ربيع البدريين

كان في تقدير فريق المؤيدين والداعمين والمتحمسين ان خطوة الانفصال ستسير بهدوء وبدون ردود افعال حادة وغاضبة ومستاءة، على اعتبار ان المقدمات لتلك الخطوة بدأت بالظهور قبل حوالي سنة او اكثر، بل منذ الوقت الذي تبنى فيه امين عام منظمة بدر هادي العامري موقفا مختلفا عن موقف رئيس المجلس الاعلى السيد عمار الحكيم بخصوص تولي السيد نوري المالكي رئاسة الوزراء لدورة ثانية. ولم يكن يدر في خلد هؤلاء ان يؤدي اعلان قرار الانفصال الذي خرج هادئا وسلسا ان ينتفض البدريون في عدة محافظات، ويعلنوا بأصوات عالية جدا معارضتهم لقرار الانفصال، واعلانهم الانفصال عن الامانة العامة لمنظمة بدر والانضواء تحت لواء قيادة السيد عمار الحكيم. يخطأ الذين يتصورون ويفترضون ان ردود افعال البدريين في الديوانية ووواسط وميسان والبصرة وبابل ومحافظات مختلفة اخرى ليست بالامر المهم ولن تترتب عليها اية نتائج واثار سلبية على المدى القريب والبعيد.
بعض البدريين اطلقوا على مهرجانات البيعة تسمية (ربيع البدريين) وهذه تسمية معبرة عن الواقع بصدق وموضوعية، وهي وان كانت مستمدة من تسمية الربيع العربي، الا انها تحمل دلالات ومعاني قد لايدرك جوهرها ومضمونها الا البدريين انفسهم الذين عاشوا في اصعب واحلك الظروف، وقدموا التضحيات الجسام، وباتوا بحكم التجربة الطويلة يعرفون حقيقة النوايا والتوجهات والمواقف، وحديث رئيس المجلس الاعلى في الملتقى الثقافي الاسبوعي يوم الاربعاء الفائت عن بدر وتأريخها ومواقفها وتضحياتها رسم صورة واضحة لتأريخ ذلك الكيان وحاضره ومستقبله بعيدا عن المواقف المنطلقة من حسابات مصلحية ضيقة ومشاريع وتاثيرات خارجية. من الحكمة ان لايحرض الحكيم البدريون ويؤلبهم ويطلق لهم الوعود والمغريات، ويترك لهم الخيار في الوضع الذي يقررون ويرون انه هو الصائب والصحيح. وهذه رسالة يقول فيها ان من يعتز بتأريخه وتضحياته وغير مستعد للتفريط بها مقابل مغريات مادية لاقيمة لها قبال ذلك التأريخ المشرف لايمكن ان يتخذوا القرار الخاطيء.. وربيعهم (ربيع البدريين) هو الرد الواضح والصريح والبليغ....