مهمة القيادات الأمنية في العراق تتوزع على محورين في الفترة الأخيرة، الأول تسهيل عمل الجماعات المسلحة من البعثيين وتنظيم القاعدة، والثاني تسهيل عمل المجرمين في عمليات الإختطاف وتهريب المخدرات. وتعمل القيادات الأمنية الكبيرة بحرية تامة في هذين المحورين، فقد تجاوزت الشكوك والملاحقات وما الى ذلك، واستطاعت أن تتفاهم مع أرفع المستويات في فعل ما تريد، فالمال والرشاوى يفتح مغاليق الأبواب أمام القيادات الإرهابية لتخطط وتنفذ في أي وقت وفي أي مكان تريد.
المؤسسة الأمنية العراقية، بوزاراتها الثلاث وأجهزتها المتنوعة السرية والعلنية، هي أخطر ما يهدد المواطن العراقي وسلامته وأمنه، وهي الأكثر فساداً من بين المؤسسات الحكومية الأخرى، والسبب هو إعتمادها على بعثيين كبار يعرفون كيف يخدعون المسؤول الأعلى، والكلام هنا يوجه الى السيد نوري المالكي، والى وكلاء وزارات الدفاع والداخلية والأمن الوطني، فهذه التشكيلة من القادة ألأمنيين الكبار وقعوا أو رضوا أن يقعوا في خدعة الضباط والمسؤولين الأمنيين الذين يعرف المخلصون في الجهاز الأمني انهم من أكثر العناصر فساداً وضرراً بالأمن، وانهم يمارسون الخداع والتضليل في تقاريرهم ومعلوماتهم. لكن السادة (القائد العام ووكلائه) لا يصدقون كلام المخلصين ويتمسكون بكلام البعثيين ونصائحهم.
قطرة الدم غالية جداً، والنفس البشرية مقدسة، ويوم الحساب عسير على من يتهاون بدماء الأبرياء.. صحيح أن للمنصب بريقه وسحره الذي لا يقاوم، ويمكن أن نتفهم ضعف هذا وذاك امام الرشاوى والمال والجاه وحب السلطة، لكن كيف نتفهم رجلاً يقف بين يدي الله يصلي وهو يتهاون في أرواح الأبرياء؟.. كيف لا يبادر هؤلاء الى مراجعة أنفسهم ويسألون عن سبب تكرر هذه المأساة، مع ان الإشارات واضحة بوجود المتورطين من عناصر البعث والقاعدة في مكاتبهم؟.