تمر العملية السياسيّة بظروف صعبة تتضاعف صعوبتها من اقترانها بتأزم عام في منطقة الشرق واشتداد الصراع الإقليمي والدّولي على المنطقة، الأمر الذي ينذر باندلاع نزاعات دموية قد ينساق إليها العراق راغماً أو مختاراً، الأمر الذي يضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية فكل من يدعي الحرص على المصلحة العامة لابد أن يثبت حرصه على الوطن كوجود وشعب عن طريق والحرص يتجلى ليس برفع الشعارات وبيع الكلام والخطب الرنانة التي طالما صدع السياسيون بهاء رؤوس المواطنين دون أن نلمس لها مصداقية على الأرض، وفي نطاق العمل والتنفيذ فالصدق ما صدقه العمل ولعلّ ساءل يسأل أين هي مصلحة المواطن؟، والجواب مصلحة المواطن تكمن في خلق الأمان والإحساس بأنه بعيش في وطن مستقر يحميه القانون وليس وطن واقف على قرن ثور هائج لا نعلم متى يرميه وأين، أنّ المشكلة مهما بلغت من عظمة وخطورة فإنها يمكن أن تحل ببساطة إذا صدقت النوايا بينما لا يمكن أن تحل أبسط المشاكل إذا تعنت أطرافها وأصر كلّ على موقفه ففي حال كهذا لابُدّ من الاحتكام إلى القوة والسيف، وبالنسبة لنا فان الطامة أكبر لأن السيوف ليست سيوف الداخل وإنّما سيوف مستوردة من الخارج سيوف إقليمية لا ترحم العراق والعراقيين سيوف موغلة في الدم ولا تشبع من انهار الدم ولطالما رآها المواطن تقف حجر عثرة في في طريق الاستقرار ورجوع العراق إلى سابق عهده، ونحنُ نعجب من دكتاتور ليس بيده سلطه يحاول بشتى الطرق أن يجر السلطة المنتخبة على السير حسب رغباته ومصالحه ويتهم صاحب القرار المنصب من قبل الشعب بالدكتاتورية إنها حقاً معايير غريبة التي تجعل من بيده السلطة دكتاتوراً إذا لم يخضع إلى إراداتها، ولعلّ الناس شاهدة كيف تم إقصاء الجعفري من منصبه لأنه لم يخضع لأجندات البعض فالتهم الدكتاتورية والشوفينية سيف حاضر لمن لا يطبع بينما لا يتورع هؤلاء أعلنوا بأن مصلحتهم هي العليا ولا شيء يعلوها والذي يرفض ما نقوله، فالحقيقة تكمن في التنازل والاحتكام إلى العقل والمنطق وتقديم التنازلات، وأظن أن الشعب سوف لن ينسى من يضحي من اجله وكذلك لا ينسى الأبطال الذي يصنعون مجده، ويجب أن لا يعتقد أحدا أن الناس لا يفهمون ما يجرى وإنه يسهل خداعهم، وواهم من يعتقد ذلك وان التنازل لمصلحتهم، فلا أهميّة وقيمة لسياسي يعبد مصالحه الخاصة ومصلحة فئته ومن لا يقبل فليقلب صفحات التاريخ ويحصي عدد الملعونين بين طياتها.