القتيل الأول في معركة (لبيك ياعراق) هو البوق الطائفي ، اوراقهم الصفراء كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، كثير من الحكام العرب السفلة يشتمون عصابات داعش في خطاباتهم العلنية ، لكنهم في السر يباركون داعش ويصفونه بالذراع العسكرية الضاربة للسنة في العراق وبلاد العرب ضد (النفوذ الإيراني) ، يريدون ان تقتتل شعوب المنطقة وتبقى منشغلة بحفر الخنادق والكر والفر وسط دوامة الفقر والأمية والجهل والفساد . معركة تحرير الانبار بدأت ، أين ساسة الفنادق الذين يعدون الحشد الشعبي هو الخطر وليس داعش ؟ الساسة والنواب والخطباء والعلماء والمقاولون وابواق ساحات الاعتصام اين هم ؟ أين اصبح شعبهم الذي كانوا يخافون عليه من بطش الصفويين ؟ أمراء النفط الذين ينثرون ملايين الدولارات على رؤوس الراقصات في ملاهي اوربا الا يرون بعيونهم العروبية ثلاثة ملايين نازح عراقي سني عربي في أسوا حال ؟ لم نر الشاحنات السعودية ولا الطائرات القطرية ولا السفن الإماراتية وهي تحمل مواد الإغاثة للسنة العراقيين الاشقاء ، في هذه اللحظة المخجلة من تأريخهم لم نسمع وسيلة اعلام عربية او مسؤولا عربيا يتحدث عما فعله الدواعش بسنة العراق ، وهم يرونهم رأي العين وقد اخرجوهم من ديارهم ، يرون ديارا مهدمة وشعبا مشردا واعراضا مهتوكة وساسة هاربين في اقطار الأرض . هذه هي الفضيحة الأكبر لادعياء العروبة وابواقها . اهالي الانبار اليوم يواجهون الكارثة مذهولين ، ارتال النازحين المدنيين يزحفون مذعورين لم يحتضنهم خليجي ولا تركي ولا مصري بل وجدوا إخوانهم من الحشد الشعبي يستقبلونهم ويشاركونهم المحنة ، يقدمون لهم الطعام والماء والحماية ، يقسمون لهم صادقين بأنهم سيقدمون انفسهم ثمنا لعودتهم الى ديارهم سالمين ، ليوث الحشد لم يبك احد منهم في ساحة الحرب ، لكن الكاميرا التقطت دمعة ليث جنوبي كان غارقا في لامة حربه ، بكى وهو يستمع الى شكوى نازحة من الصوفية وهي تستغيث لأن أولادها الثلاثة خطفتهم عصابة داعش ، الاعلام العربي لا ينقل صور رجال الحشد الشيعة وهذا يحمل طفلين نازحين على كتفيه ، وهذا يدفع عربة لنازحة مقعدة ، وثالث يساعد شيخا لكي يسير ، ورابعا ترك بندقيته تتدلى على ظهره وقد حمل رزمة من وجبات الطعام المغلفة وراح يوزعها على النساء والأطفال ، كاميرا الاعلام العربي عمياء امام هذه المواقف التي تهز ضمائر الشرفاء لأنه اعلام بلا شرف ، الاعلام العربي اصبح داعشيا بكل كلمة يكتبها ، او خبر يبثه ، انه اعلام قوم يفتخرون بأن ائمتهم في الحرب والسلم هم معاوية ويزيد وعمر بن العاص ومروان بن الحكم وطلحة والزبير والحجاج وغيرهم ، وكل أناس يشبهون امامهم ، بالمقابل يعرف العرب والعجم من هم أئمة الحشد الشعبي .