استبشر العرب خيرا بعد ان هبت نسائم الربيع العربي على ارجاء الوطن المبتلى بأنظمة دكتاتورية وشعوبا استكانية،ومع تساقطات العروش المورثة بلا وجه حق لأحفاد قابيل المثخنين بشهوة الدمار ولذة امتصاص الدماء ارتدت بعض الابواق المأجورة عن ميثاق الشرف الاعلامي و اتخذت من المواقع الالكترونية والصحف والفضائيات منصات انطلاق نحو تحويل هذا الربيع المورق المبهاج خريفا يابس الاشجار موحش الاجواء .
وكما هو ديدن التاريخ الارتدادي العربي عصفت رياح (التخايس)الاعلامي متجهة من شبه جزيرة العرب التي يهدف حكامها الى ان تبقى ( مخرفة ومتخرفة) متباعدة عن زهو التحولات العربية الجذرية في تحقيق التحرر الانساني بمناى عن سلطة وسطوة العوائل المالكة، وانطلقت ابواق تلك الانظمة الحاكمة بأبدية الابادة والتكالب تعوي في ارجاء مملكاتهم المتهاوية والمتآكلة بدودة ارضة مصيرهم القادم وبدأت بورصة التشهير (اللااعلامي) تصعد من اسهم ظلاميهم الهابطة ، وتسعى لإسقاط اسهم زعامات مشطت تضحياتها دروب التحرر والاستقلال بشرف العطاء وطهر الدماء،الا ان هذه المرة – وبغباء مقذع - ساقتهم تلك الاقلام نحو هاوية انحطاطهم التي مهما ابتعدوا عنها لن يجدوا انفسهم الا على حافتها.
عكاظ مؤسسة إدعت إعلاما مستقلا وهي مأجورة من الوريد الى الوريد، هذه المؤسسة وبصحيفتها اليومية تستل سيوفا مبتورة تحارب بها انجازات وطنية راسخة الاقدام في بلدانها ومثمرة الاغصان في اقاليمها ومتألقة الاشراق في دولياتها ، انها تسعى (بأنصاف السنة ) للنيل من صوت الحق الهادر، قد يبدو الامر (فوبيا اعلامية)تقودها تلك المؤسسة كغيرها من اشباه الاعلاميات لتشتيت الوعي العربي الذي تشكل في غفلة من قمع واستبداد مؤسسات التخويف والتزلف الحكوماتي ، الا ان من يدقق النظر ويعيده كرتين في ذلك الخطاب (العكاظي) يتيقن بيسر وسهولة ان ما يكتب في هكذا صحف ب(نصف لسان) ظاهره مواطنة زائفة وباطنه تبعية واضحة لبلاط الظلم والجبروت المتبجح بلسان كامل او قل بأكثر من لسان.
نصيحة قد تبدو( عكاظ ) غافلة عنها وهي تنمق تهم باطلة ، وتمتشق سيوفا عاطلة نتقدم بها ( قربة لله) ياعكاظ الشر دعك من انباء زائفة وابواق سافلة وتتبعي اعداد(العرب) ممن قتلوا على ايدي قواتك الامنية التي تكتمت عن صهريج لم ينفجر – كما زعمتم- قتلهم تلك القوات في ازمان متوالية وأماكن مختلفة من الوطن العربي كالعراق والبحرين وسوريا وغيرها من البلدان التي سعيتم لزرع الفتنة والقلائل فيها، كما ان باب التوبة الاعلامية لم يزل مفتوحا لمن يريد ان يمارس عمله بشرف ومصداقية وجدية.