علم من اربعة الوان احمر واخضر وابيض واسود يمثل النهضة الحسينية ثورة واصلاح وسلام وحزن
اردت ان اطبعه بحجم صغير لأوزعه على زائري قبر الامام الحسين سلام الله عليه سيرا على الاقدام الا ان الجمود الذي خلق ارهابا فكريا حال دون طبعه ليس خوفا من الارهاب الفكري ولكن لعدم تاثيره على الزائرين ان توجهت اليه سهام الاتهام بالبدع او تسييس الشعائر
ولكي لايخلق بلبلة فكرية او سياسية
====
الشعائر الحسينية الية ينبغي ان يحسد عليها من يقيمها لانها فرصة كبيرة للتثقيف والتربية والاصلاح
لاتستطيع اكبر قوة حكومية بما تملك من اموال واعلام ورجال ان تقيمها بهذه الصورة
ستون يوما او ثلاثون او عشرة ايام يجتمع فيها انصار الحسين عليه السلام باندفاع ذاتي وبقلوب وعقول صاغية للخطباء مهما كانت مستوياتهم الثقافية والعلمية
فاتمنى لو ان الجميع مع اختلافهم الديني والمذهبي ان يقيموها لانها توفر فرصا لاتستطيع الكنيسة او المسجد توفيرها فجميها فارغة الا في المناسبات في حين ان المساجد تمتلئ في عاشوراء
=====
الشعائر فرصة للاصلاح ان وجد المصلحون وفرصة للتغيير ان وجد المغيرون
وشعبنا العراقي مهما ابتعد عن القيم الصالحة الا انه سرعان مايعود اليها ان وجد المصلح القدوة في نزاهته وخلقه وفي بذل الحهد في مسؤوليته والتضحية من اجلها بماله وراحته لايكل ولايمل
الكثير من الناس يخشى من مقاطعة المجالس الحسينية ويشعر بالذنب حينما لايبكي عند ذكر واقعة كربلاء اويشعر بالذنب ان لم يطبخ ويبقى في اضطراب ان تخلف عن عادته في اقامة العزاء او وضع السواد على داره او الانقطاع عن الطبخ او خدمة الزائرين والبعض يخشى من الفرح او الضحك في عاشوراء
هذه عواطف وافكار ومواقف تعبر عن استعداد انصار الحسين ومحبيه الى الالتزام بالقيم النبيلة
انهم بحاجة الى موجه ومرشد وداعية قدوة يوجههم ويرشدهم الى السمو والتكامل ليصنع شعبا او طيفا من الشعب يبني ويعمر ويصلح باخلاص ونزاهة
====
الشعائر الحسينية فرصة لاصلاح الذات والمجتمع المستعد للاصلاح فمن يسير به الى شاطئ الاخلاص والنزاهة وتجسيد القيم من امانة ومودة وتسامح وتعاون وايثار واحسان
انها فرصة كبيرة لتجسيد القيم
فالبكاء والحزن ومجالس العزاء وضرب الظهور بالسلاسل والرؤوس بالسيوف جميعها عواطف صادقة ذاتية للارتباط بالحسين عليه السلام ؛ فمن يوجهها للارتباط بفكره وسلوكه ليصنع شعبا نبيلا
المواطن لم يقصر في اداء شعائر يراها ارتباطا بشخص الحسين عليه السلام وهو مستعد للارتبط بقيمه وسيرته الاصلاحية
فمن يبكي حبا والما ومواساة
ومن يطبخ ويوزع حبا وتقربا
ومن يضرب ظهره بالسلاسل مواساة للمصاب
ومن يضرب راسه بالسيف مواساة لرؤوس شهداء كربلاء
ومن يسير مشيا على الاقدام مواساة للسبايا وحبا بالحسين
هؤلاء يعبرون عن عواطف صادقة ولكنهم بحاجة الى تكامل وسمو ليكون الارتباط بالحسين فكرا وعاطفة وسلوكا لتحقيق الهدف الاسمى وهو النزاهة والعدالة والسلام والحرية
اقولها مع الاعتذار لو بقي الامر بيد العلماء والمثقفين فانهم غير قادرين على احياء او تعميق الجانب العاطفي الظاهري ولذا يجب ان يساهموا في ربط اصحاب العواطف بالفكر والمنهج الحسيني
من يوجه العواطف نحو القيم
من يوجه الباكي والحزين واللاطم والمتطبر ليقتدي بالحسين عليه السلام
فاذا وجد الموجه والمرشد القدوة فان الوطن سيكون بخير وامن وسلام
من يركز في اذهانهم وقلوبهم ان الحسين كان رحيما حتى مع اعداءه
وانه لم يحمل السيف الا دفاعا عن نفسه امام عدوان واقعي
وانه سقى الجيش الاموي حينما كانوا عطاشى
وانه دعا الى التقيد بالدستور
والى العدالة والمساواة
والى احترام الراي الاخر
والى الدعوة للتالف على قاعدة الاخوة قبل وقوع السيف
والى عدم استئثار الحاكم وولاته باموال الناس
والى حرية الامة في اختيار الحاكم ورفض الملكية وتقريب الاقرباء واسناد المناصب لهم دون مؤهلات
والى احترام وتكريم المراة ومساواتها مع الرجل
والى الصدق والوفاء والامانة والاحسان واغاثة الملهوفين واشباع حاجات المحرومين
والنهي عن اكل اموال الناس بالسرقة والغش والاحتيال والتزوير والرشاوى
والنهي عن المحسوبية والمنسوبية
فمن يوجه اصحاب للعواطف ليحملوا الحسين فكرا في اذهانهم وعاطفة في قلوبهم وسيرة في سلوكهم
ان محرم وصفر فرصة للمصلحين والمغييرين فمن يتقدم بحجم وعدد المتعاطفين ليس بمحاضرة او خطاب ولكن بتعايش حقيقي مع الواقع
واخيرا اقول لاينبغي مواجهة المتطبر بفتوى بل بتوجيهه للارتباط بالمنهج الحسيني ليكون ثائرا على الطغاة والجائرين والمحتلين فهو اقرب للتضحية من غيره لان عواطفه في القمة لاجهلا ولارياءا