أكدت مديرية مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، الثلاثاء، بأن دوافع جريمة قتل رئيس إحدى الجمعيات العراقية وهو من الطائفة المسيحية الشهر الماضي وسط بغداد "مادية بحتة"، فيما ذكر نجل الأخير أن المنفذين الجريمة استغلوا وقوع خلاف مادي معه أثناء قيامهم ببعض أعمال الحدادة داخل المنزل لارتكاب الجريمة.
وقال مدير مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في منطقة الكرادة العميد مؤيد صالح هاشم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مدير عام مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة أبلغ المديرية، يوم الخميس الماضي المصادف الـ٢٥ من كانون الأول، باختطاف مهندس من الطائفة المسيحية وهو رئيس جمعية الطوابع والمسكوكات العراقية ويدعى سايمن يوسف من منطقة الكرادة وسط بغداد"، مبينا أنه "تم الاتصال بابن الأخير وأخذ المعلومات الكاملة منه، حيث تبين وجود خلاف سابق بينه وعمال كان يعملون في داره".
وأضاف هاشم أن "قوة من المديرية اعتقلت متهمين اثنين بعد ٢٤ ساعة على صدور مذكرات القبض الرسمية بحق المنفذين"، موضحاً أن "أحدهما اعترف بارتكاب الجريمة ووضع جثة يوسف داخل المجمدة في منزله".
وأشار هاشم إلى أن قوة أخرى من المديرية نفذت، الساعة السادسة من مساء أمس، كميناً لاعتقال المتهم الثالث في منطقة الكرادة محلة ٩٠٣"، مؤكداً أن "دافع الجريمة جنائي ومادي بحت، كما أن العملية تمت بسرية تامة".
وكان مصدر في الشرطة العراقية قال في حديث لـ"السومرية نيوز" أمس الاثنين، إن قوة أمنية تمكنت من اعتقال عصابة مؤلفة من ثلاثة أشخاص خلال عملية دهم في منطقة الكرادة وسط بغداد، وهي مسؤولة عن قتل رئيس جمعية الطوابع والمسكوكات العراقية وهو مسيحي يدعى سايمن يوسف داخل منزله في المنطقة نفسها في الـ٢٥ من كانون الأول الماضي.
من جهته، قال نجل المجني عليه سامر وهو مقيم بدبي في حديث لـ"السومرية نيوز"، "لقد اتصلت عشية عيد الميلاد بوالدي، فكان الموبايل مغلق، الأمر الذي أثار الشك والريبة لدي، فحجزت تذكرة السفر إلى بغداد بعد ثلاثة أيام، وتوجهت مباشرة إلى مديرية مكافحة الإرهاب في الكرادة لمتابعة القضية".
وروى سامر أن "المجرمين دخلوا إلى المنزل وطعنوا والده بسكين في رقبته، كما ضربوه بمطرقة حديد على رأسه، مما أسفر عن وفاته في الحال"، مضيفاً أنهم "أخفوا الجثة داخل المجمدة في المنزل".
وأكد سامر أن "دافع الجريمة مادي بحت لأن المنفذين يسكنون قرب دارنا في الكرادة، وقد استغلوا وقوع خلاف مادي مع والدي، الذي كان بمفرده، على خلفية قيامهم ببعض أعمال الحدادة في المنزل لتنفيذ جريمة القتل".
وكانت العاصمة بغداد شهدت، اليوم، مقتل امرأة مسنة وإصابة ابنها بانفجار عبوة لاصقة أمام منزلها في قضاء أبو غريب غرب المدينة، فيما ضبطت قوة أمنية عدداً من الصواريخ في أحد المنازل بمنطقة الرضوانية جنوب غرب بغداد كانت معدة للإطلاق باتجاه المطار الدولي غرب المدينة.
يذكر أن المسيحيون في العراق تعرضوا بعد العام ٢٠٠٣ للعديد من الهجمات المسلحة كان أعنفها حادثة كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد حيث احتجز مسلحون مجهولون، في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول الماضي، عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن ١٢٥ شخصاً، فيما تبنى الهجوم تنظيم ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراد.