هل هو تابع للخارجية المصرية أم أنها تابعة له، أم أنه مؤسسة حرة مستقلة ذات سيادة تدير شئون البلاد وترسل الرسائل للإدارة الأمريكية وتضع الخطوط الرئيسية للسياسة الخارجية المصرية من داخل أروقة الأزهر بالتنسيق مع أصدقائه في .... بينما كنت أتصفح موقع الأزهر لقراءة نص البيان الذي أصدره الشيخ تضامنا مع داعش والذي دعا فيه (لوقف المجازر "التي تتعرض لها داعش"، كما طالب الحكومة العراقية و"من وصفهم" بالمرجعيات الدينية المعتدلة بإدانة مثل هذه الاعتداءات بشكل واضح، والتدخل الفوري لوقفها وضمان عدم تكرارها)، لفت نظري خبر لقائه مع السفير الأمريكي في القاهرة، حيث (ندَّد فضيلته بالانفتاح الأمريكي على بعض القوى الإقليمية التي ترغب في التمدد في المنطقة، حيث عملت هذه القوى على ضرب الاستقرار في العراق وسوريا واليمن، من أجل تنفيذ مشاريع وأجندات خاصة بها على حساب شعوب هذه الدول، وهو ما يؤدي إلى تغذية الإرهاب في المنطقة وزعزعة استقرارها). كم هو بديع ذلك المنطق الذي يضع فيه الشيخ نعله فوق رؤوس الجميع مصنفا إياهم لمتطرفين (لا يقبل سماحته منهم صرفا ولا عدلا) ومعتدلين، مطابقين للمواصفات، يوجه نداءه إليهم، وطبعا فصديقه السفير الأمريكي هو من النوع الثاني!!. نفهم أن يذهب نتن ياهوو لمخاطبة الكونجرس الأمريكي مطالبا إياه بالوقوف في مواجهة الاتفاق النووي بين إيران والخمسة + واحد، إنما يستعصي علينا أن نستوعب أو نفسر كيف يمكن لشيخ الأزهر – الذي يزعم أنه لا يتدخل في السياسة- أن يتقدم بذات الطلب للسفير الأمريكي مصحوبا بابتسامة بريئة وادعاءات عريضة عن وحدة المسلمين وتضامنهم!!. ما شأنك أيها الشيخ بمفاوضات إيران مع القوى الإمبريالية وهل موقفك هذا يعبر عن السياسة المصرية التي تؤيد التوصل لاتفاق يجنب المنطقة ويلات الحروب التي اصطلى الجميع بنارها؟!، أم أنه يعبر عن سياسة دول أخرى يحبها الشيخ أكثر من نفسه؟!. ألم يكن من الواجب على الشيخ باعتباره خطيبا مفوها أن يتوجه مباشرة ليطالب الكونجرس الأمريكي (بوقف الانفتاح على تلك القوى التي ترغب في التمدد في المنطقة) دون إذنه ودون إذن السعودية، بدلا من توجيه الرسالة عبر سفير أمريكا في القاهرة، رغم أنه وعده وعدا جازما بالقيام بهذه المهمة؟!. الشيخ ما يزال متخندقا في نفس الخندق الذي يقف فيه النظام السعودي الذي بارك غزو العراق ظنا منه أن الغزوة التالية ستكون ضد إيران إلا أن الله خيب آمالهم وأضاع حظهم من الدين والدنيا وهاهم يعيشون حال الخوف والجزع من مواجهة المستقبل الآتي حتما بما لا يشتهون. يتغافل الشيخ عن أصل الإرهاب ومؤسسيه بل ويحاول جاهدا أن يبرر له زاعما أن (مشاريع "إيران" وأجنداتها في الدول العربية هو ما يؤدي إلى تغذية الإرهاب في المنطقة وزعزعة استقرارها)، أي أن الإرهاب الداعشي عمل مبرر ودفاع مشروع عن النفس في مواجهة (إيران وأجنداتها)!!. أما عن بيانه المؤيد لداعش والمندد بالحشد الشعبي العراقي فلا نرى له قيمة على الإطلاق لأن ما ورد فيه من (معلومات) لا تعدو كونها تجميعا لما ورد في وسائل الإعلام السعودية والقطرية من دعايات تحريضية طائفية كريهة قامت ببثها قبل أن يكون هناك هجوم وحتى قبل أن تقترب القوات العراقية من مناطق داعش (رضي الله عنها) بعشرات الكيلومترات. نفهم أن يصدر الشيخ بيانا تضامنيا مع داعش كونه لا يتابع الأخبار وينام مباشرة بعد نشرة أخبار التاسعة ولا يعرف إلا ما يصله من صديقه محمد عمارة والنابغة عباس شومان، إلا أن المعضلة التي لا نجد لها شرحا ولا تفسيرا أن تكون مواقف الشيخ صورة طبق الأصل من مواقف نتن يا هوووووووووه. يروي ابن جرير الطبري أن عثمان بن عفان لما تفاقمت الأزمة جمع مستشاريه ومن ضمنهم عمرو بن العاص الذي قال له (يا أمير المؤمنين إنك ركبت الناس ببني أمية فقلت وقالوا وزغت وزاغوا فاعتدل أو اعتزل). أيها الشيخ: اعتدل أو اعتزل.