أبدينا بالأمس ما كنا نشعر به من ترتيب لعملية خطف جوية تستهد بشار الأسد، اليوم ظهر في عمل قريب من المتوقع، فلابد أنهم كانوا يعتقدون بوجوده مع أولئك النفر المجتمعبين في مبنى الأمن القومي الذي تم استهدافه اليوم . الأمر الذي نحب التاكيد عليه هو أن هذه العملية ليست من فعل الثورة المسلحة في سوريا أصلا، وإنما جاءات من قبل الإستخبارات الامريكية ١٠٠% وهي عملية تتطابق مع عملية جامع علي صالح، لقد دفعوا بالثوار الى دمشق لإحداث المواجهات المسلحة التي يراد منها تغطية هذه العملية وجعلها من فعل السوريين انفسهم . اليوم يبدو أن السوريين يسيرون في نفس طريق القذافي فهم لا يتصرفون الا في الوقت الضائع، لقد نوهنا في السابق بأن إيران ستتفرج على سوريا، وكان على حلفاءها حزب الله وحركة أمل، وبعض التيارات العراقية، وإيران، أن يمسكوا بزمام الأمور هناك وأن يسارعوا في نجدتها والحفاظ عليها وان لا يكونوا خجلين من الكلام لأنها تشكل مفصلا استراتيجيا هاما ستتغير بتغيره أحوالهم، وقد نبهنا سابقا بأن سوريا تشكل لهم العمود الفقري، وهاهم الأمريكان وال سعود يدقون هذا العمود دونما دفاع يذكر، ولو أنهم اقتدوا بالسعودية في تدخلها في البحرين لكانت الأوضاع على خلاف ما هو حاصل. من المهم الآن وقبل فوات الأوان أن تبادر قوات هؤلاء الحلفاء لسوريا وبدعوة من الرئيس السوري نفسه، لحفظها من ان تسيطر عليها قوى التحالف الأمريكي إسرائيلي، خاصة وأن الانشقاقات في الجيش السوري متسارعة وكبيرة وستحصل انشقاقات أكبر بعد عملية اليوم فالأموال الخليجية تتدفق على سوريا بكثرة. وكلي ثقة في أن سوريا لو استخدمت صواريخها لضرب السعودية وفي المناطق الحساسة لتراجعت عن دعم المسلحين السوريين بل ربما طلبت منهم التوقف والتقهقر، فلماذا لا تستخدم سوريا قوتها في الوقت الضروري؟ بل من الأرجح بأنه كان عليها ان ترد اليوم مباشرة كعقاب على عملية اليوم وثارا للقتلى من القيادات السورية العلياء التي هي عبارة عن دق عظم النظام السوري . على السوريين ان يعلموا بأنهم إذا غيروا نظام الاسد بنظام طائفي وهابي فإنهم لن يغيروا من واقعهم الا الى الاسواء، فليعتبروا باليمن الذي تحتله السعودية من بعد حرب ١٩٦٢ م وتتحكم في كل شيء فيه عبرعملاء ها، الذين فرغوا أنفسهم للدعوة الوهابية وتخلوا عن بناء البلاد واعمارها وتعليم الشعب وتنميته، بل إن اليمن وعلى المستوى الأمني يعيش مجزرة متواصلة من ذلك الوقت حتى اليوم، أحيانا باسم خلافات قبلية وأخرى باسم خلافات سياسية وهلم جراء، فبدلا أن يكون السورييون مظطهدين من قبل سوريين فسيكونون مضطهدين من قبل عملاء السعودية، بل وسيعمل أولئك العملاء على أن يقوم السوريون بقتل بعضهم بعضا تحت عناوين طائفية كما حصل علينا في اليمن من قبل النظام المرتبط بالوهابية السعودية، وعلى ان تكون سوريا ضعيفة جدا حتى لا تزعج اسرائيل بقوتها، وسوف يستذلون الدروز والمسيحيين والشيعة والسنيين والعلويين فالوهابيون لا يرون أحدا يستحق الحياة سواهم، أقول هذا لا حبا في نظام الأسد فقد كان متعاونا مع صالح ضدنا، في ستة حروب بل ولقد احتجزني في المطار ليسلمني الى نظام صالح لولا أني كنت ظيفا رسميا على دولة قطر التي تدخلت ـ مشكورة ـ لاطلاق سراحي، ولكن يمكنهم ان يغيروا النظام بنظام وطني يتشارك فيه الجميع بصورة منصفة وعادلة ليطمئن الكل ويعيشوا في أمن وسلام.