كل عام يقبل علينا الشهر الفضيل ...شهر رمضان الكريم...شهر المغفرة والرحمه...والخيرات...كل الخيرات...ايام معدوده كل عام هجري..ومن باب حسن الظن بالبعض او عدمه...ومقولة الشيء بالشيء ..يذكر...كانت هذه السطور (المحلاة)...في تلك الايام ..... وهي أيامٌ يستغلها صانعوا الحلوى في عرض عيّناتٍ من شباك صيدهم، التي يتصيدون بها شرائح كبيرة من الصائمين في رمضان .. إنها شباك (الزلابية)...و(البقلاوه).. الحلويات الأكثر إرتباطا بشهر برمضان على موائد العراقيين !.. فباعة الحلوى بأصنافها يبدؤون البحث ومنذ الآن، عن أكثر نواصي الشوارع إكتظاظا بالمارّة، لينصبوا عليها عُدّتهم وعتادهم وشباك صيدهم للإجهاز على الصائمين في شهر رمضان !.. وهم بذلك يُعتبرون أولى طلائع شهر رمضان بإمتياز، لأنهم يسبقون حتى هلال الشهر !.. قديقول قائل إنني من الذين يهتمون بالموائد في هذا الشهر الفضيل ، أكثر من إهتمامي بالذكر والعبادة، لذلك خضت في موضوع الزلابية بدل الخوض في موضوع فوائدالصوم الرّوحية مثلا، والدروس التي نتلقاها في مدرسته كالصّبر على الشهوات!.. والحق أن موضوع الزلابية والبقلاوه (مطاطي) كغيره من المواضيع، يُرى من ألف زاوية، ويُفهم بأكثر من معنى !.. وأستميح بعض الأصدقاء هنا عذرا ، لأنني إستعرت منهم مصطلح (مطاطي) بعدما علق بذهني وأثر في نفسي، فهو يعبّر بإمتياز عن المرونة في الرّأي وتقبّل الرأي المخالف، لذلك يستحق أن أتغنى به !.. أما واقع الحديث عن الحلوى بإسهاب، فمردّه إلى أن هناك زوجة حامل، مرّت بصانع زلابية وبقلاوه..من اقاربها يبيع (عيّنات) من منتوجه ترويجا وتمهيدا لشهرالصيام !.. فاشتهت نفسها الزلابية وقطع من البقلاوه...، فبعثت ابنها واوصته فيها الآتي : (إسمع .. أريد بقلاوة وزلابيه حالا، وهي تكاد تنفد عند البائع في آخر شارعنا) !.. زوجة حامل .. تشتهي زلابية وبقلاوه.. وتكاد تنفد ؟!.. إنها حالة طارئة بحسب تصويري لفخ الزلابية وامثالها، وبحسب وصيتها لابنها وبحسب لهجة (المرأة) بمفهوم القوة وليس بمفهوم الضعف ـ، تستوجب التحرك الفوري، وإلا !.. وإلا ماذا ؟!.. ستكسر الأطباق في البيت ؟!.. قوتها قوة لكن ليس إلى ذلك الحد،والضعف ضعف لكنه ليس لحد الاستسلام ـ والعياذ بالله ـ واللبيب من الاشاره يفهم.... الأقدمون الحكماء قالوا إن المرأة الحامل حين تتوحم على شيء ولا تحصل عليه،يولد طفلها وبيده ماتوحّمت عليه !.. فتخيّلت طفلي يولد وهو حامل بيده قطعة زلابية او بقلاوه...او الاثنين معا....تذكرت في هذه اللحظه...نقاشات وجدل سياسيينا حول خلافاتهم ...وتخيلت كيف لو ان كل واحد منهم رفع يده بقطعة زلابيه او بقلاوه...علامة الايجاب بقبول المقترح حول الموضوع المسجى على (سماط) البحث البرلمانى ...... فماذا سيحدث؟؟؟ الدكتور يوسف السعيدي