وصف قيادي في المجلس الإسلامي الأعلى، الجمعة، الأحداث التي جرت في تونس في مصر بـ"الالتهاب الشعبي لطلب التغيير"، مؤكدا أن ما يحصل حاليا هو صحوة عربية وإسلامية، لأن مطالب الشعوب العربية باتت واضحة ومكشوفة أمام الجميع.
وقال صدر الدين القبانجي في خطبة صلاة الجمعة داخل الحسينية الفاطمية في النجف، إن "تحرك الشعب التونسي امتد ليشمل بقية الشعوب العربية، حيث انتقل الآن إلى مصر، كما أن الوضع في اليمن يشهد التهابا هو الآخر، والجميع يطالب بالتغيير السياسي"، لافتاً إلى أن "دولاً أخرى مثل ليبيا والجزائر والمغرب تعيش الآن حالة إنذار قصوى خشية انتقال الالتهاب إليها".
ووصف القبانجي ما يحصل في الدول العربية بأنه "انتفاضة شعب كامل بوجه حكومة، الأمر الذي يختلف عما حصل في إيران العام الماضي، والذي كان خلاف فئة من شعب واحد مع فئة أخرى لها رأي مختلف"، مبيناً أن "الحكومات العربية تشمتت بإيران سابقاً والآن دارت الدائرة عليها"، على حد تعبيره.
وتابع قائلا إن "ما يحصل حاليا عبارة عن صحوة عربية وإسلامية ونهوض شعبي، لأن مطالب الشعوب العربية باتت واضحة ومكشوفة أمام الجميع"، مشيراً إلى أن "الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لم يقاوم الالتهاب الشعبي لأكثر من شهر ليهرب من البلاد".
يذكر أن تونس شهدت انتفاضة شعبية عارمة واسعة النطاق انطلقت من مدينة سوسة إلى جميع أنحاء البلاد تنديدا بالبطالة والفساد أسفرت عن الإطاحة برئيس الجمهورية التونسية زين العبدين بن علي الذي حكم البلاد على مدى ٢٣ عاما، في حدث وصفه المراقبون أنه بث الجرأة لدى حركات المعارضة العربية والمواطنين العاديين، ليتحدوا حكومات أكثر رسوخا في الحكم في شتى أنحاء الشرق الأوسط ودأبت على انتقال السلطة وفقا لنسق محكم التدبير.
وكان بن علي حكم تونس منذ الانقلاب الأبيض الذي قام به في العام ١٩٨٧ وأطاح فيه بسلفه الحبيب بورقيبة، وأعيد انتخابه في العام ٢٠٠٩ لولاية رئاسية خامسة.
وعلى الرغم من قرار بن علي حل الحكومة والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، دفعت الصدامات العنيفة التي شهدتها العاصمة التونسية ومدنا أخرى، ببن علي، الذي تصفه المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان بـ"الديكتاتور"، إلى مغادرة البلاد واللجوء إلى السعودية بعدما رفضت دول مثل فرنسا ومالطا استقباله، وهو أول زعيم عربي تطيح به انتفاضة شعبية.