الهاشمي المطلوب للعدالة قد عاد الى اسطنبول بعد زيارة الى قطر والسعودية اعتبرها العديد من السياسيين بانها هروب ولجوء الى تلك الدول التي تتاَمر على العراق منذ سقوط هبل الاعراب صدام ‘ وفيما كانت الحكومة العراقية تتابع قضية الهاشمي على الصعيد السياسي وتتعاطى معها كقضية ارهابية وتنتقد النظام القطري والسعودي على موقفهما العدائي في استقبالهما لهذا المجرم فوجئت الحكومة العراقية بان الهاشمي قد عاد الى اسطنبول واكتشفت انها كانت متسرعة في بعض التصريحات حيث الحكمة السياسية قد تقتضي التريث والترقب لما سيؤول اليه تواجده على الارض القطرية وبعدها السعودية خاصة وان التسريبات والتصريحات تحدثت عن قيام الهاشمي بـ"زيارة رسمية" الى تلك الدول خالية من اي اشارة الى نية اللجوء والاقامة وهو ما اعطى الهاشمي وشلته والجهات التي تدعمه فرصة المناورة واللعب على وتر اعصاب الدولة العراقية وخاصة السيد المالكي وائتلافه واندفاعهم لوحدهم لشن حرب كلامية ضد حكام قطر وال سعود المتهمين باثارة الفتن والنعرات الطائفية وطواطؤهم مع الارهابيين لتخريب العملية السياسة فيما وزارة الخارجية التي تهيمن عليها اطراف محسوبة على حزب البارزاني المتهم الاول في قضية ايواء الهاشمي الى اقليم الشمال الكوردي واستغلال ورقته وتجييرها لاجندات داخلية التزمت الصمت ولم تحتج على مواقف القطريين والسعوديين العدائية تجاه العراق وهي الوزارة ذاتها التي تجامل اليوم بعض الانظمة القمعية والاستبدادية في الخليج وخاصة نظام ال خليفة حيث بيان الخارجية المقتضب بشان استهداف مرتزقة من الشرطة من قبل الثوار واهلنا البحرانيين وتنديد بيان الخارجية العراقية بـ"العمل الارهابي" الذي استهدف الشرطة اعاد الينا الذاكرة مجددا في مواقف خارجية العراق اثناء البعث المجرم وخطابها المعادي للشيعة في الخليج دون ان نسمع او نلمس في المقابل اي بيان يندد بجرائم النظام الخليفي وقتله لاكثر من ٨٠ من ابناء البحرين الشرفاء واغراق مناطقهم ومدنهم بوابل من الغازات السامة والقاتلة ذنبهم انهم يطالبون بحقوقهم المشروعة والعادلة .
كان لزاما على الحكومة العراقية ان تراقب سير تحركات المجرم الهاشمي وترصد بدقة ما يصبوا اليه من خلال انتقاله او زيارته الى قطر ومن ثم الى السعودية ‘ كي لا تفاجأ بمناورة هذا المجرم والاطراف التي تدعمه وتضعها في ورطة واحراج لم تستطع مواجهة تداعيات ما يقوم به هذا الارهابي المحترف ولربما كانت زيارته الى تلك الدول هي مجرد عملية جس للنبض او مناورة وربما فعلا كان الهارب ناويا على اللجوء الا ان ردة فعل العراق القوية جعلت اؤلئك الحكام في الخليج ان يعيدوا النظر في قضية لجوء الهاشمي اليهم مما اعطاهم فرصة للمناورة والتهرب وبالتالي دفعه الى العودة لاسطنبول المحطة المرشحة للبقاء فيها قبل ان تقرر حكومة اقليم الشمال الكوردي الموافقة او الرفض لاستقباله مجددا والامر يتوقف على بعض التسويات بين الاطراف السياسية في العراق ومدى قدرتها على عقد صفقة جديرة بانقاذ الموقف وبالتالي حل الازمة بما يناسب كل الاطراف خاصة وان المعلومات الواردة ترجح ان يكون الهاشمي حاملا مشروع تخريبي كبير بعد ان التقى القطريين والسعوديين واجتماعه هناك بالمجرم الاخر عزت ابو الثلج الذي انتقل من اليمن الى السعودية لتكميل خيوط التامر على العراق الجديد خاصة وان ظهور الدوري في هذا التوقيت وبعد سقوط الهاشمي واحتراق اوراقه واكتشاف خططه قد اعطى المراقبين حدس بوجود علاقة بين الاثنين عدى معلومات الحكومية العراقية حول عدد من القضايا الخطيرة وامتلاكها الكثير في هذا الصدد بعد اعتقال عناصر حماية الهاشمي وعددا من رموز عصابته .