محطة رائدة على أرض كربلاء
المشروع يقع في قضاء الحر بمحافظة كربلاء، ويمتد على مساحة شاسعة، ويُنفذ بالشراكة بين شركات عراقية وعربية ودولية، من بينها مجموعة البلال للمقاولات العامة، وأوراسكوم المصرية، وسكاتك النرويجية. ويُعد هذا المشروع جزءًا من خطة وطنية طموحة تهدف إلى إنتاج كميات كبيرة من الطاقة الشمسية بحلول عام ٢٠٣٠، تشمل محافظات عدة في الفرات الأوسط والجنوب.
تحول نوعي في قطاع الكهرباء
تشكل المرحلة الأولى من محطة كربلاء انطلاقة فعلية لربط الطاقة الشمسية بالشبكة الوطنية، ما يسهم في توفير الكهرباء لآلاف المنازل، خاصة خلال فترات الذروة. كما يُتوقع أن يسهم المشروع في تقليل الانبعاثات الضارة وتحسين جودة الهواء، في ظل التزام الحكومة العراقية بالتحول نحو مصادر طاقة نظيفة، رغم التحديات المناخية التي تؤثر على كفاءة الألواح الشمسية، مثل درجات الحرارة المرتفعة وتراكم الأتربة.
رؤية مستقبلية ومشاريع موازية
يتزامن هذا المشروع مع جهود حكومية أخرى في محافظات بابل والبصرة والمثنى، ضمن خطة لإنتاج أكثر من عشرة آلاف ميغاواط من الطاقة الشمسية. وقد أطلقت وزارة الكهرباء منصة إلكترونية لتأهيل الشركات المتخصصة، وتسهيل حصول المواطنين على منظومات شمسية بأسعار مناسبة، سواء عبر الدفع النقدي أو من خلال قروض ميسّرة بالتعاون مع المصرف المركزي العراقي.
رسالة تنموية تتجاوز التقنية
افتتاح محطة كربلاء للطاقة الشمسية لا يُعد مجرد إنجاز هندسي، بل يمثل رسالة واضحة بأن العراق بدأ فعليًا في تبني خيارات مستدامة لمواجهة أزماته المزمنة في الكهرباء، وتحقيق التوازن بين التنمية والبيئة. كما يفتح المشروع الباب أمام استثمارات جديدة، ويعزز من مكانة العراق في خارطة الطاقة المتجددة على المستويين الإقليمي والدولي.