كل عيون العرب ـ وآذانهم ـ تتجه نحو (قبلة) أمريكا ، وتحديدا نحو (منبر) البيت الأبيض بواشنطن !.. في إنتظار الإطلالة (المباركة) للفارس الأبيض ، والنبي الأشقر ، و(القدّيس) : (ترامب ) !.. ليُمتعهم بعذب كلامه ، ويُغدق عليهم من فيض حنانه في المرحلة الحرجة التي يمرّون بها ، وهم أحوج ما يكونون إلى (ركن شديد) ، وإلى حُضن دافئ يضم (ثوراتهم الشعبية) ويدعمها ، ويصبغها بالشرعية أمام العالم !.. ترامب ـ وبوصفه نبيا للرّب أمريكا الذي ندعوه ، ونستغيث به ، ونناجيه كلّما ضاقت بنا السّبل في مواجهة أزماتنا ، وبأدعية تنبع من القلب ومن الصميم : ( وين العالم ؟.. وين أمريكا ؟..) .. (نناشد أمريكا التدخل !.. ونناشد الرئيس ترامب التدخل !..) .. ( نتمنى على الرئيس ترامب !.. ونطلب من أمريكا !..) .. (ندعوا الرئيس ترامب أن ينصفنا !.. ندعوا أمريكا أن تتدخل !..) ـ عليه أن يروي عطشنا للدّيمقراطية ، بدعمه التام لإنتفاضاتنا الشعبية ، المُطالبة منها بالحرية وبالإنعتاق من الأنظمة السّادية الظالمة والمُتهرئه !.. والمُطالبة منها برسم خرائط جديدة للأوطان بجمر نيران الفرقة والطائفية ؟!.. على ترامب أن يفصل في مستقبل تونس ، ومستقبل مسيرة التعبئة العلمانية تلك..او السلفيه...او..او !.. وفي مستقبل مصر بعد مبارك الذي يتمنى الموت في اليوم ألف مرّة لكنه لم يمت لحد الان ومستقبل السي سي ...، ومستقبل تلك الحدود والمعابر والقنوات ؟!.. وفي مستقبل ليبيا بعد القبض على إبليس القذافي وحاشية شياطينه...وقبر العقيد الاخضر في لحده الابدي... ، ومستقبل تلك الآبار والأنهار؟!.. وفي مستقبل سوريا بعد احداثها الدمويه... ، ومستقبل تلك الحرائر وتلك التلال والهضاب ؟!..ومستقبل العراق المحترق ...واليمن غير السعيد ونكباتها ...والاتفاق النووي مع ايران .. على ترامب أن يرسم الخطوط العريضة للتوجّه الأمريكي المُستقبلي في المنطقة العربية ، وعليه أن يصيغ بنودا جديدة ، لإتفاقيات جديدة ، تمضي عليها أحزاب وحركات وجمعيات جديدة ، قبل أن يتم إعتمادها رسميا للترشح لمنصب (المُريد) والخادم الجديد !.. إتفاقيات تضمن أمن وإستقرار (شعبها اليهودي المُختار) !.. كيف لا وأمريكا الرّب (الفعّال لما يريد) الذي يُعز من يشاء ويُذل من يشاء !.. والذي يُؤتي المُلك من يشاء ، وينزعه ممن يشاء !.. والقادر على فعل كل ما يشاء !.. أمريكا الرّب الذي نرضى عن جزيل عطائه ، ونفرح بوافر دعمه لقضايانا التي نعتبرها ـ في أغلب الأحيان ـ عادلة !.. ونغضب ونسخط عليه لو وقف ضد رغباتنا ، وحتى لو كانت جائرة وطفولية أو محض أهواء ... أمريكا التي شعرت بمركزيتها في (عقل ونفس) كل عربي ، وبحاجته إلى وقوفها في صفه حتى ولو كان على خطأ !.. تمسي أكثر جرأة على التدخل في أدق تفاصيل حياته ، وإبداء رأيها في كل شؤونه وقضاياه !.. وترامب بوصفه نبيا عليه أن يُبلغ عن ربّه ، وإلا فما بلغ رسالاته ؟!.. أمريكا التي أصبح العرب يعتمدون عليها في إيجاد حلول لمشاكلهم ، ومخارج لأزماتهم ، من حقها أن تبصق على وجوههم ، وهم يدّعون الإيمان (ظاهرا) برب كعبتهم .. ويدّعون الكفر بأمريكا وسياساتها وهيمنتها وتدخلاتها السّافرة في شؤونهم !.. وهم (باطنا) كافرون بربهم وبوعوده لهم بنصرتهم ، والوقوف إلى جانبهم فيما لو أخلصوا له في العبادة والدّعاء .. ومؤمنون بأمريكا وما تفرضه عليهم من سياسات ، وما تسنه لهم من قوانين وإتفاقيات !.. بركاتك يا (سِيدي ترامب ) ، ورحماك يا (ربّي أمريكا) ، تنزل علينا ، ونحن راضون بكل ما تخطه لنا من مصائر وأقدار ....... الدكتور يوسف السعيدي