إن أغلب المفاهيم الانسانية المتعارف عليها قد سقنا معانيها لانفسنا,فقلبناها وخالفنا إتساقها المنطقي, أما متعمدين وأما متغافلين,فان كنا متعمدين فذلك ضرب من الشذوذ بسبب عوامل عديدة أبرزها معانات إجتماعية وحرمان سياسي وإقتصادي على المستوى العام ,وإن كنا متغافلين فهو ضرب من الجهل بل هو الجهل بعينه ,ولاتكاد أمة تخلو منه ولكن عندنا جهل مطبق عيني معروف نشاهده كل يوم,واليكم مثال لمانذهب اليه, فالارهاب نسميه جهاد ومايحدث من جريان الدم اليومي بسبب القتل الجماعي وجرائم يندى لها الجبين وسحل وذبح شمل كل بقاع أرض العرب نسميه (بالربيع العربي) فهل سمعتم بربيع غير الارض الخضراء والورود والبلابل تتغني بين الاغصان!!وينابيع المياه المتدفقة وسط المشاهد الخضراء الغناء,ولكن مانشاهده من ذبح الناس الابرياء في كل أمصار العرب, مدنهم بشوارعها ,وازقتها, وأريافهم بحقولها وسواحلهم,وعلى ضفاف أنهارهم وجبالهم ووديانهم,لم يعد ينكرذلك حتى لقد تفرج علينا العالم من كل أرض المعمورة ,ينظرون الينا وكأننا شعوبا جاهلةلاتساوي شيئا غير إنتاجنا البترولي فقط !!,فلا كرامة ولاإعتبار لنا في هذا الوجود بين البشر سوى إننا مستهلكين نعتاش على ماتنتجه الشعوب الاخرى.
وعلى الاقل كانت شعوبنا قد نهضت في الستينات على أمل إنها تخلصت من أتون الاستعمار,وكان لها من يؤازرها وتجد من يدعم ويسند قضاياها من سلاح ومواقف في المحافل الدولية لتحرير شعوبنا من الاستعمار ومخلفاته ,وصولا لقضية فلسطين وماحفلت به بزخم من الدعم الدولي مؤاسيا ومؤيدا لاحتضان الشعب المشرد والحد من معاناته وإجبار المجتمع الدولي إنقاذه مما سوف ينعكس عليه وعلى شعوب المنطقة من تذمر ضد الغرب وأمريكا وإسرئيل التي ماأقيمت الا على حسابه ,والآن بعد (التي واللتيا) وتخلي العرب أنفسهم عن أخوتهم الفلسطينيين, أصبح شعب بلا وطن, ووطن بلا هوية,!! والى الان لم يجد من يفكر بهويته التي نسيت الى الابد, فتلاشت القضية بيد عقليات مثخنة بالجهاد الكاذب المتخلف ,لترقص إسرائيل على أنغام قرقعات الاقتتال العربي العربي والفلسطيني الفلسطيني كل يدعي الجهاد... ولكن على من؟!! لاندري!!,حتى أدار الجهاد المخنث ظهره عن إسرائيل متوجها الى أخوتهم في العراق فأحدثوا المآسي اليومية بأبنائه ,مقتّلين مشرّدين الناس الابرياء من بيوتهم وبهذا قد تنازل العرب عن أخلاقهم بالصمت المطبق لاينددون, وإن نددوا فبخجل!!,وكأننا لسنامن أمة قحطان وعدنان ولسنا نتكلم لغة الضاد, ولسنا ولسنا!! فكل شيء تعطل عندهم فلاتقدم, بل رجوع الى الامام لان عجلة التقدم قد عطلت وعطب محركها لانهم حسبوها تعمل على بترولهم لابعقولهم فسقطت العقول وضاع البترول ذاهبا لمستحقيه,فليس لدى العرب الا أن أخذوا يقتلون أنفسهم بأيديهم وأيدي المستكبرين!!.
