📝الحقوقي - حيدر عبدالرّزاق النصراوي.
▫️مِن الغَفلةِ أن نُطلِق مُصطلح (الخلايا النائِمة) علىٰ العناصِر الارهااابية المُنتشِرة وَالمُتواجِدةِ ضِمن مَناطق مسؤولية القَطعات العسكريَّة، فَلا يَخفىٰ علىٰ الجَميع أنَّ المُعَالجة الأَمنية للحَركات التي تَتبنَّىٰ فِكراً مُتشدِّداً وعلىٰ مَرِّ التاريخ قَد ثَبت فَشلها، لأنَّها تعمَل علىٰ تَرميم نَفسِها مُجدَّداً حتىٰ وإن عُولِجت عسكريّاً، وَخيرُ دليلٍ علىٰ ذلِك هوَ إستمرار العمليات الارهااابية التي يُنفّذها عناصر وَمجاميعُ ولاية العِراق بَعد إعلان النَّصر عليهِم فِي عَام ٢٠١٧م، رُغمَ العَمليات الأَمنية المُضادّة لقُوّاتنا الأَمنية وَبجميعِ صنوفها.
▫️إنَّ المُختّصين بالشؤون الاستخباريَّة يُدركون مَعنىٰ العَمل السرّي أَو الخفيِّ للحَركاتِ والتنظيمات الارهااابيَّة، كَونها أقرب مَا يكون إلىٰ انتِشار الوَرم السّرطاني - عَافاكم الله - فِي جِسمِ الإنسان، حيث تنتشِر الأورام الخبيثة (بالإنجليزية: Malignant Tumors) إلىٰ أجزاءٍ أُخرىٰ مِن الجسمِ مِن خلال انفِكاك بعض الخلايا من مكان الورم إلىٰ أجزاءٍ بعيدةٍ من الجسم عن طريق الدورة الدموية أو الجهاز الليمفاوي، لتُكَّون أوراماً جديدةً في مناطقٍ أُخرىٰ من الجِسم، كَمَا تَمتلِك خلايا السَّرطان القُدرة علىٰ التَهرُّب مِن جِهاز المناعةِ المَسؤول عن إزالة الخلايا الضارَّة والتالفة والأجسام الغريبة مِن الجِسم والاختباء مِن جِهاز المناعة وَمُواصلة التكاثُر بالرغم من وجوده.
▫️إنَّ مِن أساسيات عَمل استخبارات مَيدان المَعركة، هوَ تحَديد مَناطِق التأثير وَالاهتِمام، كذلِك التعرّف علىٰ نِظامِ مَعركةِ العدوّ وَالذَّي يَستند إلىٰ مَقولةِ (إعرِف عَدوَّك، تكسِب المُنازلة)، فَعلىٰ المُستوىٰ الاستراتيجي تَعمل المَنظومة الاستخباريَّة وِفق مُستوٍ أساسيٍّ يَخضع لقرارِ السُلطة العُليا للبَلد مِن أجلِ حِفظ الأَمن القومي وَالوقوفِ علىٰ تهديداتِ العدوّ والعدوّ المُحتمَل، بَينما تَعمل العَناصِر والوَكالات الاستخباريَّة علىٰ المُراجعة المُستمرَّة لكلِّ مَا يخصّ الوَضع الأمني الداخلي وَتنقيح وتَطوير وَتحديث كافّة المَعلومات المُتيّسرة وَالأخذ بِنظر الاعتِبار، الاستِثمار المُمنهج لمَعلومات الإستخبارات الأساسيّة وَالجاريَة لِضمانِ الحُصولِ علىٰ تَقديراتٍ واقعيةٍ تُحدَّد مُتطلّبات الاستخبارات وتكون ذات تأثير علىٰ تَنفيذِ العملياتِ المُضادّة.
▫️وِفقَ الوَصف التحليلي لأيِّ عمليةٍ ااارهابيَّة، فانَّها تَمرُّ بعِدَّة مَراحلٍ قبلَ تحقيقها، بدءاً مِن الفِكرة ثمَّ التَنظيم ويتبعهُ التخطيط فَالاستِعداد وإنِتهاءً بمرحلةِ التَنفيذ، وَإنَّ الجُهد الإستخباري الحالي للمَنظومة الاستخباريَّة، لا يَتناسَب مَع مُستوىٰ التَهديداتِ الآنيّة أو المُحتملة، مِمَّا يفرِض علىٰ أصحابِ القرار القيام بإجراءات وقائيةٍ عَمياء، عَسىٰ وَلعلّ أن ترتقي لمِرحلة الإستعداد والتهيُؤ لاتمام تنفيذ غايَات العدوّ، إن لمْ تكُن خلال تَنفيذها أو بعده، فِي الوَقتِ الذَّي مِن المُفترض بها تطبيقَ إجراءاتٍ وتدابيرَ مَعلوماتيةٍ أو احترازية علىٰ الأقل، وَيرجع ذلِك لعدَّة أسبابٍ أهمّها فقدان مبدأ الاستنتاج المَنطقي للمعلومات وعدم القُدرة علىٰ التحليل الموضوعي والدقيق للتنبؤِ بالمُستقبل وَالأحداثِ المُحتملة، لاتِخاذِ القرارات الصائِبة وَالتخطيط الجيّد لِمُواجهةِ التَحديّات بِفعّالية.
▫️فِي خِضَّم الأحداث المُتسارعة في سوريا وَما يُرافِقها مِن تَداعيات أمنيةٍ علىٰ المُستويينِ الوطني وَالقومي فِي العراق، يتطلَّب مِن الجِهات المَعنيّة عملاً استخباريّاً جادّاً وَتعامُلاً مِهنياً مَع المَعلومات حتىٰ وإن كانت إيجابيّة، فَعدم وجودِ مؤشرٍ علىٰ نشاط عَناصِر التنظيم، لا يعني ذلِك انّها غير عامِلة فَغياب الشيء عَن العَين لايَعني بالضَرورةِ عدمِ وَجودهِ، وَانّ الخطرَ قَد يأتي مِن حيث أَمِنَ الإنسان مِنه، فَضلاً عَن توفّر بيئة آمِنة آيديولوجياً وَسياسيّاً، كافيةٍ لضَمان إستمرار التَواصل بينَ العناصِر وَالمجاميع الارهااابية وَقيّاداتِها وَالعمل علىٰ إعادَة التَنظيم وَالتدريب والتَجنيد، وَاعتِماد مَبدأ (إيهَام الخَصم) لأجل التغطية علىٰ الأهدافِ وَالنوايا والأساليب وَحتى العَناصِر، مِمَّا يَجعلها مُهيأة وَمُتأهبة فِي أيِّ وقت.