون أحياناً عن قضية الرحمة والعطف بأعدائهم وخصومهم؛ لأنهم يريدون الوصول إلى أهدافهم بأسرع وقت وبأقل التكاليف، لكن الإمام الحسين× لم يفعل هذا، وقد رافقته الرحمة والعاطفة على الذين وقفوا أمام مسيرته؛ لأن هدفه الـهداية والإصلاح لا الانتقام لذاته، وحب الخير للبشر، لا الحقد على الذي آذوه، وتحطيم الحواجز الحائلة دون إيصال هذا الخير للناس، لا حبا للغلب والاستعلاء والاستغلال.
أراد الحسين× إعادة الأمة والنظام القائم الى الالتزام بالدستور ليتمتع الجميع في ظلـه بالعدل والسلام، وتحكيم مبادئه في العقول والقلوب والإرادة، ولا يتم ذلك إلاّ بإبرازها في الحياة؛ ولـهذا كانت الرحمة والعطف هي الصفات التي اتصف بها الحسين× وأصحابه في التعامل مع مغلوبي الإرادة من الجيش الذي سخره الأمويون لقتال الحسين×.
ففي طريقه إلى كربلاء التقى بأحد ألوية جيش ابن زياد وكانوا ألف مقاتل مع خيولـهم، وكانوا عطاشى، فأمر أتباعه بسقيهم وقال لـهم: > اسقوا القوم وارووهم من الماء ورشّفوا الخيل ترشيفاً).
وسقى الحسين أحد أفراد الجيش بنفسه؛ لأنه كان مرتبكاً من شدة العطش، وكان الماء قد احتفظ به لوقت الحاجة، ولكنه أراد تجسيد قيم الدستورفي الواقع العملي في أروع صورها؛ لأن الـهداية وإصلاح الخصوم أفضل من الانتقام منهم وتركهم يموتون عطشا
تجنب الغدر لتغيير الواقع
إنّ نهضة الحسين× لم تكن سورة غضب او عملاً ارتجالياً، أو ثورة محدودة الأهداف ضمن مرحلة من مراحل التاريخ، وإنّما كانت نهضة للأجيال على مر التاريخ ليستفيئوا بظلـها ويهتدوا بتعاليمها، فلم يفكر الحسين بالمرحلة الزمنية التي يعيشها، ولو كان يفكر في ذلك لاختار أساليب أخرى يمكن من خلالـها تغيير الموازين العسكرية والسياسية، ولكنه كان يفكر ويخطط للانسانية في جميع مراحل حياتها وكذلك أتباعه ومساعدوه، وأحدهم مسلم بن عقيل سفيره إلى الكوفة، فإنه رفض قتل ابن زياد في دار هاني بن عروة وقال: (إنّ الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن)(.
وإن صحّت الرواية فإنها لا تُحمل على ظاهرها، لأن الفتك في مثل ابن زياد لا حرمة فيه؛ لأنه من الطغاة المشهورين, وإنه يستحق القتل لقتلـه بعض المواطنين في البصرة والكوفة، إضافة إلى ذلك فإن قتلـه يغير الموازين لصالح الثوار، ولكن مسلماً لم يفكر في المرحلة الآنية، ولذلك لم يقدم على قتلـه، فقتل ابن زياد بهذه الطريقة لا تليق بشأن مسلم ولا بشأن سفارته، وإن كان قتلـه لا حرمة فيه، فمثل هذه الأعمال لا يقوم بها القادة، والمجتمع لا يستسيغ لـهم ذلك، إضافة إلى ذلك إن مهمته ليست القتال وإنما متابعة سير الأحداث وإبلاغها للحسين×، وعدم الفتك والقتل غيلة من الصفات التي انفردت بها النهضة الحسينية.
ولا تزال الأجيال تقدر هذا الموقف وتميز بين منهج الحق ومنهج الباطل من خلال المواقف التي اتخذوها.
.
كراهية البدء بالقتال
النهضة الحسينية نهضة هداية وإصلاح للأمة التي غلبها الطغاة على إرادتها، فأصبحت وقلوبها مع الحسين وسيوفها عليه نتيجة لأجواء الإرهاب والخداع والتضليل والإغراء التي خلقها معاوية ومن بعده يزيد.
فالحسين لم يأت للانتقام والتشفي، وإنما للإصلاح والتغيير، ، ولـهذا كان القتال هو نهاية المطاف بعد أن عجزت الوسائل السلمية وبعد أن وصل قائد الانتفاضة والنهضة إلى طريق مسدود، فإما الذل بالركون إلى الطغاة، وإما العز بالدفاع عن القيم والمبادئ الدستورية؛ والحسين× رفض الابتداء بالقتال وإن كان في صالحه لو كان يفكر بالمرحلة الراهنة التي يعيشها، فقابل أول طلائع الجيش الأموي، وكان الجيشان متكافئين من حيث العدة والعدد، قبل أن يأمر المرافقين لـه بالتفرق، ولكنه رفض قتالـهم حينما طلب منه زهير بن القين ذلك: (وإنّ قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به). فقال الحسين×:> ما كنت لأبدأهم بقتال).
وقبل بدء القتال وقف شمر أمام معسكر الحسين وبدأ يكيل السباب والشتم للحسين، فأراد مسلم ابن عوسجة أن يرميه بسهم، فقال الحسين: > لا ترمه فإني أكره أن أبدأهم).
وفي ميدان المعركة حذّر الحسين الجبهة المقابلة من إقدامهم على القتال، وألقى عليهم الحجة تلو الحجة على عدم شرعية موقفهم، ، وأتبعه أصحابه في تحذيرهم؛ ومنهم زهير وبرير والحر، وحينما لم تجد التحذيرات نفعاً، وأصرّوا على قتالـه أو استسلامه تهيأ للدفاع عن نفسه بعد أن بداوه بالقتال وزحفوا على معسكره، وبعد بدء القتال لم ينقطع عن تحذيرهم، ولكنهم أبوا إلا قتالـه.
====
اشتراك المسيحيين في كربلاء
ارشادات السيد المسيح روح الله عيسى تدعو الى الوقوف مع المظلومين والمحرومين ورفض العبودية والاستسلام للطغاة ولذا تربى المسيحيون على المحبة والمودة والسلام والتسامح ووقفوا مع من يبشر ويدعو اليها
وقد قارنوا بين سماحة الحسين وانسانيته وبين قساوة الحاكم وظلمه ولذا ناصروا الحسين حينما وجدوا انسجام افكاره مع افكار السيد المسيح فقاتلوا معه دفاعا عن العدالة والمساواة وسعادة الانسانية فكانوا سبعة عشر شهيدا
ولكي يبين صاحب سيناريو فلم قربان الرسالات بقاءهم على دينهم جعل احد ادوارهم حماية الحسين واصحابه اثناء الصلاة
وقد استشهدوا جميعا مع الحسين ومنهم وهب وجون وسبيت نساؤهم وذويهم مع نساء الحسين ولا زالوا يشاركوننا المحنة فقد اعتدي عليهم كما اعتدي على جميع العراقيين بلا فرق بين دين ودين ومذهب ومذهب وقومية واخرى
وجزاكم خير الجزاء
ابو محمد الربيعي
الاخ جاسم
الاخ كاظم الاسدي
اشكر مروركم الكريم وتعليقكم المبارك
ظروف الاتصال حالت دون الجواب التفصيلي ارجو المعذرة
ان سبب انقطاعي هو مسالة التحقق اليدوي فقد ارسل المقالة عدة مرات ولكن لم ترسل