وبدأت حفلات الرقص الاسرائيلي على أشلاء قتلانا والاحداث الجارية في سوريا ومصر واليمن يوميا,بسبب إنتشاركلاب الوهابية المسعورة تقتل وتعرقل شعوبنامن التوجه للتفكيربمستقبل أجيالها,لتواكب العالم ببناء الديمقراطية ,فمايفعلوه في مدنناالعراقية على أيدي تلك الكلاب والبعثيين جعل شعبنا يكفرحتى بإسم العروبة لتي لم تنصف ضحايا تلك الكلاب تحت شعار (لاحكم بدون جريمة)وتحت شعار(حقوق الانسان)!! فأصبحت الضحية مطاردة والجاني في أمان.
وعندها تزداد أفراح بني إسرائيل يوميا إبتهاجا لتنفيذ أوامرالقتل اليومي في شوارعنا وأزقتنا حتى إنتقل وبائهم الى الشعب السوري حسب طريقة ذبح الخراف ,وبهذا فالغرب وإسرائيل شاكرين أمراء البترول والعمالة في الخليج على تمويل عمليات الذبح المقررمن الجهات العليا في البيت الابيض,لتمويل جلب الجهاديين القاعديين الوهابيين من كل بقاع الارض الى أرضنا وأرض الشام قادمة من أرض البؤس افغانستان والشيشان وغيرهما,أولئك الذين لهم مفاتيح نزوةالموت المباح المصدرة فتواه من كبارعميان الدين المنحرف وأخلاقهم المنحرفة.
ولماذا لاترقص إسرائيل وتبتهج؟ وقد عُزلَت مصر الكنانة بثقلها الثقيل ونيلها الجميل عن زعامتها العربية لتنشغل بجراحاتها المستمرة التي طعنها (الاخونجية) في خاصرتها لتحنو منشغلة تلملم جراحها النازف الذي لايحتمل منه الشفاء الا بالعودة لفرعون جديد يساوق في براعته فراعنة العصور القديمة!!,وهذا ماجعل الشعب الليبي يفكر به جليا حتى نجح برجوعه الى الحكم القبلي ليتيح لنفسه بناء معسكرات لجراثيم الوهابية القاعدية القابله على التعايش في الكهوف!!.
كيف لاترقص إسرائيل وهي تشاهد شباب شعب اليمن يتظاهر كل يوم على طالحهم ,وأفواههم مليئة بأفيونهم المهدئ (القات) لئلا يزداد عنفوان الشباب عن الحد المسموح به,وبهذا ترقص إسرائيل مليا وقد سمح لها الفكر الوهابي النابع من قرن الشيطان (السعودية)!!المصدرة إرهابها لكل بلادالعرب شرقا وغربا.. لطمئنتها بضمان إستقرارها,متصالحين ومتحابين معهاعلى موت العروبة على سرير فوق نار الحروب المستعرة أوارها ليل نهار.
فالمرارة التي نعانيها في العراق لم تعانيها شعوب العالم أبدا لاسباب متعددة معروفة للقاصي والداني,لانستطيع التخلص منها,مالم نشد الايادي بعضها ببعض,ونترك المصالح الانية والفئوية ونتصالح مع ذاتنا ,ولانترك بؤر الجهالة القادمة من مدن العبث العربي تعيث فينا فسادا,فالخبث العربي المتمثل بأمراء قطر والسعودية على وشك التلاشي,فهم قدمواأموالا طائلة للاطاحة بشعب إسمه شعب العراق,ليعرقلوا ويطفئوا إشعاعا متوهجا يقوم أبنائه بتنويره على كل الارجاء ,لذلك لايرضيهم مايحدث في العراق من مسيرة بدأت ولم تنتهي الابإكتساح إماراتهم النتنة, فإنتفاء الحاجة منهم قادم وسيصبحون أكسباير عاجلا أم آجلا.
لذلك أقول لكل من يتربص بالعرب السقوط !!,أقول لهم مهلا لاتتعجلوا فان العرب على وشك السقوط اذا لم يكونوا ساقطين!!