النجف الأشرف- حازم خوير
وصف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف التحول في الشارع العربي بانه تحول حقيقي ينبئ عن وعي الشعوب وإرادتها وإسلاميتها. وأشار في معرض حديثه حول محور أحداث العالم العربي خلال خطبة صلاة الجمعة في الحسينية الفاطمية الكبرى بالنجف الأشرف ان هذا التحول امتاز بظاهرتين هما:
١- الحركة الجماهيرية بمختلف طبقات المجتمع وخاصة الشباب.
٢- سقوط الأنظمة وتهاوي عروشها بسرعة.
مؤكداً ان هذا الأمر حدث في العراق عام١٩٩١م حين حررت أربعة عشر محافظة في حركة جماهيرية لكنهم لم يصلوا للحكم بسبب ان الدول الكبرى حينئذٍ كانت تقوم بإسناد الطغاة ،واشار الى انه توجد اليوم رؤيتين حول ما يجري في العالم العربي هما:
١- ان المسبب لهذا التحول هو أمريكا والدول الكبرى.
٢- ان هذا التحرك حقيقي وشعبي وجماهيري وقد غيرت الدول الكبرى من سياستها التي كانت قمع الجماهير والتعتيم الإعلامي الكامل.
إلى ذلك أكد إمام جمعة النجف ان العالم اليوم أدرك ان سياستهم فشلت وإنها لا يمكن ان تنهي حركة الشعوب والحرية وان الاسلام أعطاهم هذا التحرر وقال: قبيل مجيء أوباما للحكم قرروا التعامل بطريقة أخرى بأن قام أوباما بزيارة مصر وقراءته لبضع آيات من القرآن الكريم وأكد ان سياستهم ستتبدل تجاه العالم الإسلامي.
في الصعيد نفسه وصف سماحة السيد القبانجي تغيير السياسات تجاه العالم الإسلامي بالخدعة وان هذه الحركة الجماهيرية ليست مخططاً أمريكيا بل صحوة شعوب حقيقية فقامت الدول الكبرى في مقابلها بركوب الموج، مشيراً إلى تصريح هيلاري كلنتون حول عدم ممانعة قدوم الاخوان المسلمين للحكم في مصر، واصفاً ذلك بأنه مناغاة للمسلمين.
وحول الموقف من هذه الأحداث في العالم العربي أكد السيد القبانجي:
- نحن نقف مع هذا التحول وتحرر إرادة الشعوب.
- الشعوب قادرة على مواصلة المشوار لتحقيق النظام الأفضل.
- الشعوب قادرة على ان تحكم نفسها بنفسها وتؤسس نظام حكم أفضل.
- قدرة الإسلام على مواجهة التحديات.
وقال: الإسلام غير مستعد لاستيراد أنظمة حكم من الخارج.
إلى ذلك أدان إمام جمعة النجف القمع والمذابح التي يمارسها النظام الليبي بحق الشعب الليبي كما أدان المذابح والقمع الذي يمارس في البحرين، وأضاف: نحن ندين ونستنكر هذه الجرائم الوحشية التي يقوم بها طغاة ليس في قلوبهم ذرة من الرحمة على شعوبهم وهم مع أعدائهم جبناء.
ونستنكر اتهام الحركات في البحرين بالطائفية كما نستنكر إهانة الشعوب كما يصفهم القذافي المجنون بالفئران وغيرها وأكد قائلاً: الشعوب ديست كرامتها لهذا غضبت لكرامتها،مضيفا ان هذه الشعوب لا تريد حكما قبليا ووراثة قبلية في الحكم بل يريد التحرر،وان الاعلام سيخسر حين يحاول جعل قضية البحرين طائفية كما تفعل بعض وسائل الاعلام.
هذا وتناول سماحته خلال الخطبة محاور أخرى هي:
الواقع العراقي: بهذا الخصوص سجل سماحته بعض النقاط بخصوص الحدث البارز والساخن وهو الاحتجاجات والمظاهرات وهي:
١- لا يشك أحد في نقص الخدمات: حيث حذر من أزمة ثقة بين الناس والمسؤولين. وأكد ان سوء الإدارة والفساد الإداري والمالي جعل الناس يكشفون عما في قلوبهم من أزمة ثقة.
٢- التفاوت الفاحش في المعيشة: حيث أكد إمام جمعة النجف إطلاقه الدعوات المتكررة خلال السنوات المنصرمة لتخفيض التفاوت، واصفاً كل هذه النقاط بأنها عوامل خصبة لقيام المظاهرات، وأضاف: هناك محاولات لركوب الموج ومحاولات استفادة سياسية من الاحتجاجات ومحاولات لإسقاط المشروع العراقي نحذر منها مؤكداً بقوله: نحن مع مبادرة ان ينزل الوزراء والنواب إلى الشارع ومعايشة الناس ولا نريد إسقاط هذا النظام السياسي ولكن نريد إصلاح الخراب.
وخاطب المسؤولين قائلاً: لابد من حلول سريعة وآنية والتي أكد انها ممكنة في قطاع الكهرباء والبطاقة التموينية والخدمات، كما شدد على ضرورة محاسبة المقصرين، وعدم خداع الناس واحترامهم وعدم اهانتهم.
٣- الاتفاقية الأمنية: إمام جمعة النجف بهذا الخصوص وبعد ان أشار إلى وجود محاولات باتجاه الضغط لتمديد بقاء القوات الأجنبية في العراق، قال مشدداً: نحن نرفض تمديد الاتفاقية الأمنية ونرفض بقاء القوات الأمريكية في العراق، مؤكداً انه في عام ٢٠١١م لا تسمح الاتفاقية الأمنية ببقاء تلك القوات وأضاف: نحن مع رحيل القوات الأمريكية وليس مع بقائها ولا نشك في قدرة العراق والعراقيين على إدارة البلاد.
هذا وكان سماحته قد تناول في الخطبة الدينية موضوعة التقوى وفي مقابلها الجبابرة وما للمتقين من حسن مآب وللطغاة شرّ مآب وذلك بموجب الآيات القرآنية الشريفة وروايات وأحاديث أئمة أهل البيت(عليهم السلام).