لم تكن السيدة من تلك المنظمات، إنها ممثلة منطقتنا في البرلمان البريطاني جاءت بمفردها تطرق الأبواب لتستفسر بنفسها فيما اذا كانت لدى أحد أبنائنا مشكلة في المدرسة ولا نستطيع أن نطرحها على ادارة المدرسة. فقد لا حظت السيدة النائبة انخفاض عدد الطلاب في النشاطات المدرسية في منطقتنا مقارنة بنشاطاتهم على عهد النائب السابق عن نفس المنطقة، لذلك قررت أن تستفسر بنفسها لتعرف أين الخلل فتسعى الى علاجه، اي انها وضعت نفسها كسبب للتقصير أولاً، وجاءت لتبحث المشكلة، بمفردها بلا حماية وبلا سيارة وبلا مرافقين.
في دولة أخرى، يحتجب النائب عن الناس بعد وصوله الى البرلمان بالاصوات الزائدة لغيره، ويتنكر لإخوانه حتى يشعر بانه أصبحت له قيمة، ويمضي سنوات برلمانيته في الكلام والدوران على الفضائيات وفتح آفاق العلاقة مع رجال الأعمال.
في دولهم يعرف النائب أنه جاء ليخدم المواطن، والمواطن بدوره يعرف من يختار.
في دولنا الأمر يختلف، ففي كل انتخابات، يخرج المواطن الفقير البائس مكررا نفس التجربة، ليستنسخ معاناته.