بقلم:فائز التميمي.
في عام ١٩٨٥م كنت في حديث مع مستبصر من عائلة عراقية متعصبة قوميا وهم نتاج التربية العسكرية القومية للعصر العثماني فقال لي عند حصول الحرب العراقية الإيرانية كنت مهندس أعمل في إحدى الدوائر وبدأ إرسال الشاحنات المدنية لخدمة الحرب فكان السواق يتهربون فكنت أعتقد وجزء من تربيتي أن هولاء خونة وإن هذه الحرب مقدسة ضد الفرس المجوس!! فكنتُ أعاقبهم أشد العقاب إذا تقاعسوا عن الذهاب الى الجبهات.
بدأت بهذه المقدمة لأقول أن سفيرنا في السعودية هو من نتاج تلك التربية الخاطئة للقوميين العراقيين والذين سيطروا على الساحة الثقافية لأخواننا أهل السنة وصاروا هم من يقرر لهم من العدو ومن الصديق ولذلك فإن من معتقداتهم أن العراقيين الشيعة هم عجم لذلك قاموا بتسفيرهم وإضطهادهم..الخ. فكيف نطلب من السفير المؤدلج قوميا عربيا أن يطالب السعودية بالإفراج عن عجم وقعوا في أيديها.ألم يطلب عبد السلام عارف الوحدة من عبد الناصر فقال له عبد الناصر: ومشكلة الشيعة،فقال: أقلية فإلتفت الى فؤاد الركابي وكان لاجئاً في مصر كم نسبة الشيعة في العراق!!.
المفارقات الأخرى:
(١) ليس أي من موظفي السفارة العراقية في السعودية هو من الشيعة .
(٢) لو فتحت السعودية سفارتها في العراق فلن يكون أي من موظفيها من الشيعة.
لماذا نبقي سفارة صامتة كتمثال أبي الهول أو سفيراً لايؤمن بأكثر من ٦٠% من ساكني العراق على أنهم عراقيين.وقد لا تصدقون أن سفارتنا في السعودية تنصح الحكومة السعودية بعدم إعادة العلاقات مع العراق.وهنالك سابقة لما أرسل قاسم صديق شنشل وهو من خريج مدرسة القوميين العثمانيين وسأله ناصر عن الحكم في العراق فقال مقولته : يحكم العراق إثنان واحد نص عاقل والآخر نص مجنون!! وزير في حكومة قاسم يشنع على حكومته بمثل هذه الأقوال فلا أستبعد بل أجزم أن هنالك مسؤولين عراقيين يحرضون السعودية بشن حرب إرهاب على العراق.!!
وليس الذنب ذنب السفير وإنما ذنب الموقف المتراخي من قضية العراقيين وتعامل السعودية معهم.
