الكل يعلم أن الخلاف السياسي الطائفي القائم بين أنقرة وبغداد واقف على قدم وساق ومستمر هذا الخلاف بسبب السياسة التركية التي تتبنى مشروع طائفي سياسي في المنطقة منذ وصول طارق الهاشمي المحكوم بالإعدام إلى تركيا هروبا من القضاء العراقي ان تتدهور العلاقات بين أنقرة وبغداد لم يأت كنتيجة تداعيات الربيع العربي والأزمة السومرية ولكنها جاءت لسياسة اوردغان ذات الطابع الشخصي والحسابات الخاطئة بشان قضية القومية العراقية الكردية في الواقع أسهمت شراكة رئيس الوزراء التركي مع كردستان في تامين مصالح أنقرة في الثروة النفطية في شمال العراق وبفضل اثيل النجيفي المنافس السابق لمسعود البر زاني (محافظ الموصل قلب القومية العربية السنية) ومسعود برراني رئيس حكومة إقليم كردستان ألان يبحثان سبل التعاون بشان العقود النفطية بما في ذلك شركة اكسون موبيل كما ساعد تحالف اردوغان برزانتي أيضا في إنشاء دولة كردية عراقية تكون منفذا مباشرا لمرور واردات النفط والغاز إلى تركيا أن الخطاء الذي ترتكبه أنقرة حاليا في العراق قد تكلفها خسارة حليف إقليمي أخر الكل يعرف أن اردوغان فشل في تكوين تحالف سني مسلم يتمكن من كبح جماح رئيس الوزراء نوري المالكي بل أن السياسة التركية أدت إلى تقويض المصالح التركية في العراق ونرى اليوم ان العلاقات الاقتصادية المتبادلة بين إقليم كردستان والحكومة التركية علاقة قوية مبنية على المصالح النفطية وتعتبر هذه العلاقة بمثابة إهانة إلى الحكومة العراقية المركزية في بغداد وبشكل عام فان هذه العلاقة هي ما يفرح أمريكا التي تسعى إلى تقوية العلاقة بين حكومة كردستان وأنقرة في حين ان عوامل مثل توتر العلاقات بين بغداد وأنقرة قد أثارت مخاوف أمريكية بان التقارب ربما قد سارت على نحو جدية أكثر مما ينبغي تأتي هذه الدينامكية متزامنة مع سياسات الموازنة التي تمثل تحديدا في مخاوف حكومة الإقليم من التقارب بشكل وثيق مع تركيا خشية ان يثير ذلك حفيظة إيران ويأخذ هذا العوامل في عين الاعتبار قد يصل التقارب بين تركيا وإقليم كردستان إلى نقطة التشبع على الرغم من أنة من المرجح ان تبقى العلاقة بينهما حميمة على المدى القريب لكن سؤالنا هو ماهو دور الحكومة العراقية من هذه العلاقات؟ وهل ستدخل الحكومة المركزية في محور هذه العلاقات والصداقة التركية؟ ومتى بعد أن رأينا نائب رئيس الجمهورية العراقية خضير الخزاعي مع وزير الخارجية التركي احمد اوغلو لتجديد العلاقات الثنائية( الله يثخن لبنكم)