ولعلي لا أجد مثال أوضح من سيرة السيد عبد العزيز الحكيم (رض) فقد برز قائدا يوم انشقت الأرض وزلزل من عليها وكان هو وتدها الصلب, فقد انهارت الأوضاع بعد سقوط صدام وسيطرة الجيش الأمريكي و بريمر على الأرض إلا إن المسارعة بتشكيل الإئتلاف العراقي الموحد بقيادة عزيز العراق فوت الفرصة على الحاكم بريمر بالإنفراد بالقرارات والعمل بدون وجود جهة وطنية مقابلة, وتم تشكيل نواة جيش عراقي جديد بحمل روح الوطن بين جنبيه وتمت إعادة الروح لوزارة الداخلية وغيرها وتم الشروع بكتابة دستور بأيدي عراقية وبأشراف من المرجعية الدينية العليا وكان سماحته هو اليد الممتدة للمرجعية في متابعة وحسم قضايا الدستور المصيرية .
وهذا طبعا خلاف ما كان مخطط له من قبل الأمريكان, فقد كان سماحته هو الحجر الأساس في ترسيخ وحل اغلب القضايا الوطنية المهمة وما موقفه في كبح جماح الحرب الأهلية بعد انفجار العسكريين (ع) ألا رحمة منزلة من عند الله العزيز الرحيم, لقد ترك أثرا على ارض الواقع وسوف تكشفه الأيام مهما حاول الأعداء وأصدقاء الدرب إن يمحوه واقع الحال الأعداء معذورين .
إلا إنني اعتصر ألما كلما شاهدت الإصرار من بعض القيادات التي تنسب منجزاته وقيادته الفذة في تللك الحقبة العصيبة إلى نفسها وتتغنى بأنها صاحبة القدح المعلى في تلك الفترة وهي التي وضعت حجر الأساس, ولعمري أنها سرقة في وضح النهار مستغلين إعلام الحكومة وإعلامهم الغول في تحريف الحق عن موضعه وهم في معركتنا مع الإرهاب ألان متفرجون ولا يفعلوا شيا إلا عد الشهداء والجرحى نهاراً, وفي ليلهم يعدون ملياراتهم ويتسكعون مع الهوى, لقد تناسوك يا سيدي يا شموخ العراق ويا نفسه الإسلامي ويا داعية أهل بيت النبوة لكن لك العزاء فعين الرب لا تنام ولك مخلصون سائرون على دربك ورايتك ما زالت تخفق بيد عمارها ونحن ماضون, والى حصاد الثمر مستعدون .
لقد خططت وعملت والى ربك توجهت وعقبة الدار سكنت وأولياء الله هم الغالبون , عشت قائدا , ورحلت مخلدا .