انتهت حمى الانتخابات, وبكل فيض نتائجها وانتاجها واعلامها من سلبا وايجابا، وبدات كل قائمة من القوائم الانتخابية, تنظر بام عينيها الى التحالفات السياسية، من هو الاقرب والابعد من قائمتها، من باب (عدو عدوي صديقي)، وكيف تقوي وترصن وضعها، وقد تفكر في تفكيك التي لا تأتلف معها، على مقولة (فرق تسد) او (لا محذورات في السياسات)، شابحين الانظار الى املاء كراسي الحكم البراقة، والكل يطمح لنيل اكثر من استحقاقة السياسي، في مجال شطرنج السياسة. لكن وبنظرة عابرة لا بمجهر؛ وبقليل من التأني، ففي هذا الطريق والمعترك السياسي ستجد وقفتين، امام ارض حمراء، والاخرى وبعد مسافة عنها ستجد الخضراء، فهما مثلتا التضحية والفداء والنصر، حيث لونت الاولى بدماء المقاتلين المضحين، من ابطال الحشد الشعبي ارض العراق وارتقى اصحابها الى جنات الخلد شهداء وبعضهم الشهداء الاحياء الذين اصيبو واعيقو بعاهات، روت دمائهم الزاكية هذه الارض المقدسة، من اجل العراق وطنا وشعبا، ام اللون الاخضر؛ فهو تلك الارض عندما وطاتها اقدامهم، بتحرير ونصر عظيمين، بعد ان كانت سوداء؛ في زمن الدواعش ومن لف لفهم، من مهد ومكن لهم التمكن و الدخول والتقدم . ومن هؤلاء (الحشد الشعبي) وعوائلهم ومبادئهم، تألفت وتآلفت قائمة الفتح، واصبحت من القوائم الاولى، في صدارة نتائج الانتخابات البرلمانية، لتكون ذات شان في تحديد شكل الحكومة. حيث وكما كان الذكر في البداية عن الوقفتين في الطريق، لايمكن تجاهلهما فالدم روى ارض العراق، وفي مناطق اذا ما قيست بالطائفية، فهي من أبناء المكون السني الكريم خالصة، فقد جاء إخوانهم من الشيعة، من أبناء الوسط والجنوب في الحشد الشعبيـ مدافعين عن الارض والعرض، وسالت دمائهم على المناطق الغربية والشمالية، محررين تلك المناطق من رجس الدواعش الأشرار. ونتسائل ما ثمن هذه الدماء؟! هل هي معبأة للبيع بقناني، ليتاجر بها قادة الفتح، كما تقول أبواق المرجفين المظللين، من أبطال الفيسبوك؟! ام أنها دماء طاهرة زكية، روت ارض المناطق الحبيبة التي تحررت؟ "الفتح" ليس هو من يركن؛ او يعتبر قائمتة كباقي القوائم، التي لم تقدم شيئا عمليا على أرض الواقع، ثمنا سخيا لوحدة العراق وقوته وسيادته، تدافع وتضحي وتتنصر بل هي اساس ذلك كله, وهي قطب الرحى في العملية السياسية، التي يجب ان تدار منه الاتلافات، لتشكيل شكل الحكومة القادمة. لقد اثبت الفتح بالدليل القاطع، ان رجاله رجال وطن، قادرين على ادارة الدولة ومفاصلها... وهم كلمة الفصل .