إنّ مراجعنا العظام هم من أشد الناس حرماناً من الكهرباء, فسطوح ديارهم البسيطة, تشهد لهم بأن حرارة الصيف يدرؤونها بالهواء الطبيعي والذي يزورهم يلاحظ ذلك، اخبرني احد أصدقائي ان بيت المرجع الشيخ بشير النجفي (دامت بركاته) قد تم قطع (واير الأمبير) من مشاغب ولم يقدروا ان يصلحوه بسبب عدم وجود مصلح كهربائي, مما اضطرت عائلته ان يبقوا لمدة يومين بلا كهرباء,
السيد السيستاني (اعزه الله) بيته في (الدربونة) بقي ٣ أيام بلا كهرباء لأن المولدة التي في (رأس الدربونة) قد أصيبت بعطل كبير, الشيخ الفياض (وفقه الله) تبرع بقيمة المولدة التي أهديت إليه من بلده الأم أفغانستان لطلبة الحوزة, السيّد الحكيم قد أصرَ على أنّ يكون متمسكاً فقط وفقط بالتيار الكهربائي الوطني لولا تدخل بعض الأطراف السياسيّة وزياراتهم له ومبعوثين من الحكومة والبرلمان إلى أنّ سحب ثلاثة أمبيرات.
نعم هذه لمحة قصيرة عن حياة المراجع من الجانب الكهربائي, وإذا أردنا الخوض في الجانب الإستحبابي كزيارة أمير المؤمنين فالمراجع الأربعة (حفظهم الله) لا ينفكون عن زيارة الإمام علي عليه السلام, وأما الجانب الطبي فقد يسأل البعض عن سبب ذهاب السيد السيستاني لإجراء عملية قسطرة في لندن؟، الجواب لأن العراق عاجز في حينها عن إجراء مثل هذه العملية والإعلام ماكر يريد النيل من المرجع الكبير بأنه ذهب إلى لندن.
إنّ السفر للخارج لغرض العلاج ولشخصيات مثل السيد السيستاني والشيخ الفياض لا يعتبر جريمة, وإنما هو لغرض معالجتهم بالطب الحديث لأنهم شخصيات يستفاد منها المجتمع وكذلك أنّهم لم يذهبوا على حساب احد، وإنّما على نفقتهم الخاصة ومكاتبهم تشهد لهم أنهم أرسلوا حالات عديدة لمواطنين كانت أمراضهم مستعصية وتستوجب خروجهم للعلاج.
إنّ مراجعنا العظام هم كسائر الناس يعيشون نفس المأساة التي يعيشها الشعب، وخير دليل على أنهم غير راضين عن هذا الوضع هو رفضهم لقاءات جميع السياسيين تعبيراً عن عدم رضاهم على أدائهم.