المثير للأسف ان الفساد بات يكتسب مصداقيته من ملامسة هموم الناس الذين يعيشون بشكل يومي كل إفرازاته المريرة.. التي تحاصر أنفاسهم وكل مفردات حياتهم ..., يضرب عقولهم وأجسامهم بتكرار يومهم وغدهم ,... يضغط على بطونهم وجيوبهم وكرامتهم وإنسانيتهم .., يجعل حياتهم أشبه بجحيم ٍ...يحيطهم لا مفر منه ...يحرقهم بناره كيفما تحركوا ..ويسد طريقهم أينما توجهوا.. ويغلق أمامهم كل الأبواب ..ويقضي على حلمهم وأملهم وتطلعهم إلى الخلاص من مرارة واقعهم , ...كابوس مخيف يتسلسل بإصرار ...مع تسلسل الكذب المستمر على الشعب بإصلاح قادم ..طال انتظاره ...والملايين تعيش في ظل هذه الحالة المستشرية من الفساد المروع لأولياء الفساد... الذي عم كل دوائر الدولة ..., واصبح هذا الوباء هو المنظم الوحيد الذي يتحكم بالدولة والمجتمع ,... وفي دائرة من المتاهة لانهاية لها , ...بل أصبحت مافيا الفساد أشبه بطاحونة أطرافها الجبال تحاصر الإنسان... بين كتل رحاها الشريرة.. وتطحنه باستمرار وبهمجية وفوضى لا رحمة فيها ولا شفقة ...منحدرة ًبإنسانيتها إلى الحضيض بل أدنى منه بكثير ......
الدكتور
يوسف السعيدي