وقد كان المفروض على القائمين على شؤون العراق أن يستثمروا هذا التزامن للإحتفال بهذه المناسبات الوطنية والدينية، لا سيما أن الثورتين العشرينية والشعبانية هما أعظم التحركات الشعبية في تاريخ العراق الحديث، فقد كانتا رمزاً للبطولة والإباء والتحدي ورفض التسلط والقمع من الحكم الأجنبي ومن الحكم الدكتاتوري.
كان المتوقع من القائمين على شؤون العراق من حكومة ومسؤولين معنيين ومؤسسات ومنظمات وشخصيات، أن تحيي هذه المناسبات بما يليق بوقائعها ودورها وتضحياتها ونتائجها، وتكرم رجال الإعلام الحقيقي والثقافة الوطنية، لكن الذي حدث هو تدنيس لهذه المناسبات الوطنية الكبيرة، من خلال حفل ماجن أحيته عاهرة معروفة على مستوى البلاد العربية بمجونها وفسقها ومغامراتها ولياليها الحمراء مع الأمراء واصحاب المال.
الملفت ان البعثي المعروف بقمعه للانتفاضة الشعبانية هو الذي تولى إقامة الحفل الماجن، وعليه فليس مستغرباً أنه يريد أن يحيي (أمجاده) ويمعن في إذلال أهل الانتفاضة وابطالها وتشويه صورة الثورة العراقية الكبرى، لكن المستغرب أن القائمين على البلد يستجيبون له ويوفرون له كل ما يريد من حمايات ومواكب رئاسية وخطط أمنية للمومسات اللاتي دنسن أرض العراق في شهر من الأشهر المقدسة.
المؤلم والمحزن أن قياداتنا الاسلامية أحاطها الصمت المطبق، وكأنها غير معنية بما حدث، فلا شعبان المعظم أثار حفيظتهم، ولا الزيارة الشعبانية بمناسبة ميلاد الامام المهدي عليه السلام، ولا ذكرى الانتفاضة الشعبانية بتضحياتها ومآسيها وآلامها، ولا ذكرى ثورة العشرين البطولية التي حققت إستقلال العراق، وقادها مراجع الدين وعلماء المسلمين، ولا حتى التفجيرات الدموية التي طالت عدداً من المدن العراقية قبل أقل من اسبوع على الحفل الماجن.
لكم الله يا أهل الانتفاضات والثورات والتضحيات والشهداء، يا فقراء العراق.