وأخيرا أضاءت شمس حكومة عراقية جديدة كانت بسبب ظروف مرت بها قد انخسفت وانكسفت لأشهر عدة انتظرها العراقيون بفارغ من الصبر والترقب حتى كادوا لا يصدقون أن الحكومة تجمعت ولكنهم بعد توفيق الله وحرص المخلصين ايقنوا أنها تلملمت وتشكلت واجتمعت ولكن بوضع علامات استفهام كثيرة قطعتها كلمة واحدة إنها حكومة توافقية إرضائية ومصطلحات قريبة لهذه تتردد على ألسنة الإعلام يوميا بل أن الأمر ذهب أكثر من ذلك فقد ظهرت التخوفات حتى على لسان دولة رئيس مجلس الوزراء نفسه وبعض السياسيين الكبار وهذا حقهم وسمعناها اليوم من بعض ائمة الجمعة ووكلاء المراجع الدينية والذي يُخيفني حقيقة وأحب أن اقف عنده هو أمران:
الامر الأول خشيتي وتخوفي ان نرجع إلى المربع الأول وهو أن الجميع قد شاركوا في الحكومة واخذوا نصيبهم وبالوقت نفسه سوف يقول بعض الناس ممن اخذ المناصب أن تمثيلي في الحكومة لم يكن في المستوى المطلوب!!!! وهذا ما صرحت به أكثر من كتلة سياسية لها نواب في البرلمان!!! ووزراء في الحكومة الجديدة !!ونظرة واحدة ثاقبة الى شريط الفضائيات يؤكد لك صحة ودقة ما اقول وهنا أعتبر ان هذا الفأل تنصُل وهروب عن حمل المسؤولية الوطنية والشرعية هذا من جهة ومن جهة اخرى ان الوزراء الجدد لابد ان نحسن الظن بهم وندفع بالسبل لإنجاحهم وتسديد اعمالهم .
اما الامر الثاني اذا كانت هذه الحكومة بهذا الضعف وهذا الترهل الذي فهمه ابناء الشعب العراقي من خلال متابعته لتشكيل الحكومة فكيف تواجه التحديات الداخلية والخارجية والمؤامرات الليلية والنهارية والمصائب الشتوية والصيفية والقضايا الارهابية والاجرامية كيف تستطيع هذه الحكومة ان تواجه ملف الفساد المالي والإداري الذي نَخَرَ عضد الدولة الجديدة وجعلنا شماتةً للأعداء وحلقات تُبث على الفضائيات للسب واللعن لمن عمل في إدارة العراق الجديد.
هذان الملفان أو الأمران يجب علينا جميعا كعراقيين مخلصين ان نضعهما نصب اعييننا لإنقاذ البلاد والعباد لإنقاذ العراق ومشروعه الوطني الجديد من التصدع وإنقاذ الشعب العراقي من التمزق كنت اتمنى ان نخرج لأبناء الشعب العراقي لنبشرهم بعد نهاية كسوف شمس الحكومة لنقول لهم بأننا مستعدون لبناء العراق والوقوف أمام التحديات ورفع معانتكم ايها الشعب المسكين وعلى كل المستويات وان جهدكم وتضحياتكم وصبركم لن يذهب سدا ومع كل هذا فإني لازلت متفائلا بأن العراق وشعبه بخير وهو قادر على ان يتعدى هذه الصعاب ووزرائه سوف يتحملون المسؤولية بأمانة ووعي وطني وآخر ما يخطه قلمي هو ان نتقدم للشعب العراقي بخالص التبريكات والتهاني على تشكيل حكومته الجديدة وتبا لكل من يريد ان يعبث بأمن العراق واستقراره.