ولكي يتوقف هذا الصراع ينبغي على القادة السياسيين داخل العراق أن يتفقوا على رؤية واحدة لإدارة دفة البلد وهذه الرؤية تنبثق من مصلحة أبناء الشعب العراقي التي تحاول بعض الأطراف السياسية تضييعها .فكل واحد من تلك الأطراف يريد أن يسير شؤون البلد وفق رؤيته الخاصة أو الضيقة أو الفئوية أو المذهبية. في حين أن الأجدر والأنفع هو أن يرجعوا إلى الدستور الذي كتبه السياسيون بأنفسهم لا أن يتصارعوا ويتركوا ما كتب بأيديهم ..
وبغض النظر عن تحفظات عديدة نسجلها على الدستور فنصيحتنا لكل السياسيين أن يتفقوا ويعبروا هذا الخندق المظلم الخطير خاصة ونحن نرى من جديد أن الخطاب الطائفي بدأ يلوح في سماء العراق كي يخلط الأوراق ويحرك مشاعر الناس الأصفياء وآخرها استهداف الوقف الشيعي وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى وبعدها بلحظات استهداف الوقف السني بقذيفتين لإعطاء رسالة سلبية يصورها بعض المنتفعين وتجار الدماء بأن حربا طائفية سوف تشتعل في العراق. وأقولها بصراحة حذار من أن نزج بمثل هذا الخطاب في وسط هذه الظلمة لأنه سوف يؤثر سلبا في مجتمعنا ويوسع الخلاف .فلماذا لا ننظر إلى الإيجابيات وهي كثيرة ؟ لماذا هذا الضيق في الأفق؟ لماذا بدأنا نسمع خطاب الوعد والوعيد وقطع الأيدي والأرجل من جديد؟ لماذا نرى بعضهم يُحشد إلى خندق الطائفية وطرف آخر ينادي لدرء الفتنة والقضاء عليها ؟ وأقصد بالفتنة هنا الفتنة السياسية التي تؤطر بإطار المذهبية وسنبذل المزيد لأجل أن نحافظ على الوحدة الوطنية التي تتعرض بين الحين والآخر لهزة هنا وهناك والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
اليوم من جديد العراق بحاجة إلى رجل إطفاء يُطفئ هذه الفتن ويَحمل هذه المحن كي نعبر الخندق لأننا نريد العراق ونحب بلدنا ولا نرضى لأي إنسان أن يدفع بأبناء شعبنا نحو المحرقة لأننا نعلم يقينا أن من ورائها أجندة خارجية .
أفيقوا أيها الساسة فسوف تحترقون بهذه النار التي تدفعون الناس اليها . أفيقوا أيها العقلاء أيها العلماء أيها الخطباء وأحذروا من الخطاب الطائفي الذي يهدم ولا يبني .و مرة أخرى نعول على وعي شعبنا نعول على إدراك أبناء الرافدين لخطورة هذه المخططات.
سوف لن نندفع وراء بعض السياسيين الذين يريدون أن يتاجروا بدمائنا ..أيها السياسيون بيدكم القرار وأخشى أن ينقم عليكم ناخبوكم بسبب تصرفاتكم.فتعاونوا على نجاح هذه الحكومة وسوف يكون نجاحا للجميع .ضعوا ملاحظاتكم على إدارة الدولة لكن وفق السياقات الدستورية وأعلموا أنكم قادرون على التغيير مادامت صناديق الانتخابات هي الفاصل بيننا..تمنياتي أن نخرج من هذا النفق إلى سعة من الحل والبناء والأمن والاستقرار.
الشيخ د. خالد عبد الوهاب الملا
رئيس جماعة علماء العراق