خطاب ومؤتمر وحديث للنسيان

ولنقرأ بعض هذه التناقضات انه لايوجد فساد في صفقة الاسلحة الروسية وهو بطبيعة الحال خطاب الحكومة وانها صاحبة الانجاز وانها لاياتيها الخطأ من بين ايديها ولا من خلفها لكن وفي عرض الاجابة والتوضيح عن اسباب اقالة او قبول استقالة الناطق باسم الحكومة علي الدباغ انها كانت لوجود شبهة فساد في تلك الصفقة  ٠
تناقض ثاني فالحديث عن استقلال القضاء والفصل بين السلطات واحترام القانون  كان من مميزات وادبيات وابجديات وعنوان احاديث دولة رئيس الوزراء وهذا مالا يصعب متابعته ولا يجد المتتبع أي مشكلة في ان يورد له امثلة من خلال كم وسيل الخطابات واللقاءات التلفزيونية والمؤتمرات الصحفية والبرنامج الذي وضعه لدولة القانون والشعار الذي رفع طوال الفترة الماضية ومنذ انتخابات مجالس المحافظات السابقة الا انه وفي حديثه عن قضية البنك المركزي وما كان يحدث فيه من فساد وتغطية ومحاباة نجد بانه يقوم بنفسه بقيادة وحدة عسكرية للقبض على سنان الشبيبي وهو خروج عن كل عرف وكل قانون وتجاوز لكل السلطات وخاصة القضائية ومع ذلك فانه يؤكد بان العملية لم تنجح مما يشكل عنده مراره وحسرة يريد ان تبث وتنعكس على الجمهور والمتلقي  ٠ تناقض اخر يدرجه ويظهره ذلك المؤتمر الصحفي  فحديث رئيس الوزراء عن المعتقلين وبانه تكلم مع اثنين منهم وبانهم يشتكون بعدم التحقيق معهم او ادانتهم او معرفة تهمتهم لمدة ستة اشهر فلا ادري ماذا اراد رئيس الوزراء اما معتقلين او غير معتقلين اما مدانين او غير مذنبين اما محتجزين او غير محتجزين ومع معرفته بامرهم ومعاناتهم فيجب عليه ان يكون من اول المنتصرين لهم خاصة وانه يعلم بان هذا الاجراء مخالف للقانون وهو احرص الناس على تطبيق القانون ٠
اما التناقض الاخر فهو الحديث عن وجود فساد في لجنة النزاهة  النيابية  وهو ما يدمي القلب ويحول الامور الى اختلاط ومزج وشبك بحيث تتحول الامور الى تثقيف واعطاء صورة مشوهة وغير سوية للتجربة العراقية بانها موبوءة خاصة اذا كان رئيس اعلى سلطة تنفيذية ممثلة برئيس الوزراء هو من يصدر هذه الصورة وهو من يتكلم بهذه اللغة فلماذا ضرب السلطات الثلاث وخلط اوراقها واقحامها في معركة لااعتقد بانك خرج عنها ومن معاناتها ومن تبعاتها ٠
ومن يرد ان ينتصر بهكذا معركة فعليه ان  يستهدف اساس التجربة لانه يعلم اعداءه ويعلم من يريد به الشر من الذي يريد له الخير وهو يمثل البلد يمثل العراق ٠ اما طبيعة الخطاب فلا نعلم اهو  موجه نحو   الشركاء ام المعارضين على الاعداء ام على الاصدقاء ٠
وهل يمكن بهذا الخطاب ان تبنى دولة او تسير عملية سياسية الى بر الامان هل تستطيع أي سلطة ان تتحرك في اطارها ومساحتها واجواءها الطبيعية حتى السلطة التنفيذية والتي يتراسها رئيس الوزراء نوري المالكي لان هذا الخطاب يوجب ان تكون له ردود فعل  وان لم تكن هنالك ردود فعل فيجب ان تكون له تفسيرات وان تكون له مصاديق وان يكون للمشاكل حلول فاين الحلول سيدي يار ئيس الوزراء ٠
كنتم في هذه المرة خارج النص وما هكذا تسير الامور ولا تدار الدولة فما ان نكون رجال دولة واصحاب مشروع واما ان نبقى في دائرة الفعل وردة الفعل وان نقول هنا انتهى بنا المطاف ٠
سيدي رئيس الوزراء كنت دائما صاحب خطاب  مميز لغة جميلة لم تغب عنك اللياقة وحسن التصرف فماذا حدث في هذا الخطاب  فعذرا ان استخدام بعض الالفاظ لايليق بكم وان رفع النبرة بالتهديد والوعيد الاشارة بالهمز واللمز لايخرجكم من دائرة المسؤولية كما انه لايدخلك دائرة الاضواء وانت فيها ولاتحتاج اكثر من كل هذه الاضواء التي تحيط بك صوتك وحجمك اكبر ولا نزلنا نظن بك خيرا ونتمنى ان يكون هذا الخطاب للتصرف والتحرك نحو اثبات الوجود الفاعل الخادم للشعب لا لتاسيس واقع جديد اسمه التناقض والخروج عن المالوف ولا اعتقد بانك بحاجة الى الرقيب اللغوي ولا نتمنى بان تخضع خطاباتكم وكلماتكم الى مقص الرقيب لكي لاتجرح ابناء شعبك ٠
وان كنت تعتقد انهم مخطئون باختيارهم اشخاصا كعلاوي والبارزاني وطالباني اوتيارات اخرى كالصدريين والمجلس الاعلى وغيرهم لتمثيلهم فعليك ان تحترم هذا الاختيار  فوصف من تختلف معه بهذه الاوصاف وارسال الرسائل غير المألوفة بهذه الطريقة يحتاج الى مراجعة لئلا تكرر اخطاء مرحلة مضت لانود تكرارها بل نرفضه رفضا قاطعا وعندما نقول هذا الكلام لك ولغيرك فأننا نعتقد انك وهم تحتاجون سماع هذا الكلام الصادق قبل ان تعتاد اذنيك سماع كلمات المداحين الذين سيصورنك في يوم ما بصورة اله لايخطىء وليس من جنس البشر الخطاء بطبعه وميوله .