قبل أن نتحدث عن انعكاسات القمة الخليجية الامريكية على قمة بغداد ، يجدر بنا تسليط الضوء على مخرجاتها.
فهي من دون شك ستلقي بظلالها على القمة العربية المرتقبة في العراق ، وستؤثر على المسارات السياسية في المنطقة بشكل عام.
ويمكننا الوقوف هنا على بعض التصريحات
التي أدلى بها الزعماء العرب والرئيس الأمريكي والتي شكلت الركيزة الاساس في صياغة البيان الختامي للقمة
هذه التصريحات كالآتي؛
صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
قائلا "نسعى لوقف التصعيد في المنطقة وإنهاء الحرب في غزة وإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية".(حل الدولتين)
كما أكد على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ،(السعي لنزع سلاح حب الله)
من جانبه أكد ترامب على ضرورة أن تتخلى إيران عن دعمها لمحور الmقاوmة والكف عن سعيها للحصول على سلاح نووي.
وهو ما لاترضاه إيران بكل شكل من الاشكال
ثم أردف أن لدى لبنان فرصة للتحرر من قبضة حب الله ..
لكن الملفت أنه أشار لنيته ضم المزيد من دول المنطقة الى الابراهيمية .
ولعل السعودية ستنخرط في تبني الابراهيمية قريبا.
ملك البحرين من جانبه رأى أن دعوة ترامب تتوافق مع الاجماع العربي لاحلال السلام النهائي في المنطقة.(حل الدولتين)
وبدوره أشار أمير الكويت الى أن بلاده تتطلع إلى استثمارات مشتركة مع الولايات المتحدة في البنية التحتية الذكية ومجالات أخرى.
كما دعا امريكا للاستثمار في الحقول النفطية الخليجية وكأنه يريد تأمين ماتم قضمه من اراضي واطلالة بحرية بحماية أمريكية
أما البيان الختامي فقد نص صراحة على تبني الدول الخليجية والولايات المتحدة لحل الدولتين .
إذن كيف سيتلقى العراق هذا الاجماع العربي وكيف سيتعامل معه .
خاصة وآن آليه اتخاذ القرارات في الجامعة العربية اعتمدت التوافق في الآراء كبديل عن التصويت .
والأهم من ذلك كله أن ماجرى في القمة الخليجية كان تلبية لرؤية الولايات المتحدة وستراتيجيتها في المنطقة وعلى حد تعبير ترامب (ولادة الشرق الأوسط الجديد)
فأين العراق من هذا الشرق الأوسط الجديد
، وهل يستطيع العيش بمعزل عنه.
هذه هي القضايا المهمة التي تبعث على التوجس والخشية ولايقاس بها مايجري من حديث حول مكتسبات انعقاد القمة في العراق واستعادته لدوره الاقليمي .
فأي دور اقليمي في شرق أوسط جديد مطبع بالكامل ومتبنٍ للابراهيمية .
لنكن صريحين إننا أمام تحدٍ وجودي
أما أن يَمسخ هوية العراق واما أن تحصل مفاجأة وتنقلب الموازين.