هذا الرجل مع كثرة المتتبعين لعثراته لم يستطع احد ان يجد عنده منطقة رخوة لينفذ منها، مع ان القاعدة تقول ان من يتكلم كثيرا يخطئ كثيرا، اعرف شخصا لا يحب عمار الحكيم ولا يطيق سماع اسمه جمعتني الصدفة به فجاد بما يجول بخلده بعد اول سيجارة دخناها معا، قال انا شيعي ومن اتباع اهل البيت لكني لا احب بعض المعممين ( لم يذكر من هذا البعض الا عمار الحكيم).
لم اسأله عن السبب لكنه استرسل في حديثه حتى فهمت من نبرة كلامه انه يختلف فقهيا مع آل الحكيم، حاولت ان اعرف سبب كرهه لعمار الحكيم دون ان اسأله فاستخدمت طريقة خبيثة وهي ان اجاريه فيما يريد حتى اصل لما اريد، قلت له لا اعرف لماذا تستمع الناس لحديث عمار الحكيم رغم انه طويل وممل، نظر الي بامتعاض وقال : ما انصفت الرجل لم أشأ ان يكشفني فقلت انه كثير الكلام وطريقته لا تعجبني فلم يكن منه الا ان نظر الي شزرا فقال : لست احبه لكنك تتحدث عن رجل ليس عمار الحكيم.
فقلت : وكيف ذلك؟ فقال : نعم انا لا احب عمار الحكيم لكنني من اكثر الناس متابعة لما يقول وما يفعل ، ولا اذكر مرة انني احسست بالملل وانا استمع لحديثه ، ان له حديث تعتقد وانت تسمعه انه خطبة مكتوبة او خطابا نظمه عالم جليل، انا لا احبه لكنه رجل مفوه ، كلامه يؤثر في الناس ويجعلهم يصغون الى ما يقول شاءوا ام ابوا، وقبل ان يختم حديثه قال لي بغضب ربما كرهك له جعلك لا تسمع ما يقول او ربما تسمع ولا تفهم، فقلت ربما لكنني اريد ان اعرف لما تكرهه اذن ؟ حينها اطرق برأسه وقال لا اعرف، ربما لانه افضل الموجودين وانا لا اريد له ان يكون كذلك ! .
بعض الناس تكره بلا سبب واخرون يحبون بلا سبب وكلا الطرفين سيحرجون يوما ما لانهم كرهوا بلاسبب واحبوا بلا سبب.