خبر صغير مررّته قبل فترة ( ألسفارة الامريكية ) في العراق الى بعض وسائل الاعلام الاوربية والامريكية يتعلق بثروات بعض المسئولين والكيانات السياسية العراقية ، هذا الخبر وجد مداه في وسائل الاعلام الاجنبية المختلفة الا انه مرّ مرور الكرام في اعلامنا المحلـّي رغم بعض الاشارات المتواضعة له في بعض الاخبار والمقالات التي نُشرت في بعض المواقع الالكترونية العراقية ،
أصل الخبر يقول ، ان ثروات المسئولين العراقيين والكيانات التي ينتمون لها بلغت منذ سقوط النظام السابق ٧٠٠ مليار دولار ،أغنى الكيانات السياسية وأوسعها كرشا ً هم الاكراد الذين بلعوا وحدهم ٣٠٠ مليار دولار من اموالنا ، يأتي بعدهم في ( سعة الذمة ) جماعتنا في التحالف الوطني بــ ٢١٠ مليار دولار ، أما أفقر الحرامية وأكثرهم نسكا ً فهم جماعة علاوي الذين لم يبلعوا الا ١٨٠ مليار دولار من اموال العراق، ولكنهم ( أي جماعة علاوي ) تفوقوا على الاخرين بان من بينهم ظهر أكبر ( ِكرش ) قصدي اغنى سياسي عراقي سبح بــ٢٤ مليار دولار من أموالنا هو / أسامة النجيفي رئيس برلمان ( الشفط واللفط ) العراقي !!،ويقينا ً ان اعتراض جماعة علاوي على الحكومة واصرارهم على سحب الثقة من رئيسها لان الحكومة اثبتت فعلا ً انها ليست حكومة ( شراكة ) كما ارادت لها الكيانات المتحاصصة فيها والدليل هو ماجاء في تفصيلات التقرير الامريكي والفروقات الشاسعة بين ما ( لفطه ) كل كيان من اموالنا ؟ أجمل ما في الامر اننا لم نسمع نـَفـَساًً واحدا ً من أي مسئول او متحدث باسم مسئول او كيان سياسي او حكومي ينفي او يعترض على ما جاء في تقرير السفارة أو حتى يعترضون على الارقام التي ( لطشها ) تقرير السفارة على جباههم ليزيدها سوادا ً على ( صخام ) وجوههم جميعا ً ،لم نرى / أسامة النجيفي مثلا ً يرعد ويزبد ويهاجم التقرير ويقيم دعوى قضائية على السفارة ( مثلا ً مثلا ً ) يطالبها بالتعويض المادي والمعنوي كما تعوّد الرجل مع كل من يمس شخصه المقدس من الكتاب او السياسيين، ولم نسمع الاكراد يتحدثون عن ( شوفينية ) كاتب التقرير وحقده على الاكراد ، ولم نسمع معمما ً أو أفنديا ً في التحالف الوطني يتهم فلول الصداميين والقاعدة بفبركة هذه الارقام بهدف الاساءة للاكثرية المظلومة من العراقيين !! ببساطة لم ينبس سياسي عراقي بحرف ولم يفتح فاه معترضا ً على شيء لانهم يدركون جيدا ً ان كل ماجاء بالتقرير الامريكي موثـّق ومحسوب بالسنت ، وان السفارة الامريكية تعرف حتى انواع الملابس الداخلية التي يلبسها ساستنا ونوابنا واسعارها والمحلات التي تم شراؤها منها ، لذلك اثر الجميع احترام انفسهم والسكوت على امل ان يمر التقرير مرور الكرام والعراقيين ينسون بسرعة كما هو معروف عنهم ، واثروا الا يستفزوا الامريكان ويكذبّون تقاريرهم مخافة أن تسر ّب السفارة الامريكية تقارير جديدة تفضح هؤلاء الساسة وتكون اشد وطأة من معلومة الــ ٧٠٠مليار التي سرقوها من أموالنا؟؟؟ أنا لن اناقش موضوع الاموال المسروقة وان كانت ٧٠٠ مليار أو ١٠ مليارات فقط ، وكيف سرقت واين الحكومة مما يحدث من سرقات فهذه المواضيع أصبح الحديث فيها مملا ً والجميع يعرف من السارق وكيف يسرق ، ولكنني ساناقش مسألتين أخذتا بعدا ً كبيرا ً من النقاش في الفترة الاخيرة ، ألمسألة الاولى أو فلنقل ألمشكلة الاولى وهي مشكلة المشاكل التي يعاني منها العراق منذ سقوط الصنم حتى اليوم هي مشكلة الكهرباء ،والتي يبدوا ان لا حل قريب لها خلال الـ٢٠ سنة المقبلة !! ،لنتكلم بشكل علمي وبالارقام ، كما ذكر الدكتور / حسين الشهرستاني ان حاجة العراق الان للكهرباء هي ١٦٠٠٠ ميغاواط ، وان كلفة بناء ١٠٠٠ميغاواط هي مليار دولار ( وهذه اسعار عالمية ) بمعنى ان حاجة العراق للكهرباء تـُحل بـ ١٦ مليار دولار ،انا لن أتكلم عن الــ٣٧ مليار دولار التي قالت النائبة / فيان دخيل ( رئيسة لجنة الخدمات بالبرلمان ) ان الحكومة قد صرفتها على الكهرباء ، وساعتبر اننا لا ننتج ولا أمبير واحد من الكهرباء اليوم ، فلو بدأنا من الصفر فان ثلثي ما ( لـَفـَطه) السيد / أسامة النجيفي وحده تكفي لتخليص الــ ٣٠ مليون عراقي من أزمة تخنقهم وتستنزف اعصابهم وصحتهم وجيوبهم منذ عقد من الزمان ؟؟ ألمسألة الثانية هو ماحدث من نقاشات حادة ومناورات وتصريحات قبل ايام في البرلمان العراقي حول قانون البنى التحتية والذي تم رفضه من البرلمان للمرة الثانية وسد الباب بوجه الحكومة ، ملخـّص القانون يقول ان الحكومة العراقية وجدت ان البنى التحتية العراقية من مشاريع صحة وطرق وجسور ومدارس وخدمات بلدية ومكافحة تصحّر وبناء سدود ومطارات تحتاج الى ٣٧ مليار دولار تريد الحكومة ان تستدينها من الشركات الاجنبية وتسددها لاحقا ً والبرلمان يرفض ، يعني ( مخلص الكلام ) ان الحكومة العراقية تريد افهامنا ان كل النواقص التي يشكوا منها العراقيين ستزول وتنتهي بهذه الـ٣٧ مليار دولار واننا بعدها سنفخر بامتلاكنا ( لبنيتنا ) التحتية الرصينة !!! ٣٧ مليار .. يا بلاش ،وأفقر الكيانات السياسية العراقية ( لغف ) وحده اكثر من ٥ أضعاف هذا المبلغ ؟ أما لو جمعنا معه ما ( بلعه ) التحالف ، وما ( هرّبه ) الاكراد فاننا وقياسا ً للــ ٣٧ مليار تلك ، فسنبني بلدا ً يضاهي أي دولة أوربية !!! أكثر شيء أضحكني في هذا الموضوع كله ، هو تصريحين من نائبين ينتميان لكتلتين مختلفتين ومن طائفتين مختلفتين ، أكدّا لي انه عندما يتعلق الامر بالمال الحرام تذوب الطوائف والقوميات والكيانات ولا يبقى سوى الحرامية يسندون بعضهم،فقد أكد السيد / بهاء الاعرجي ( ريس لجنة النزاهة والمال الحلال ) انه ليس بالمستغرب امتلاك / أسامة النجيفي لمبلغ ٢٤مليار دولار لانه من عائلة معروفة وغنية وهذا هو ارثه من عائلته ؟؟ الدكتور / احمد المساري ( القائمة العراقية ) أكد في برنامج بين قوسين لقناة السومرية نفس الموضوع وهو ان ال٢٤ مليار دولار هي من ارث السيد النجيفي العائلي، يعني بالعامية لو جمعنا ارث السيد / اسامة و اخوه / اثيل وباقي اخوتهم واخواتهم ، واشقاءهم من زوجات ابيهم الاخريات لوصلنا الى نتيجة واحدة لا غير ، ان والد السيد / اسامة النجيفي لابد ان يكون / بيل غيتس صاحب شركة مكروسوفت لانني لم اسمع في حياتي شخصا ً يملك هذا الكم من المليارات ليتركه بالعشرات لاولاده وبناته؟ والا فهل سمعتم بعراقي يملك ١٠٠ مليار دولار مثلا ً لكي يورّث احد اولاده بــ٢٤ مليار دولار ؟؟؟؟؟ ألحسنة الوحيدة في كلام السيدين / المساري والاعرجي هي اشارتهم الضمنية للوراثة ، ولا بد ان الدكتور / المساري متأثر كثيرا ً ( مثلنا جميعا ً ) بقانون العالم النمساوي ( مندل ) بالوراثة والذي يتكلم عن حصول الجنين على جينات الوالدين التي تكسبه الكثير من الصفات المتشابهة ،ولن اتي بجديد حين أقول ان الموروث الشعبي ايضا ً قد توافق في مواضع كثيرة مع قانون مندل بالوراثة ، فالمصريون مثلا ً يقولون ( اقلب القدرة على فمها .. تطلع البنت لامها !!) ويقول المثل العربي ( من شابه أباه فما ظلم ) ونقول في العامية ( هذا الشبل من ذاك الاسد ) فالاسد ينجب شبلا ً لا قردا مثلا ً!! ,على ذلك لماذا نستغرب ان يخسر/ منصور البرزاني ثلاثة ملايين دولار في القمار بليلة واحدة في قطر وهذه الملايين لا تساوي شيئا ً من ورث اللي خلـّفوه ،وماذا لو صرف / كريم وحيد عدة ملايين من الدولارات على زواج ابنه ، أليس هذا من ارث اجدادهم؟ ولماذا نطارد حازم الشعلان الذي شَلـَعَ بمليار دولار فقط من اموالنا وايهم السامرائي الذي فـَر َّ بملياري دولار فقط اليست هذه اموال اباءهم ؟ولماذا نغضب من ( البرلمانية ) المحجبة التي اشترت قبل شهرين ( فيلا صغيرة ) في انكلترا باربعة ملايين دولار فقط ، اليست هذه خردوات قياسا ً بما تركه لها السيد الوالد؟ كان اهلنا ( ايام زمان ) يرفضون أن يُدخلوا في اموالهم ( فلسا ً) واحدا ً مشكوك به لانهم يرفضون أن يطعموا عيالهم من المال الحرام فهم يؤمنون بان من اكل من السحت الحرام يتعود على الحرام في اكله ومشربه ومسكنه فيكون ( ابن حرام مصفـّى !! ) ، وهذا هو بالضبط ماأريد الوصول له ، ان كل من ( سرق ) ولو دولارا ً واحدا من اموال الشعب الذي أؤتُمن عليها لابد أن يكون قد تربّى من المال الحرام ( فالحرام لا يولّد سوى الحرام ) وهؤلاء سيورثون المال الحرام لأولادهم ليأكلوا منه ويتمتعوا به فسيكونون ( أولاد حرام هم الاخرين ) !!!. يقول الحديث النبوي الشريف ( اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث ، علم يُنتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له ) وقال أهلنا في موروثهم قديما ، اِبنك لو يجيبلك الرحمة اذا ربيته زين بالحلال لو يجيبلك الشتيمة ( يعني اذا ربيته من الحرام ) ، ولذلك وفي هذا الشهر الفضيل الذي يتقبل الله به الدعاء للصالحين والاخيار فانني بلسان كل عراقي محروم ومسروق أقول لكل سياسي حرامي ( وأؤكد على الحرامي فقط ) ممن سرقوا المال العام من جميع الطوائف والقوميات والانتماءات ، بقدر ال٧٠٠مليار التي سُرقت من العراقيين سنتا ً سنتا ً ،ومع كل قطرة عرق تتصبب منـّا مع انقطاع الكهرباء بهذا الصيف الحار،وبعدد الدقائق التي ينقطع فيها الكهرباء عنا يوميا ً ، ومع كل قطرة ماء مفقودة في انابيب المياه الواردة من الاسالة او المياه المشبعة بالاطيان والاوبئة ان وصلت في مواسير الماء ، وبعدد ذرات الغبار والاتربة التي باتت تهب علينا طوال ايام السنة أدعوا من الله مع الــ ٣٠ مليون عراقي مع كل اذان مغرب طيلة ايام العام وليس فقط في رمضان حيث تـُفتح ابواب السماء امام دعاء المظلومين والفقراء بــ٧٠٠مليار لعنة على والدين كل حرامي سرق ولو دولاراً من المال العام في العراق ، اللهم امين بحق هذا الشهر الفضيل ... ألمهندس / جمال الطائي
المقالات والاخبار المنشورة لاتمثل بالضرورة رأي الشبكة كما إن الشبكة تهيب ببعض ممن يرسلون مشاركاتهم تحري الدقة في النقل ومراعاة جهود الآخرين عند الكتابة
٧٠٠ مليار ، لعنة على .. !!!
