- بعد مُرورِ ٤٠ يوماً على اغتيالِ سيّدِ شُهداءِ محور المقاومة وَزعيمِها، السيِّد حَسن نصر الله (رِضوانُ الله عليه)، وَما زَال المُقاوِمون في حِزبِ الله يَخوضون مَعارِكاً ضاريةً عَلى الحدودِ الجنوبيّة للُبنان الصمود، ضِدَّ الكيان الصِهيوني وهُم يُسطِّرون أروع المَلاحِم البُطوليّة.
- إنَّ الكيانَ الصِهيوني اليوم وَأعوَانَه، يُحشِّدون ما يَقرب مِن (٥) فِرقٍ عسكرية، أيّ ما يُعادِل (٩٠.٠٠٠) مُقاتِلٍ، وأكثرَ من (١٥٠٠) آلية عسكرية، فَضلاً عن إستخدامِهِم أحدَثِ المُقاتِلات الحَربية والصَواريخِ الباليستيّة والطائِراتِ المُسيَّرة وأكثرها تَطوراً، إضافةً إلى تَوظيفِهم أحدثَ تِقنيات التكنولوجيا لتوجيهِ هجَماتِهم السيبرانيّة وَتجنيد مِئاتِ الآلافِ من الجَواسيس والعُملاء (الذيول).
- إنَّ الحَرب التّي يَخوضها الكيان الصِهيوني اليوم، مَا هي إلاّ حربٌ عَقائديةٌ بامتيازٍ، جَمعَت بينَ غاياتِ حَربي عام ١٩٨٢م وعامِ ٢٠٠٦م، بالتوسِّع إلى بيروت والقَضاء عَلى المُقاومَة، حيثُ اشَتملت عَقيدتها العسكرية عَلى استراتيجية (عقيدة الضَاحية) واعتَمَدت مَبدأ (الحَربُ الخَاطِفة وَالنصرُ الحاسِم)، ظَناً مِنها، إنَّ قَتلِها لزَعيمِ المُقاوَمة وقياديها، سَيقصِم ظَهرها وَيُنهي وجودِها وَلكِن، مَا زَادَ المُقاومينَ ذَلِك إلاّ ثَباتاً وقوَّةً وإصرَاراً، رُغمَ قِلّةِ عَددهِم وَخُذلانِ نَاصِرِهم.
- إنَّ نَداءَ المَولى أبي عَبد الله الحُسين سلامُ الله عليه، في يومِ عَاشوراء (لا وَاللّهِ لا اُعطيكُم بِيَدي إعطاءَ الذَّليلِ، ولا أفِرُّ فِرارَ العَبيدِ)، مَا هو إلاّ نَهجٌ وعَقيدةٌ يُدينُ بِها المُقاوِمون وَيُثبتونَ دعَائِمها بَصبرِهم وَبسَالتِهِم وإيثارِهِم، وَمَا يَجِدونه مِن إسنادٍ جَويٍّ صادرٍ مِن الجَبهةِ العراقية المُقاوِمة والجَبهةِ اليمنية العَصيَّة، هوَ أيَضاً يُجابَه بردٍّ أمريكيٍّ في مُحاولةٍ للنَيل مِنهُما وَما هو إلاّ جزءٌ من النظرةِ الإستراتيجية لاتفاقية (إبراهام).
- إنَّ القِراءات العسكرية للحرب القَائمة، هِي إستِنتاجات لإحصاءاتٍ ووَقائِع وَليست تَحليلاتٍ لاحتمَالاتٍ مُتوقعة الحصول، فَمُراجعةُ تقييمِ العَدو تُشير إلى تآكل آليةِ رَدعهِ وفَشلِ دِفاعاتهِ الجويّة وتَقويض قُدراتهِ البشريةِ والآلية، والأهمُّ من ذلِك كُلّه فقدانهُ لمَبدأ المُبادأة وَانهيار البُنية المعنوية لعَناصرهِ، وَمَا هو إلا دليلٌ على أنَّ المُقاومةَ اليوم، أشدُّ يَقيناً وأقوى عزماً على مُواجهةِ العدوِّ في أيِّ مُستوٍ من مُستَويات الحَرب.
- إنَّ القيادةَ العسكريةَ لفصائِل المُقاوَمة بجَميعِ جَبهاتِها، تَعمل وِفقَ استراتيجية شامِلة تَضمِن وِحدة الساحات وَتوجيه المَوارِد والإمكانات حَسب مَا يَحتاجهُ مَيدان العمليات، وَتَقتضيه ضَرورة المَعركة، فَلا يخفى عَلى الجَميع إنَّ المُقاومةَ أثبتت قُدرتها على رَفعِ سَقفِ عَملياتِها، وإمكانيتها في تحقيقِ أهدافِها في عُمق العدوِّ بالإضافة لإمتلاكِها مِن المعلومات الاستخبارية ما يُمكِّنها مِن كَسبِ المُنازلة وَما كانَ استهداف دارِ إقامةِ النتن ياهو إلاّ رِسالةً للحليفِ قبل العدوّ، مَفادَها: (نَحنُ لا نُهزَم، عِندَما نَنتصِر، نَنتَصِر وَعِندما نَستشهد، ننتصر وَأمّا الكيان فَزائلٌ لا مَحَال).
- وأخيراً لا آخراً نَقول، سيّدنا أبا هادي: لَكَ مِنّا وَعدَ الوَفاء بأنّ روحَك الطاهِرة لَم وَلن تُفارِقنا مَا بقينا، وَإنَّ ثأرك سَيبقَى عَهداً في رِقابِ المُقاومين، فسلامٌ عَلى دِمائك وَروحكَ وبَدنك وَالمُلتقى عِند الحُسين عليهِ السَلام.
📝 حيدر عبد الرزاق النصراوي
٥ تشرين الثاني ٢٠٢٤.