وذكر بيان لسفارة الولايات المتحدة في بغداد، وتلقت "شبكة فدكـ" نسخة منه اليوم، أن "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" استهدف خلال الشهر الماضي العراقيين من جميع الأعراق والطوائف والذي قتل رجال الدين السنة المعتدلين في الموصل وزعماء القبائل في الانبار وصلاح الدين والمسيحيين في شمال نينوى والكرد في ديالى وكركوك والمدنيين الشيعة في بغداد وبابل "، مشيرا إلى أن " ذلك جزء من استراتيجية متعمدة حسب ما جاء في الوثائق الخاصة بالتنظيم على مدى العقد الماضي لإذكاء الانقسامات العرقية والطائفية ونشر الخوف والفوضى ومن ثم ملء الفراغ برؤيته الملتوية للخلافة في القرن السابع ".
وأضاف أن " الجنود العراقيين والبيشمركة الكورد الشجعان الوطنيين قد انتفضوا للدفاع عن العراقيين خلال الشهر الماضي، وضحى العديد منهم بأرواحهم، وقد حان الوقت الآن لقادة العراق المنتخبين حديثا للعمل وبنفس الشعور بالواجب والغاية لدفع البلاد إلى الأمام ".
وأشار البيان إلى أن " الهجوم الأخير لداعش بدأ خلال وقت حساس بشكل خاص في العملية السياسية، وكان البرلمان الذي عمل منذ عام ٢٠١٠ على وشك أن ينهي دورته البالغة أربع سنوات وانتخاب برلمان جديد في {٣٠} نيسان المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة والذي لم يتمكن بعد من انعقاد الجلسة، دعا هذا البرلمان الجديد منذ تشكيله وأركان المجتمع العراقي بما في ذلك قادة من جميع الكتل السياسية فضلا عن المرجعية في النجف إلى إسراع عملية تشكيل الحكومة وفقا للجداول الزمنية المبينة في الدستور العراقي ".
وأكد أن " الولايات المتحدة تدعم بقوة هذا الرأي وندعو جميع القادة السياسيين الى تحمل مسؤولياتهم على محمل الجد واتخاذ القرارات اللازمة لدفع العراق إلى الأمام وتوحيد الشعب ضد التهديد المشترك الذي يشكله داعش ".
وأوضح البيان إن " أي جهود لتأخير عملية تشكيل الحكومة أو استغلال هذه الأزمة من خلال آليات خارج الإطار الدستوري والقانوني سوف تفضي لصالح تنظيم داعش "، لافتا إلى أن " الدستور العراقي يوفر خارطة طريق لإبقاء البلاد متماسكة، بما في ذلك من خلال الحل السلمي للنزاعات على المناطق، ومنح السلطات إلى الأقاليم والمحافظات ومسارا لتشكيل حكومة جديدة يمكن أن توحد المواطنين وتستخدم الموارد الهائلة للبلاد لحماية السكان وطرد داعش من الأراضي العراقية ".
وشدد على " ضرورة اتخاذ كافة التدابير السياسية والأمنية خلال هذه الآليات الدستورية "، مؤكدا ان " الوضع الآن في العراق لا يزال خطيرا للغاية، وان مزيداً من التأخير أو التصعيد من قبل أي طرف تحت اية ذريعة لا يمكن تبريره وسوف لا يخدم الشعب العراقي الذي خاطر {١٤} مليون منه بحياتهم مؤخرا للتصويت لصالح تشكيل حكومة جديدة ومستقبل أفضل ".
ودعا جميع القادة العراقيين من جميع الأحزاب السياسية ومن جميع أنحاء البلاد الى " العمل بجدية والتحرك أكثر خلال هذه الأيام القادمة لتوحيد جهودهم ضد داعش وتفعيل عملية تشكيل حكومة جديدة باتخاذ الخطوة الأولى في اختيار رئيس جديد للبرلمان تلك الخطوة التي سوف تشرع الجداول الزمنية المنصوص عليها في الدستور العراقي "، منوها إلى أن " الولايات المتحدة سوف تقف بقوة وراء كل الشعب العراقي من خلال تدابير دبلوماسية وسياسية وأمنية مكثفة للمساعدة في إلحاق الهزيمة بداعش وتعزيز رؤية عراق متحد وفيدرالي وديمقراطي على النحو المحدد في الدستور العراقي ".
ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب يوم غد الأحد، جلسته بدلاً عن الموعد السابق الذي حُدد في الـ {١٢} من شهر آب المقبل والذي اعترضت عليه معظم الكتل السياسية .
ومازالت تسمية المرشحين لتولي الرئاسات الثلاث متعثرة نتيجة غياب التوافقات مابين الكتل السياسية في حين دعت المرجعية الدينية العليا على لسان ممثلها في كربلاء إلى عدم تجاوز التوقيتات الدستورية والإسراع بتسمية الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة تحظى بقبول وطني واسع لتضع حداً لأزمات البلد .