وعمت التظاهرات السلمية التي جاءت بعنوان "الوفاء للشهداء" ليلة اول الأمس مختلف مناطق البحرين من بينها مدينة "حمد"، "المصلى"، إسكان "جدحفص"، "دار كليب"، وغيرها. في حين انطلقت مسيرة للشموع في "السهلة الجنوبية"، وجرى حفل إهداء ختمة قرآنية لأرواح شهداء البحرين والقطيف في أكثر من منطقة منها جزيرة "النبيه صالح".
وفي "الجفير" خرجت مسيرة حاشدة بعنوان "صمودنا إباء"، أما في الماحوز فقد انطلقت مسيرة تضامنية مع الناشط رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان «نبيل رجبـ تنديدا بسجنه وذلك بمشاركة مجموعة من الحقوقيين. ولحظ مراقبون أن المسيرات باتت تشهد في الآونة الأخيرة زخماً وحشودا من رجال ونساء من مختلف الأعمار.
وزادت حدة المواجهات بين المحتجين وقوى الأمن البحريني يوم الأربعاء، فرغم سلمية المسيرات إلا أن قوات الأمن طوّقت مختلف المناطق المحتجة وقمعتها بشدة ما أدى إلى وقوع مصادمات ضاربة وعنيفة بين المحتجين والأمن، كان أعنفها أمام مركز شرطة سترة.
وقال ناشطون إن "قوات الأمن عجزت عن اقتحام إحدى الساحات في سترة وسط تماسك شبابي"، فيما تحدث آخرون عن "إصابة مباشرة لأحد عناصر الأمن". من جهة أخرى قام محتجون في أبو قوة بغلق الشارع الرئيسي في البلاد تحت عنوان "عملية كسر الحصار ٣".
وفي العكر وضعت حواجز أمام المدخل البحري للقرية، حيث أفشل المتظاهرون كمينا وضعته قوات الأمن بالقرب من ساحة النادي. وفي النعيم أغلق المحتجون التقاطع المؤدي لدوار اللؤلؤة من جهة المستشفى، كما أغلق متظاهرون في "الكورة" و"جدعلي" شارع الخدمات الحيوي.
وفي "الغريفة" هاجم محتجون قوات الأمن المتمركزة على شارع الميناء، في حين أغلق أحد الشوارع الرئيسة في دار كليب بالإطارات المشتعلة استنكارا لاستمرار المداهمات على البلاد القديم والعكر. كما أغلق متظاهرون من "كرانة" شارع "البديع" الرئيسي، وارتفعت أعمدة الدخان في قلب العاصمة المنامة محدثة شللا مروريا في العديد من الشوارع المحيطة.
ودوت أصوات القنابل والرصاص الانشطاري في مختلف الأرجاء، كما انتشرت رائحة الغازات القاتلة، وعمدت قوات الأمن إلى إطلاق النار على أي شخص يتحرك في القرى المضطربة. وأحرقت سيارة في أحد شوراع مدينة حمد نتيجة للطلق المفرط، كما سجل وقوع العديد من حالات الاختناق بين الأهالي بسبب إطلاق الغازات السامة التي أكد أكثر من مواطن أنها سقطت في منازلهم.
وشاركت في عمليات الاقتحام سيارات مدنية بحثا عن متظاهرين. وبلغ عدد المنازل المقتحمة في البلاد القديم وحدها ١٣ منزلا في وقت واحد، وقال شهود عيان إن المرتزقة قاموا بضرب رؤوس بعض المحتجين بجدران المنازل بعد اعتقالهم.
ورصدت محاولات لدهس المتظاهرين، كما أوقفت قوات الأمن العديد من السيارات المارة واستفزت راكبيها، وألقي القبض على ٧ شباب في السنابس كانوا متجهين للعب الكرة ثم أفرج عنهم اليوم، فيما أطلقت القوات قنابل الغاز السامة على مأتم للنساء "سفينة النجاة" غربي منطقة "السنابس" ما أدى إلى حالات اختناق عديدة.
وسجلت الدير أكثر حالات الإصابة برصاص الشوزن المحرم دولياً في حين مايزال المصابون يتلقون العلاج في البيوت. وأصيبت امرأة خمسينية بطلقة يعتقد أنها قنبلة غاز، بينما فقد أحد الشباب وعيه بعد أن أصيب هو الآخر بعدة طلقات.
وسجلت في سترة عدة إصابات برصاص الشوزن، بينها إصابة خطيرة في الوجه والرأس، وكذلك في كرزكان والعديد من المناطق الأخرى.
وفي سياق عمليات القمع والمداهمات، ضمن ما بات يعرف بحملة "السلامة الوطنية ٢"، استحدثت العديد من نقاط التفتيش، في حين استمرت مداهمات المنازل التي شملت حتى منزل أحد المعتقلين في العكر. وفي حين تكثفت عمليات التوثيق لكل الانتهاكات التي تحصل بشكل يومي، استعدادا لجلسة مجلس حقوق الإنسان في جنيف، صدر بيان عن ائتلاف شباب ١٤ فبراير/ شباط أعلن فيه أن مهرجان "تقرير المصير "١٢ سيكون محله الأول منطقة "الدير" في جزيرة المحرق.
وسجل يوم الأربعاء عدة طرائف منها أن قوات المرتزقة بعد مداهمتها منزل أحد المعتقلين في العكر، صادرت حذاءه وأحذية أخوته، في حين اصطدمت عربة للقوات الأمن بسيارة مولد كهربائي في الدير، وفي سترة تم التقاط بواسطة الكاميرا، قوات الأمن وهم ينهبون غنائم من بعض البيوت!
