عانى الشعب العراقي من معضلة تدهور الطاقة الكهربائية والأنقطاع المستمر منذ زمن بعيد خلال حكم الطاغية صدام, وبالأخص بعد الحرب الخليج عام ١٩٩١ جراء القصف الصاروخي على البنى التحتية لتوزيع الطاقة الكهربائية في العراق, والمأساة مستمرة ولحد وقتنا هذا، فبعد سقوط النظام في بغداد عام ٢٠٠٣ ودخول القوات الأمريكية المحتلة والمعاناة مستمرة في تدهورعمل وزارة الكهرباء ولم تشهد حينها اي تطو، فبعد ان تشكل مجلس الحكم المؤقت والجمعية الوطنية في العراق سمعنا بوعود كثيرة حول تحسن تشغيل الطاقة الكهرباء، وبعد مرور دورتين للبرلمان العراقي اي بعد مرور اكثر من ثمان سنوات لم نرى اي تحسن ظاهر وحقيقي في تشغيل الطاقة الكهربائية بل كان مسارها من السيئ الى الأسوء، فأنقطاع التيار سابقاً كان يطبق وفق برنامج ثابت ومعروف لدى المواطن العراقي فكان يتغصصه قسرا ويرتب جدول أعماله الذي يتطلب الأنارة حول برنامج انقطاع التيار والذي كان يختلف من منطقة الى أخرى وبالتناوب, أما في محافظات الوسط والجنوب فكان المواطن لا يرى نورالكهرباء ألا في ظرف ساعة في النهار وساعة في الليل، لكن حالياً اعتقد أن البرنامج قد تمزق وشوهت صورته فقد أصبح يسير على أمزجة المدراء والمسؤولين عن توزيع الطاقة في مناطق العراق، وان اكثر المواطنين يتمنون لو كانوا باقين على النظام السابق والبرنامج السابق الذي تعودوا عليه، فما السبب يا ترى ولماذا؟؟
السبب واضح ياعزيزي القارئ فأن أنقطاع التيارالحالي اصبح متزامن مع صلاة الفجر في أغلب الأحيان في الأيام العادية .......اما في شهر رمضان فأن الأنقطاع متواعد مع مدفع الأفطار....ليس هذا فقط وانما اصبحت البيوتات العراقية تعتمد كلياً على مشغلي الموالدات الأهلية في جميع الاحياء، فأصبح رب كل عائلة يوفر راتباً شهرياً لأصحاب المولدات الخارجية، فأغلب بيوت العراقيين أشعة مصابيحها ترتجف في الليل بسبب التيار الضئيل الواصل إليها من مولدات الشوارع ( المولد الخارجي)، لأن تيار المولد الخارجي ضعيف ويتحدد بواقع لا يتجاوز عشرة امبيرات في أغلب المنازل، وهي بالتالي لا تنفعهم في قضاء امور كثيرة ومهمة في الشتاء والصيف، كتشغيل المكيفات واغلب المدافئ والأفران والمكواة واجهزة أخرى، اما العوائل الفقيرة فأن وزارة الكهرباء حكمت عليها بالأعدام فأنهم يعيشون في ظلام دامس ومستمر لأن معيلوهم لا يمتلكون سوى ما يعينهم على المأكل والمشرب ناهيك عن حرمانهم من التمتع بامور الحياة الأخرى على عكس مسؤوليهم في سلطة الدولة فأن بيوتهم مضاءة في النهارو الليل...
وعن مصادر خبرية بينت ان مييزانية وزارة الكهرباء بلغت ٣٧ مليار دولار منذ عام ٢٠٠٣ وان ١٦ مليار منها تشغيلية اما المتبقي صرف على مشاريع الوزارة الفاشلة والحمد لله، ونلفت الأنتباه الى ان الموازنة الأستثمارية والبالغة ٢١ مليار فمنها ٧ مليارات محجوزة لدى صندوق تنمية العراق dfi في واشنطن، وان المتبقي من الموازنة الأستثمارية البالغ ١٤ مليار صرف في العقود الواهية التي ابرمتها الوزارة لتنفيذ مشاريع محطات الأنتاج وخطوط نقل الطاقة ومحطات شبكات التوزيع ومبالغ اخرى صرفت لصيانة واعادة تأهيل الوحدات التوليدية وخطوط النقل وشبكات التوزيع، وبينت لجان النفط والطاقة البرلمانية في ٢٢ تموز ٢٠١٢ عن تقديمها طلبا لرئاسة مجلس النواب بأستجواب وزير الكهرباء عبد الكريم عفتان بسبب اتهامات تتعلق بضعف الأداء والأخلال بالوعود السابقة حول تحسين مستوى الطاقة في العراق، وكما خصص مجلس الوزراء ٢ تريليون دينار لمشاريع وزارة الكهرباء ضمن الموازنة التكميلية التي اقرها ضمن العام الحالي ٢٠١٢ والبالغة اكثر من عشرة تريليونات دينار، وكما اكدت وزارة الكهرباء في ٢٨ ايار ٢٠١٢ على انهاء ازمة الكهرباء بحلول عام ٢٠١٣، فالمتوقع من هذه الوعود بأنها ستكون لاحقة كسابقاتها من الوعود الواهية التي أطلقها المسؤولين فلم ير الشعب العراقي سوى الخيبة وعدم التنفيذ بل العكس ازداد انقطاع التيار الكهربائي الى نحو عشرين ساعة في اليوم الواحد.
ماشاء الله نبارك لكم ايها العراقيون النشامى على حكومتكم الغراء التي لايبالي حكامها برعيتهم ؟؟ فهم يطبقون مقولة (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ))
فأين دور وزارة الكهرباء وأين دور السلطات الحكومية في تحقيق الخدمات والرفاهية للشعب العراقي الذي قضى أكثر لياليه في ظلام دامس.
والسؤال موجه إلى الحكام أصحاب الكراسي وأعضاء البرلمان العراقي؟ المفروض عليهم بأن يكونوا وكلاء عن الشعب وعليهم ان يبحثوا عن حقوقه ويطبقوها على ارض الواقع ,,,
هل لياليكم مظلمة كباقي أبناء الشعب العراقي؟؟
هل اطفالكم يعانون من الظلام الدامس أثناء الأنقطاع في الليل كباقي الأطفال الفقراء؟؟
هل صيفكم حار ومهلك كصيف العراقيين ؟؟
وهل شتائكم بارد كبرودة شتاء الأبرياء؟؟
الجواب : بالتأكيد لا....فيتوجب على وزير الكهرباء والمسؤولين في وزارة الكهرباء الشعور بمعاناة الشعب الذي انتخبهم ووضعهم في مناصب عليا في الدولة فعليهم الشعور بما يشعره الشعب، فهذه مسؤولية كبيرة تقع على كاهله وهم محاسبون امام الله اولا وأمام الشعب ثانياً فعليهم ان يخدموا شعبهم ..لا أن يقوم الشعب بخدمتهم ..
فأذا كان هؤلاء الرؤساء والمسؤولين يريدون مرضاة الله فيجب عليهم أن يسارعوا بحلحلة الأزمة التي اصبحت ازلية والتخطيط بوضع خطة ناجحة تؤمن إيصال الكهرباء الى جميع البيوت العراقية وفي كافة محافظاته ، والسير على خطى سليمة توصلهم الى استثمار المشاريع ووضع الأستراتيجيات التي تعالج المشكلة وتقتلعها من الجذور والعمل على جعل ليالي العراق مشرقة ومنيرة بأضواء ساطعة في الليل والنهار تشرق بها وجوههم وترسم البسمة على شفاه الأطفال الفقراء... والسلام