مثلث برمودا مثلث يبتلع كل من يمر به وهو المجهول بعينه, وإذا أردت أن تغامر تنازل عن عقلك واركب سفينة الأنا والتعصب فهو الخيار المناسب للمتهورين, ولكن إياك أن تصطحب معك احد فتلك جريمة كبرى، إن المالكي باستمراره بتفقيس الأزمات وتدويرها بصورة متسلسلة ومستمرة, يعرقل عملية التركيز والتفرغ لقيادة الحكومة والشعب إلى بر الأمان, ويقودنا جميعاً إلى التهلكة فعملية حل البرلمان التي يطالب بها هي ليس خطة حل حقيقي, وسوف لا تفضي إلاّ إلى فراغات خطرة وفوضى لها بداية ولا نعرف نهايتها, وستكون زوايا حلولها حادة ومميتة ولا تخدم الشعب ولا تقوده إلى الاستقرار, فالشعب بعد كل هذه السنين يريد أنّ يحصد على ما صبر عليه خصوصاً أنّه تكبد خسائر ضخمة جداً لا يعادلها أي منافع قدمت له أو ستقدم بعد حين, إذ لا بُدّ من التركيز على الحلول المناسبة للأطراف المشتركة وإيجاد حلول وسطية وبإشراف شخصيات وطنية ذات ثقة ترضي جميع الأطراف, والحوار هو الخيار الوحيد ولا بد للتيارات السياسية المتصارعة أن تؤمن بمبدأ التنازل للغير واللقاء بنقطة مشتركة تمهد للسير بطريقة جماعية نحو هدف واحد وهو خدمة الوطن والمواطن, ولا بد من الالتزام بالمواثيق وأخذ الضمانات وجعل الدستور هو الحاكم والنافذ وقبل هذا وذاك يجب توقف الحملات الإعلاميّة المتبادلة المبنية على التشهير والافتراء وتضخيم الأحداث, التي بدورها سوف تفقد الثقة بين الإطراف مما يؤدي إلى عدم التعامل مع الآخر, وتفويت فرصة الحوار الذي ربما سيؤدي إلى حلول, كلّ هذا والشعب ينظر بمرارة على من انتخبهم والذين انشغلوا بمهاترات وسرقة قوته بدون ان يحكموا بما ألزموا به أنفسهم, بدءاً من قسم البرلمان وانتهاءً بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف, وأخيرا هل تصدق بأنهم أحزاب إسلامية أو وطنية, اللهم أشهد بأني لا أصدق, إلاّ انه لكلّ قاعدة استثناء.