لكن الجانب الآخر من القضية هو موقع مثل هذا الانسان في دائرة المسؤولية والعمل، فعندما يتم تناول كفاءة احد الأشخاص في موقع المسؤولية، وانه غير مؤهل لذلك، يأتي الجواب سريعاً من قبل المدافعين عنه بانه (خوش آدمي)، وهو جواب مقنع في ثقافتنا العراقية، بحيث ينتهي الحوار ويذوب الاعتراض، ونقنع بان فشل المشروع هو أمر حتمي وموضوعي لأن المسؤول المكلف به (خوش آدمي).
لكن المشكلة ستبدو كارثية عندما يتحول هذا الشخص فيما بعد ونتيجة اختلاطه باجواء الارباك والتدهور والفوضى، الى احد مفردات منظومة الفساد والتردي السائدة في البلد. حيث يبقى تقييمنا له كما هو لا يتغير، مع انه تحول الى شخص آخر، ولم يعد كما كان معتدلاً وملتزماً.
فالانسان يتغير والظروف تتبدل، لكننا نبقى نصر على تقييمنا القديم، والنتيجة، خسارة مستمرة وإصلاح مفقود.