حفلة اخرى ولكن هذه المرة في عيد الصحافة العراقية التي جمعت لها نقابة الصحفيين الآلاف وحشدت الزملاء من كل المحافظات بما فيهم الصحفيين الذين نقلوا تراث مدنهم ومنجزاتها حتى ان صحفيي النجف وفرع النقابة في المحافظة نسوا ثورة العشرين المجيدة وعلماء ومراجع وحوزات مدينتهم العريقة وعشرات الاف الموسوعات العلمية وكتب التفسير والحديث والاصول والاف العلماء الذين خرجتهم حوزات النجف ولم يتذكروا من تراث وابداع النجف سوى (دهينة أبو علي) الشهيرة جاءوا بها نهاية حزيران الى بغداد وفي حديقة الزوراء تحديدا ليوزعوها على الصحفيين العراقيين وضيوف عيد الصحافة وربما نالت مطربات وراقصات لبنان ومصر نصيب من تلك الدهينة ليقولوا عند العودة الى الاوطان انهم اكتشفوا عجيبة جديدة وابداع جديد وتميز جديد وفعل حضاري جديد هو (دهينة أبو علي) القريبة من آثار بابل وربما توهموا ان الدهينة تلك من ابتكار نبوخذ نصر او حمورابي او احد المشاهير العراقيين.
البذخ الذي كانت عليه اعياد الصحافة العراقية غير مقبول اطلاقا في وقت يعاني الالاف من الصحفيين من مشاكل مادية ومع وسائل الاعلام التي يعملون فيها وكذلك الناس الذين يبحثون عن فرص عمل ،يقال ان الحفل كلف اكثر من خمسة ملايين دولار وربما يعتقد البعض ان الرقم كبير ولكن في حسبة بسيطة نجد ان الهدايا والمداليات الذهبية والاكراميات المالية التي كانت من حصة القادمين عبر الحدود قد تكون اكثر من هذا المبلغ.
كان يفترض ان يتم دعوة الصحفيين الى مسابقات في الابداع وفنون الصحافة الاستقصائية واقامة المعارض التصويرية والندوات التي تلاقح الثقافات المختلفة لاجلب المطربين والمطربات العاريات وصرف ملايين الدولارات بمالايرضي الله سبحانه.
الصحافة مسؤولية وفعل خلاق وليست استهتارا في بلد اسلامي يحترم التقاليد والقيم التربوية واساليب بناء الانسان الفعال والمنتج لا الانسان المتكل على غيره والمتعكز على الفشل..ماجرى في عيد الصحافة خروج عن التقاليد الشريفة في العمل المهني والوطني ولايمكن القبول بها ابدا تحت اي ظرف كان.